بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــــة:
نظرا لطبيعة وخصائص عملية التعليم وما تفرضه من شروط (نفسية، صحية، بيداغوجية …) ومن جهد ووقت وطول النفس لضمان النجاح وتحقيق الأمل، أصبح الكثير من المتعلمين في مختلف المستويات الدراسية (من الابتدائي الى الجامعي) يستثقلونها ويستصعبون متطلباتها. لكن الحاجة الى تقدير الذات وتحقيق المكانة الاجتماعية اللائقة عن طريق التفوق الدراسي جعلت البعض من المتعلمين يقتنع بأن بلوغ ذلك الهدف ليس بالأمر السهل ولا بالأمر المستحيل بل طريقه شاق يستلزم الصبر، المثابرة والاجتهاد فقط
بينما البعض الآخر يرون بأن تحقيق ذلك الطموح أمرا صعبا للغاية بالاعتماد على القدرات الذاتية، خاصة أولئك الذين ألفوا تدخلات أوليائهم وأقاربهم وانتقالهم من مستوى الى آخر بطرق ملتوية.
لذلك يجدون في الغش و التحايل أهم مخرج للتعويض عن النقص لتحقيق الذات ونيل التقدير ورد الاعتبار من قبل أفراد الأسرة والمدرسة. وعلى هذا الأساس أصبح مثل هذا السلوك السلبي بمثابة ظاهرة لافتة للانتباه ومنتشرة في كل الأوساط والمستويات التربوية (تلاميذ وطلبة جامعيين، مراقبين عامين ومفتشين أثناء المسابقات وأثناء امتحانات التقويم المستمر خلال التكوين التناوبي) وبأشكال متعددة ومتنوعة تعبر عن تألق وشغف هؤلاء المتعلمين لتحقيق النتائج المرضية الضامنة للنجاح بكل الوسائل وفق القاعدة الميكيافيلية \" الغاية تبرر الوسيلة \".
وفي ضوء ذلك اخترع المتعلمين عدة شعارات ومقولات تمجد مثل هذا التصرف السلبي مثل: {من نقًل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه}و{من أراد العلى شخر \" من شخير النوم\" الليالي } وهو تغيير لمبنى المقولة {من أراد العلى سهر الليالي}.
وبحكم تجربتي كأستاذ في التعليم الثانوي (ثانوية عادية وثانوية مسائية) وتأطيري لدورة تكوين تناوبي لمستشاري التربية على المستوى الجهوي(تسع ولايات) في المعهد التكنولوجي للتربية سابقا بولاية سطيف وكأستاذ جامعي ومشاركتي في حراسة الكثير من الامتحانات الرسمية كالبكالوريا واختبارات التقويم المستمر في التعليم الثانوي والتعليم الجامعي، تمكنت من جمع الكثير من المعلومات حول سلوكيات الممتحنين أثناء الامتحان بناء على الملاحظات الميدانية التي دونتها في مفكرتي الخاصة. وإضافة الى هذه الملاحظات وفي إطار وظيفتي كمستشار رئيسي للتوجيه المدرسي والمهني في حصص الارشاد النفسي ـ التربوي اتصلت بمجموعات من تلاميذ التعليم الأساسي والثانوي وتناقشت معهم حول وسائل الغش، الأسباب التي تدفع اليه وأخطاره فاستقيت معلومات إضافية أثريت به هذه الدراسة.
وسنبين في هذه الدراسة مفهومنا للغش، أنواعه، أهم العلامات الدالة على محاولات الغش، الوسائل الأكثر استعمالا، أسبابه، أخطاره الدراسية والاجتماعية على المتعلم وعلى سمعة ومصداقية المدرسة والجامعة، وفي الأخير سنقدم مجموعة اقتراحات حول كيفية معالجة هذه الظاهرة و الإجراءات الوقائية منها.
والهدف العام من تناول هذا الموضوع هو لفت انتباه المر بين والأولياء والمتعلمين والمسؤولين الى سلبية وخطورة مثل هذه الظواهر السلبية على الحياة المدرسية ومصداقيتها من أجل محاربتها.
فماذا نقصد بالغش المدرسي؟
هو نوع من التحايل والخداع الذي يستعمله المتعلم (مهما كان مستواه) أثناء الفروض، الاختبارات والامتحانات والمسابقات للإجابة على الأسئلة التي قدمت له قصد الحصول على نتائج جيدة وضمان النجاح.
فمن خلال هذا المفهوم نستخلص أن مثل هذا الفعل يعتبر سلوكا لا أخلاقيا يمس بآداب التعلم وبمصداقية التعليم.
أنـــــــواع الغـــش المدرســي:
تتمثل أنواع الغــــش في الحياة المدرسية فيما يلي:
1 ــ الاستعانة بالغير أثناء الامتحانات.
2 ــ مساعدة الحراس(الأساتذة والمعلمين وغيرهم) لبعض التلاميذ على الإجابة.
3 ـ إنجاز الواجبات والتمارين المنزلية من قبل الأهل أو الأقارب والأصدقاء بدل التلميذ نفسه.
4 ــ نقل إجابات الفروض المنزلية عن الزملاء دقائق قبل الدخول الى المدرسة أو أثناء الحصص الدراسية كما هو مشاع.
5 ـ تقديم نقاط وهمية للتلاميذ أو الطلبة في الجامعات لم يحضروا للدراسة أو الامتحان أصلا.
6 ـ تضخيم نقاط بعض التلاميذ في بعض المواد أو كلها لرفع نسب النجاح.
7 ـ تعمد الغياب بمبرر أثناء الامتحانات للإبقاء على النقطة الجيدة المحصل عليها في الفرض او في امتحانات السداسي الأول بالنسبة للجامعة.
8 ـ تبني دراسات ومذكرات تخرج من جامعات أخرى أو من الأنترنيت مع إحداث بعض التغييرات السطحية عليها وتقديمها على أنها من إنجاز الطالب (خاص بالجامعة).
الاعراض والعلامات الدالة على محاولات الغــش أثناء الامتحانات:
من بين السلوكات التي سجلناها ميدانيا لدى الكثير من تلاميذ التعليم الاكمالي، الثانوي وحتى الجامعي ما يلي:
1 ــ كثرة الالتفات يمينا وشمالا وعدم الجلوس باعتدال واستقرار.
2ــ كثرة الحركة وبروز مظاهر القلق والاضطراب على وجه المتعلم وجسمه بصفة عامة.
3 ــ تركيز النظر على الأستاذ أو المعلم الحارس لترقب غفلته والتفاته الى جهات أخرى أو اهتمامه بأمر معين.
4 ــ تعمد إفساد أوراق المسودة و أوراق الامتحان ومطالبة الحراس بتغييرها من حين لآخر وبشكل متكرر بهدف تشغيلهم وتغيير وضعياتهم من خلال تنقلهم بين الصفوف وبالتالي افساح المجال لهم أو لزملائهم للقيام بعملية الغـش..
5 ـ الإكثار من أوراق المسودة في الطاولة بهدف إدراج أوراق مشابهة لها معدة سلفا بينها حتى لا تلفت الانتباه.
6 ـ كثرة استفسار الأساتذة أو المعلمين المكلفين بالحراسة حول بعض الأسئلة، الكلمات غير المفهومة حسب زعمهم أحيانا، وفي أحيان أخرى حول الوقت لتسهيل عملية الغش.
7 ـ كثرة مطالبة زملائهم بتسليم لهم (القلم، المسطرة، الممحاة، الآلة الحاسبة.. وغيرها) باذن من الأستاذ أو المعلم الحارس وخلالها تستغل فرصة الاتصال لالتقاط بعض الأفكار، المعادلات، القوانين …أو لتمرير بعض الإجابات.
8 ـ التستر وراء الزملاء أو وضع اليد على الخد بشكل يخفي الشفتين من أعين الحراس للاتصال بصوت خافت مع الذين يقربونهم، وحينما يقترب منهم بعض الحراس يتظاهرون وكأنهم يتكلمون مع أنفسهم.
9 ـ التظاهر بأنهم يفكرون في الاجابة عن طريق النظر الى الحائط أو السبورة الا أن أعينهم بمثابة \\\"كاميرا\\\"مركزة على أوراق زملائهم الجالسين أمامهم لالتقاط بعض المعلومات خاصة في مدرجات الجامعة…
أهم الوسائـل التي يستعملها التلاميذ في عملية الغـــش:
يلجأ الكثير من المتعلمين أثناء الاختبارات الى عدة وسائل وطرق لتنفيذ عملية الغش وتتمثل في ما يلي:
1 ـ انجاز وريقات صغيرة توضع في الجيب أو في حافظة الأوراق بشكل يسهل استعمالها واللجوء إليها (وهي الطريقة الأكثر شيوعا).
2 ـ الكتابة على المنديل أو وضع ورقة بداخله، باعتبار أن اخراج المنديل من الجيب واستعماله لا يشكل شبهة ولا يشكك في نية المتعلم في اعتقاد المتعلم اتجاه الاساتذة الحراس.
3 ـ الكتابة على المقلمة المئزر و الطاولة خاصة (المعادلات، النظريات، القوانين، التواريخ وحتى الدروس كاملة... وغيرها)
4 ـ طي أوراق صغيرة ووضعها داخل الأقلام لتوظيفها شخصيا أو لتسليمها لزملاء آخرين عن طريق طلبهم له.
5 ـ طي أوراق بشكل دائري وأنبوبي وإلصاقها تحت الطاولة أو الكرسي ليسهل استعمالها.
6 ـ الكتابة على أوراق بيضاء بشوكة الفرجار أو بشيء آخر حتى تبدو وكأنها ورقة بيضاء يمكن الاستعانة بها دون أن يلتفت أحد على أنها مكتوبة.
7 ـ استعمال المفكرة الإلكترونية (AGENDA electronique) خاصة بالنسبة للقوانين والتواريخ والمعادلات.
فكل هذه الوسائل وغيرها تتطلب تفكير عميق، تخطيط وتنسيق دقيقين لإمكانية التحايل والغش دون أن يضبط، حبذا لو وظف التلميذ هذا الجهد كله في برمجة وتنظيم المراجعة والدراسة خلال السنة لتفادي هذا التصرف السلبي.
أما بالنسبة لمذكرات التخرج والرسائل الجامعية يلجأ الطلبة الى جامعات أخرى وطنية وأجنبية فيقومون بتصوير نسخ منها وإعادة كتبتها مع إحداث بعض التعديلات حول العينة ومكان إجراء الدراسة وغيرها.
الأسباب التي تــدفع الى الغــــش:
من أهم الأسباب التي تعود التلاميذ على الغش وتشجيعهم عليه ما يلي:
1 ـ الاختبارات المدرسية ترتكز على الحفظ والاسترجاع للدروس فقط بمعنى أنها تقيس ذاكرة المتعلمين فقط.
2 ـ أن غالبية الأساتذة والمعلمين يحاسبون التلاميذ أثناء عملية التصحيح على مدى وفائهم الحرفي لما قدموه لهم وفق للقاعدة التقليدية \\\"بضاعتي ترد الي \\\" لذلك نظرا لصعوبة حفظ الكم الهائل من الدروس واستحالتها في بعض المواد لدى الكثير من التلاميذ جعلهم يلجئون الى التحايل والغش.
3 ـ نقص المراجعة لدى بعض التلاميذ وانعدامها لدى البعض الآخر ولجوئهم اليها في الايام الأخيرة قبل الاختبار وهو ما جعلهم يجدون أنفسهم أمام حجم كبير من الدروس المتراكمة فينتابهم الشعور بالعجز والصعوبة في مراجعتها وفهمها في تلك المدة القصيرة لذلك يلجأون الى التكهن والتوقع للدروس المحتملة في الاختبار فيركزون على بعض منها دون أخرى.
ونتيجة للشعور بعدم الثقة بالنفس التي تستولي على الكثير من المتعلمين للأسباب السابقة الذكر أصبح الحل السهل أمامهم هو التفكير في كيفية التحايل والغش لسد النقائص التي يعانون منها.
4 ـ التعلق الكبير بالنقطة ودورها الاجتماعي من خلال التباهي والتفاخر بين الأسر والمتعلمين جعل الكثير من الأولياء يهددون أبنائهم بالعقاب والانتقام إذا لم يحصلوا على أكبر معدل وأحسن النتائج، فيجد المتعلمون أنفسهم مجبرين ومدفوعين الى عدم الاكتفاء بمجهوداتهم الخاصة بل يلجئون إلى استعمال كل الوسائل التي توصلهم إلى تحقيق النتيجة التي ترضى أوليائهم ولو كانت لا تعبر على مستواهم الحقيقي وما اكثرهم.
5 ـ تساهل بعض الأساتذة والمعلمين مع محاولات الغش وتواطؤ البعض الآخر معهم أثناء حراستهم في الامتحانات والاختبارات خاصة الرسمية منها مثل(امتحانات السنة السادسة أساسي، شهادة التعليم الأساسي، البكالوريا وحتى الامتحانات الجامعية والمسابقات الرسمية لمختلف الأسلاك…).
ولذلك تتحول الحراسة في بعض الأحيان من حراسة التلاميذ إلى حراسة رؤساء المراكز والمشرفين عليها حتى لا ينكشف أمرهم، والغريب في الأمر أن الكثير من التلاميذ يتباهون ويشكرون هذا النوع من الحراس على مساهمتهم الفعالة، ويكرهون أولئك الذين يلتزمون بالصرامة ويؤدون واجبهم كما ينبغي. حتى بعض الأولياء يفرحون بذلك ويسايرون أبناءهم في هذا المسعى بل هناك من يوصى الحراس على التساهل لضمان نجاح أبنائهم.
والخطأ الكبير الذي يراه بعض أساتذة التعليم الثانوي خاصة المصححين لاختبارات شهادة البكالوريا الذين اكتشفوا العديد من المرات لحالات الغش لدى الكثير من التلاميذ، يكمن في تكليف معلمي التعليم الابتدائي بحراسة شهادة البكالوريا دون أن يكون بينهم في بعض المراكز أي أستاذ من التعليم الثانوي حيث أن بعضهم لا يقدر خطر هذا التساهل في الغش، والبعض الآخر صغير السن وقليل التجربة لا يقدر درجة المسؤولية الملقاة عليه.
6 ـ تشدد بعض الأساتذة في التنقيط بشكل مبالغ ولا علاقة له بالتقويم الموضوعي كوضع حد أدنى للنقطة لا يتجاوز 14/20 مهما كانت إجابات التلاميذ صحيحة 100%. والبعض الآخر يتشدد كوسيلة ابتزاز ومساومة لتحقيق أغراض خاصة مثل ما يحدث في ما يسمى بالدروس الخاصة(حيث حسب بعض التلاميذ والأولياء الذين استجوبناهم في الموضوع يقولون ان أساتذة بعض المواد يعطون نقاط جيدة لزملائهم الذين سجلوا أنفسهم في دروس الدعم التي ينظمها ويحرم الآخرين منها ولو كانوا متفوقين لدفعهم الى الالتحاق بدروسه الخاصة). لذلك يجد الطلبة أنفسهم أمام وضع يدفعهم الى التفكير في الغش كحل ضروري حسب اعتقادهم.
7 ـ العوامل التقنية المشجعة على الغش ما يلي:
أ ـ الجلوس الثنائي في طاولة واحــدة (خاصة الفروض المحروسة والاختبارات العادية)
ب ـ كثافة عدد التلاميذ داخل الحجرة الواحدة بحيث يصعب التحكم فيه (خاصة الاختبارات التي تنظم في الجامعات).
جـ ـ نقــص عــدد الحـــراس في بعض الأحيان يجعل عملية الحراسة صعبة للغاية خاصة في المدرجات.
د ـ تكليف أطراف إداريــة أو شبــه إداريـة ليس لديهم تكوين بيداغوجي يؤهلهم لتقدير الأهمية التربوية للامتحانــات.
أخطـــار الغــــش على المستقبل الدراسـي للمتعلم وعلى المنظومة التربوية:
1ـ على التلاميـــــذ:
تتمثل الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة على المستقبل الدراسي للمتعلم في ما يلي:
ـ أنها تشـــوه مستــواه الدراســي الحقيقـي وبالتالي تجعله يغتر بنفسه.
ـ أن نجاحه في مساره الدراسي مشكوك وغير مضمون نتيجة للصعوبات التي ستواجهه في المستويات العليا التي انتقل إليها نتيجة فقدانه للقاعــدة الأساسية في المواد التعليمية التي درسها.
بدليل أن الكثير من الأولياء يتفاجأون بنتائج أبنائهم حينما تنخفض بشكل ملفت للانتباه (مثلا من بين الحالات التي عايناها تلاميذ تحصلوا في التعليم الأساسي على معدلات تتراوح بين 14 و 16 /20 في المعدل العام و في المواد الأساسية (الادبية والعلمية) بينما حينما درسوا في التعليم الثانوي أصبحوا يتحصلون على معدلات تترواح بين 7 و 8 /20 سواء في المعدل العام أو في نفس المواد الاساسية السالفة الذكر.
ـ أنها تنمى في المتعلم روح التكاسل، التهاون، وعدم الاجتهاد في الدراسة و الاعتماد على الغير و هو ما يجعل سلوكه الاجتماعي
و الأخلاقي عند سن الرشد و عند تقلده المسؤوليات مهيأ وله القابلية للتحايل والغش بل ستكون أحد أسس حياته بما أنه مقتنع بأنه ليست له القدرات المؤهلة لمنافسة غيره أو لاثبات وجوده وما أكثر هؤلاء في إداراتنا.
2ـ أما الانعكاسات السلبية لهذه الظاهرة على المنظومة التربوية تتمثل في:
ـ تكريس الرداءة و السلبية في العمل التربوي.
ـ تفاقم ظاهرة ضعف المستوى الدراسي.
ـ ضعف نسب النجاح وارتفاع نسب التسرب المدرسي و التي تشكل عبئا ثقيلا على المنظومة التربوية من خلال كثافة الافواج التربوية بسبب ارتفاع نسب الإعادة.
ـ فقدان السمعة الطيبة والمصداقية للمجرسة والجامعة الجزائرية كما هي عليه الآن.
الاجراءات الوقائيــة والعلاجيــــة لظاهرة الغش:
للتقليل من مفعول هذه الظاهرة ومحاربتها بشكل جذري تستلزم عدة إجراءات تربوية و تنظيمية تتكاثف فيها جهود جميع أطراف الجماعة التربوية (أولياء، أساتذة ومعلمين، إدراة، تلاميذ ومستشاري التوجيه المدرسي)
وتتمثل هذه الإجراءات فيما يلي:
1 ـ الاجراءات التربوية:
أ ـ تحسيس وتوعية التلاميذ والأولياء والمربين جميعا بالأهمية التربوية و البيداغوجية للامتحانات والاختبارات ودورها في تقدير المستوى الدراسي و معرفة جوانب النقص والقوة وتحسيسهم حول خطورة ظاهرة الغش على المستوى العلمي للمتعلمين.
ب ـ مساعدة التلاميذ عن طريق تعريفهم بمنهجية واستراتيجية المراجعة من خلال وضع روزنامة للمراجعة المستمرة لجميع الدروس قصد تعزيز ثقتهم بأنفسهم وضمان استعدادهم الدائم لكل الأسئلة والفروض أو الاختبارات.
جـ ـ تجنب الأسئلة التقليدية التي تعتمد على الحفظ الببغائي للدروس مع الاعتماد على الأسئلة التي تقيس المستويات العقلية الأخرى (كالفهم، التحليل، التطبيق، التركيب، الاستنتاج)لتدريب المتعلمين على كيفية توظيف المعلومات التي تعلموها واستوعبوها في حل مشكلات مطروحة.
د ـ تجنب العقلية التي تلزم المتعلمين التقيد الحرفي بما قدم له من طرف الأستاذ من معلومات وطرق وفق المبدأ الشائع \\\" بضاعتي ترد الي \\\" بل تعويد التلميذ على الاجتهاد والإبداع في إيجاد الجواب الصحيح والمطلوب حسب مراجعاته ومعلوماته الخاصة{لأن الفائدة من عملية التعلم ليس تخزين المعلومات واسترجاعها بل كل الفائدة تتمثل في تنمية القدرة على التفكير العلمي والموضوعي و في القدرة على التوظيف للمكتسبات العلمية في حل المشكلات}.
هـ ـ وضع سلم تصحيح دقيق لكل أبعاد كل سؤال مع الإجابات النموذجية المحتملة لكل سؤال من أجل الموضوعية في التقييم و السماح حتى للمتعلم بتصحيح نفسه بنفسه.
د ـ تعويد المتعلمين على إنجاز أعمالهم بأنفسهم ولو كانت فيها صعوبات، على أن تقتصر عملية المساعدة على التوجيهات والإرشادات حول منهجية العمل فقط لتنمية فيهم روح الاعتماد على النفس (مسؤولية الأولياء في البيت).
2ـ الإجراءات التنظيميــــة:
أ ـ إجراء الامتحانات في قاعات الدراسة مع تجنب القاعات الكبيرة والمدرجات بهدف التحكم في عملية الحراسة.
ب ـ التقليل من عدد التلاميذ في كل حجرة إلى أقصى حد كلما أمكن لنفس الغرض السابق (20 تلميذ في كل قاعة على الأكثر).
جـ ـ تجنب الجلوس الثنائي والمتقارب بين التلاميذ الممتحنين سواء في الفروض أو الاختبارات أو المسابقات لمنع أي شكل من أشكال الاتصالات المذكورة سابقا.
د ـ تشديد الحراسة مع ضرورة تفهم حركات وسلوك كل ممتحن تجنبا لسوء الظن والاتهام المجاني لبعض منهم. وأحسن طريقة للحراسة هي تلك التي يكون فيها جلوس الحراس من وراء الممتحنين و السر في ذلك يكمن في أن هؤلاء حينما يعرفون بأن الحارس موجود ورائهم يخافون من الالتفات يمينا أو يسارا لاعتقادهم بأنه يركز نظره عليهم.
هـ ـ عدم التسامح مع الذين يتساهلون أو يتواطئون في عملية الغش المدرسي.
و ـ كما يستحسن تنظيم الفروض المحروسة بنفس الكيفية التي تنظم بها الاختبارات الفصلية والرسمية من خلال التنظيم الجيد وتجنيد كل الاطراف حتى تعطى لها المصداقية أكثر.
ز ـ بالنسبة للغش في المذكرات الجامعية يستحسن وضع بنك معلومات عن طريق جرد وطني لكل الدراسات والمذكرات المنجزة على مستوى شبكة الأنترنيت والأنترانيت للمراقبة الدورية لكل الدفعات الجامعية مع ضرورة التفكير في كيفية التنسيق والتعاون بين الجامعات العربية والعالمية حول محاربة الظاهرة وعقوبة الغشاشين والمتورطين أو المتواطئين معهم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
شكرا
-لا احد
06:38:58 2021-11-21