بسم الله الرحمن الرحيم
إن في هذا العصر وفي مناطق عديدة من العالم الإسلامي أصبحت لدى الناس ما يسمى بعقدة غلاء المهور وقد تكون من الجانبين وقد يكون من جانب واحد أي \"والد الفتاة\" والمتزوج، والقصد عن المتزوج هو يطالب بالزيادة رغبة منه في المفاخرة.
ومن المؤسف حقاً أن نرى ولي الفتاة والتي ستكون زوجة المستقبل ينتظر ما يدفع في ابنته أو أخته، ومن المؤسف أيضاً أن يقابله المتزوج الغني بالموافقة بكل ما يطلبه، هذا مع عرض لما سيقوم به يوم الزواج من استئجار قصور أفراح أو جناح في فندق مع المظاهر الكذابة الأخرى كالذهب والعشرات من الذبائح والتي يحتاج إلى مثل هذه النعمة الكثير من الناس والذين لم يذق بعضهم طعم اللحم من أشهر أو أكثر، هذه المفاخر والمغالاة لا يقرها الإسلام وقد قال – تعالى-: (إِنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) صدق الله العظيم. وقال - صلى الله عليه وسلم-: (إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤنة) [رواه أحمد عن عائشة - رضي الله تعالى عنها-].
ويروي مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: (إني تزوجت امرأة من الأنصار فقال له النبي: هل نظرت إليها فإن في عيون الأنصار شيئاً؟ فقال: نظرت إليها. قال - صلى الله عليه وسلم-: على كم تزوجتها؟ قال: أربع أواق. فقال الرسول: أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل.
وقد يقول بعض الآباء - هدانا وهداهم الله -: إن زوجتها بمهر قليل قد يقول البعض إن بها عيباً ولو لم يكن فيها ذلك لما زوجها بهذا المهر. فأنت يا أخي المسلم لن يضرك وابنتك كلام الناس بشيء طالما أنك تعرفها، والذي طلبها راضٍ, بها. زوجها لرجل تعرف أنه يتمتع بأخلاق فاضلة ودين وتأكد أنه هو الذي سيخاف الله في نفسه وابنتك.
وآثار غلاء المهور يا أخي المسلم لو تفكر فيها والد الفتاة لما تردد في تزويجها بأقل قليل.
وسأطرح يا أخي المسلم بعضاً منها لعلك عند قراءتها تتراجع عما تنوي عليه ومنها:
1- سيدنا وأبونا آدم عليه السلام أخرجه الشيطان من الجنة بعد التحذير الذي تلقاه من ربه فما يدريك ما يحدث لابنتك في حالة تأخيرها عن الزواج، وبعدها لا سمح الله تقلب كفي الندم على ما فات.
2- دعوة المظلوم - ولو كان كافراً - ليس دونها ودون الله حجاب فما يدريك قد تدعو عليك هذه المسكينة بدعوة لا تحمد عقباها، والبنت نادراً ما تصارح أباها وإبداء رغبتها في الزواج.
3- ستبقى مكروهاً عند أهلك وأصدقائك عندما تتشدد في المهر وتطلب الزيادة.
4- ما هو ذنب ابنتك المسكينة عندما ترى رفيقاتها ومن يساويها سناً قد أكرمهن الله بالزواج، ستجدها دائماً تشعر بالخجل والحسرة.
5- ما ذنب ذلك الشاب المسكين والذي حاول بكل ما يملك من وسائل لكي يكمل نصف دينه الباقي. وأكثر العزاب قد ينحرف عن دينه إلا من هداه الله وقد روي عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه- (قد ماتت له امرأتان في الطاعون وكان هو مطعوناً أيضاً فقال: زوجوني فإني أكره أن ألقى الله أعزب). وقال ابن مسعود - رضي الله عنه- (لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام وأعلم أني أموت في آخرها يوماً ولي طول النكاح فيهن لتزوجت مخافة الفتنة) فأين شباب هذا اليوم من ابن مسعود وغيره.
6- إن في حالة قبول الزوج لشروطك الثقيلة ستبقى ابنتك في عيشة تعيسة نظراً لانشغال زوجها بتسديد الديون التي استدانها من أجل زواج ابنتك.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد