التنمر


بسم الله الرحمن الرحيم

 

لدي طفل في الصف الثاني الابتدائي، انتقل إلى المدرسة في بداية العام الدراسي، أخبرني والده أنه يكرر عبارة أنا لا أحب المدرسة ولا يوجد من ألعب معه، الأطفال لا يحبونني.

 

كيف أستطيع أن أجعل رفاقه يتقبلونه ويجعلونه ضمن مجموعتهم؟

من الضروري أن يكون الطفل قادراً على الانتماء إلى مجموعة من الرفاق، وإلا شعر بالعزلة وعدم التقبل، ما يؤثر على تكيفه داخل المدرسة وحبه لها.

وكلنا يعلم أن مشكلة التنمر توجد في كل مدرسة بصور مختلفة، وسلوك التنمر وإثارة الغيظ من المظاهر السلبية في المجتمع، لأنه يعني لجوء مجموعة من الأطفال إلى بعض الأفعال السلبية ضد طفل آخر، أو استبعاده من مشاركتهم، فالعديد من الأطفال لا يفضل زملاؤهم صحبتهم، ويتم نبذهم أو تجاهلهم بصورة مقصودة.

 

ممارسات الأطفال المتنمرين تجاه طفل ما:

يطلقون عليه أسماء.

يختلقون القصص لإيقاعه في المشاكل.

يطلبون من الآخرين عدم مصادقته.

يضايقونه بتعليقات ساخرة من: لونه/ شكله/ وزنه/ ملابسه/ كلامه.

لا يشاركونه أنشطتهم.

يطلقون عليه النكات.

يقومون بتخويفه أو تهديده.

يضربونه أو يدفعونه.

ينشرون حوله الإشاعات.

 

المظاهر التي تبدو على الطفل الذي تعرض للتنمر:

 يشكو ويتذمر من المدرسة.

 يصبح متقلبا أو سيّئ المزاج.

 يصاب بالأرق والقلق.

 قد يصبح عنيفا مع إخوانه.

 قد يكون هادئا أو منسحبا.

 قد يقصر في واجباته المدرسية.

 قد يرفض أو يبدي عدم رغبة في الذهاب إلى المدرسة.

 

عزيزي المربي:

إذا كنت تعتقد أن طفلك يتعرض للتنمر ولكنك غير واثق من ذلك، يمكنك توجيه بعض الأسئلة البسيطة إليه:

ماذا فعلت اليوم في المدرسة؟

ما اللعبة التي لعبتها؟ ومن اخترت للعب معه؟

مع من لعبت اليوم?

ما أكثر عمل قمت به وأحببته؟

ما العمل الذي قمت به ولم تحبه؟

يعد النبذ من الأقران من أقسى الخبرات التي يمر بها الطفل في حياته، وهو من المعايير الهامة التي يحدد بها الكبار ما إذا كانت طفولتهم سعيدة أم غير سعيدة.

 

الأســــبـــاب:

أسباب تتعلق بالطفل الضحية:

انتقال الطفل إلى المدرسة حديثاً يجعله مرفوضا بصورة مؤقتة من قبل المجموعة، وقد تطول فترة رفضه بسبب اختلاف شخصيته عن المجموعة، مثل اختلاف لونه أو وجود إعاقة ما لديه، أو تفوقه على الآخرين.

 

نقص المهارات الاجتماعية: بعض الأطفال لايعرفون كيف يقيمون علاقات مع الآخرين.

تدني تقدير الذات: الشعور الذي يحمله الأطفال نحو أنفسهم هو أحد محددات سلوكهم.

هناك العديد من الأطفال الذين يتعرضون للتنمر، دون أن تنطبق عليهم هذه الأسباب، وإنما يوصفون بأنهم أطفال مطيعون مهذبون محبوبون من قبل معلميهم.

 

أسباب تتعلق بالطفل المتنمر:

وجود قائد قوي للمجموعة يوجههم لرفض طفل ما، وأحياناً يمنعهم من إقامة علاقة مع طفل، باستخدام أسلوب التهديد.

وجود صداقة سابقة بين الأطفال لسنوات طويلة، ما يجعلهم يرفضون انضمام فرد جديد إلى مجموعتهم.

نجاح الأطفال في استضعاف طفل في السابق والتخلص منه: فقد تقوم مجموعة من الأطفال باستضعاف طفل، ثم يقوم المسئولون بنقله إلى فصل آخر، دون العمل على توجيه سلوك المجموعة التي أساءت للطفل، مايؤدي إلى تكرار ذلك السلوك.

 

نتائج المشكلة على الطفل الضحية:

الخوف من الآخرين.

خوف الطفل من الآخرين يؤدي إلى الوحدة التي تصبح مقترنة بالأمن والمتعة، بينما يقترن الاتصال بالرفاق بالألم، مايؤثر على صورة التفاعل الاجتماعي للطفل في المستقبل، ويصبح غالبا شديد الحساسية ويتوقع استجابات سلبية من الآخرين.

 

استغلال الآخرين له:

مثل أن يطلبوا منه الشراء لهم من نقوده، أو القيام بأعمال لهم ليرضوا عنه.

 

كره المدرسة:

يصبح الذهاب إلى المدرسة مقترنا بشعور الطفل بالعجز والنبذ، لذا فإنه يقاوم الذهاب إلى المدرسة، وقد يتظاهر بالمرض من أجل ذلك.

 

الإنطوائية أو العدوان:

هؤلاء الأطفال يصبحون عرضة للعزلة والانطوائية أو ميالين للعدوانية، ويظهر ذلك في العدوان على الأخوة أو الأطفال الأصغر سناً.

 

استمرار الاستضعاف:

قد يتحول الطفل الضعيف في المدرسة إلى ضحية في البيت أو مع الجيران، أحيانا.

 

الشعور بالعجز:

الطفل هنا يتصور أن العالم قسمان (أنا) و(هم).

 

شخصية غير سوية:

استمرار استضعاف الطفل قد يجعل منه مستقبلا شخصية غير سوية، عرضة للإخفاق في المدرسة أو المجتمع.

 

إرشادات لأهل الطفل المعتدي:

قد لا تصدق بداية أن ابنك متنمر، ولكن قبل أن تنفي هذا، استمع للمدرسة وخذ الأمر بجدية.

اسأل مربي الفصل عما إذا كان طفلك هو قائد المجموعة، وما دوره فيها.

اسأل إذا كان لدى طفلك مشاكل سلوكية أخرى.

 

ناقش طفلك بهدوء واطلب منه تفسيرا، واشرح له نتائج هذا السلوك، وأنه قد يؤثر على الطفل الآخر ويجعله لا يحب المدرسة.

لا تسوغ أفعال طفلك وبخاصة أمامه كقولك: لقد اضطر إلى فعل ذلك، لم يقصد أن يفعل هذا، ليس محتاجا حتى يأخذ مصروف زميله.

 

تعاون مع المدرسة بوضع خطة لحل المشكلة.

وأخيرا اسأل نفسك:

عندما يرد طفلك على إساءة طفل آخر له أو يدافع عن حقه، هل أسلوبك الذي علمته طفلك هو الذي أوصله إلى ذلك.

هل تطلب من طفلك أن يرد بالضرب على طفل آخر؟

هل أنت عدائي في الرد على الآخرين؟

هل تعطي لطفلك حرية التعبير عن شيء يزعجه؟

هل تتعاون مع المدرس لحل مشاكل طفلك؟

الأطفال المتنمرون يتصفون غالبا ببِنية جسدية تفوق زملاءهم حجما أو قوة، ولا يكونون من الطلبة المتفوقين دراسيا، كما يمكن أن يكونوا من الأطفال الذين تعرضوا للتنمر سابقا.

 

ماذا يفعل المربي:

التعاون بين البيت والمدرسة: على المدرسة التعاون مع أهالي الأطفال لحل المشكلة، سواء أهل الطفل الضحية أو أهل الأطفال الآخرين، وبخاصة إذا كان هناك قائد للمجموعة.

التمثيل الدرامي: تصورّ الموقف ومثلّه مع أطفالك، وساعد الطفل الضحية على إيجاد طرق للتصدي لهذا الموقف، اجعلهم يعكسوا مشاعر الطفل الضحية.

ساعد طفلك على اكتساب بعض الطرق والمهارات التي تمكنه من الاندماج في المجموعة من سن الروضة، فالتنمر في سن الروضة لا يعتمد طرقا معقدة، وإنما يكون قائما على مفهوم \" نحن لا نحب هذا الطفل أو لا نريد أن نلعب معه\".

العمل ضمن مجموعات: يمكن أن يقسم المعلم الأطفال إلى مجموعات، ليعملوا معا، دون أن يترك لهم حرية اختيار الرفاق، على أن يختار طريقة لاتشعرهم بأنه ينوي التفريق بينهم، فيمكن أن يعطي كل طفل رقما (4، 3، 2، 1) ثم يقول مجموعة(1) معاً ومجموعة (2) معاً......

الاستماع: الاستماع والتحدث مع الطفل سواء الضحية أو المعتدي يجعلك تتعرف المشكلة قبل أن تظهر، ويساعدك على وضع الحلول والتعاون مع الأهل، كما أن استماع الوالدين وتحدثهم مع أطفالهم يساعدهم على تعرف المشكلة منذ بدايتها.

 

اكتب المشكلة: عندما يخبرك طفلك بأنه تعرض للتنمر، اطلب منه أن يكتب كل ما يقوله، ويدون ما يحدث معه، وإذا كان الطفل لا يستطيع الكتابة، يمكن أن تكتب أنت مشكلته وتقوم بزيارة المدرسة، داعما موقفك بالورق، سيكون لهذا أثر أكبر بشأن تعاون المدرسة معك.

 

الجلوس في الحلقة: وقت الحلقة ضروري ليأخذ كل طفل دوره دون أن يكون على حساب طفل آخر، ويمكن أن يجلس الأطفال في حلقة مع المرشد ويناقشهم في موضوع الصداقة، لوضع استراتيجية للتعامل معا.

 

ناقش طفلك: إذا سمعت ابنك بالمصادفة يتآمر مع زملائه على طفل آخر، عليك أن تشرح له مشاعر هذا الطفل ونتائج العمل الذي يقومون به، ووضح له أن هذا السلوك غير لائق، وسوف يؤذي مشاعر الطفل الآخر.

ناقش طفلك، دون أن تفرض عليه مصادقة طفل آخر لا ينسجم معه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply