التركيز ... فتاتي والدراسة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قالت إحدى الطالبات:

\"أشعر بضيق كلما جلست للمذاكرة بسبب قلق شديد ينتابني ويجعلني أشعر أن كل الدروس التي أذاكرها سأنساها ولن يبقى منها شيء في رأسي وبالتالي لا أستطيع التركيز\".

عزيزتي الفتاة المسلمة الدارسة:

إن العقل هو قوام الرشد والمجد، والعقل هو الذي يميز الإنسان عن باقي المخلوقات التي خلقها الله - عز وجل - والاهتمام بهذا العقل بما ينفعه وينميه ويزيد من مداركه ويوسع من آفاقه هذا الاهتمام هو ركيزة أساسية لبناء نهضة علمية وثقافية التي هي قوام الإصلاح المنشود. والتركيز هو نشاط من الأنشطة التي يقوم بها العقل البشري وهو واحد من أهم القواعد للاستذكار والدراسة، وفيما يلي نذكر سبعة قواعد أساسية للاستذكار:

1ـ تركيز الانتباه وذلك يتطلب:

أ ـ تنظيم الوقت بتخصيص وقت مناسب للدراسة ليس هو وقتًا للراحة أو للنوم.

ب ـ إعداد مادة للمذاكرة (مادة حل، فهم، حفظ).

2ـ تقوية الرغبة في الاستذكار.

3ـ فهم ما يتم قراءته.

4ـ الابتعاد عن المؤثرات المعطلة للمذاكرة.

5ـ الجلوس بطريقة صحيحة.

6ـ الاهتمام بالإضاءة الجيدة.

7ـ البدء بدعاء المذاكرة.

 

مشكلات ترتبط بالتركيز:

هناك الكثير من الدارسين يعانون من هذه المشكلات ومنها على سبيل المثال: (السرحان ـ عدم الرغبة في المذاكرة ـ النسيان)، وكلها ترتبط بالقدرة على التركيز فما الحل إذن؟

فيما يلي سنعرض بعض الحلول لهذه المشكلات.

1ـ السرحان:

الحل هو: ابدئي المذاكرة بالصعب، واختاري المواد الشيقة عند بداية المذاكرة، ومن المهم أيضًا القضاء على الأمراض إن وجدت.

2ـ عدم الرغبة في المذاكرة:

الحل هو: تذكري هدفك من المذاكرة لماذا أتفوق؟ ولمن أتفوق؟

3ـ النسيان:

الحل هو: لا تذاكري وأنت مرهقة، نظمي مواد المذاكرة، كرري الحفظ ثم المراجعة وأكثري من الكتابة، ابتعدي عن الذنوب والمعاصي، ولا ننسى هنا موقف الإمام الشافعي عندما شكا إلى شيخه وكيع سوء حفظه:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي    * * *   فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقال اعلم بأن العلم نور    * * *  ونور الله لا يُهدى لعاصي

إن العلم نور وإن المعاصي تذهب نور العقل فننسى، والشيطان دائمًا يُنسي بن آدم، وكلما استولت عليهم الشهوات تسلط الشيطان فأنساهم ذكر الله.

تعلمي التركيز:

يخبر ريتشارد كارلسون في كتابه ((لا تهتم بصغائر الأمور)) عن طريقة لتعلم التركيز فيقول: \"إن أسهل طريقة لتعلم التركيز هو أن توجه اهتمامك إلى اللحظة الحالية بقدر ما تستطيع، فلا تفكر في الماضي أو في المستقبل، فإنك إذا فكرت في الكم الهائل من الأمور التي يتعين عليك القيام بها فإنك لن تنجز شيئًا، ولكن تعلم أن تركز على شيء واحد وهو الشيء الذي تقوم به فعلاً، وبعد الانتهاء منه ستنتقل بالتفكير والتركيز على شيء آخر موجهًا إليه اهتمامك الكامل غير المشتت. إن التركيز يجلب معه الشعور بالراحة والطمأنينة عندما تستطيع الاحتفاظ باتزانك حتى لو كنت وسط الاضطرابات والأحداث التي تمر بها في حياتك\".

 

طرق ودهاليز لزيادة التركيز:

ويمكن زيادة نسبة الذكاء والتركيز بما يلي:

1ـ التعليم:

باستمرار التعليم المدرسي ترتفع درجة القدرة العقلية والتركيز من الذي لا يتعلم، أو لا يكمل تعليمه، إذن التعليم المستمر طريقة لتجديد دماغك وتمرين عقلك وزيادة تركيزك.

2ـ الرعاية الصحية:

هناك تلازم بين الحالة الصحية وبين المستوى الذهني والتركيز للدراسة \"العقل السليم في الجسم السليم\".

3ـ التغذية السليمة:

التغذية المحتوية على العناصر الغذائية اللازمة للجسم تؤثر على نمو الخلايا في المخ وتؤثر على التركيز والعمليات العقلية المعقدة، فالطعام الصحي طريقك لذاكرة منتعشة على الدوام، ولزيادة تركيزك الدراسي هناك بعض الأطعمة مثل الفواكه والخضروات. وبالتحديد السبانخ، وأيضًا الأسماك ومن أهمها (السردين ـ الماكريل ـ السالمون)، والفواكه المجففة مثل التين ـ الزبيب ـ التمر ـ الخوخ المجفف) ولا ننسى عسل النحل، وكلها تساعدك على زيادة التركيز.

4ـ الرياضة:

ممارسة الرياضة أو إحدى الألعاب الرياضية كالمشي مثلاً: بصفة مستمرة يؤثر على تركيز الدارس، والإنسان بصفة عامة، وكذلك لعبة الرماية تساعدك على تركيز الانتباه والسرعة.

5ـ استقرار الحالة الانفعالية:

فهو يوفر الجو المثالي للنمو الذهني والتركيز والتحصيل الدراسي، والضغوط النفسية لها أثر على العقل والجسم وتؤدي إلى الخوف والقلق والتوتر، إن العمل بكفاءة عالية يتطلب عدم الخوف لأن الخوف يشكل جدارًا عائقًا بين الإنسان وتحقيق أهدافه وكذلك القلق الشديد من الإصابة بالفشل ربما يدفع صاحبه للفشل بالفعل، لذلك فعليك بالتركيز على النجاح والجوانب الايجابية، ولا تركزي على الفشل والسلبيات فإنها تعوقك عن النجاح.

6ـ القراءة والاطلاع:

كثرة القراءة والاطلاع تنشط وتقوى الذاكرة، وخاصة حفظ القرآن الكريم فإن له نتائج مبهرة في النشاط الذهني وتقوية الذاكرة والتركيز.

عزيزتي الفتاة المسلمة الدارسة:

لتتعلمي بفاعلية عليك بالتركيز بدون قلق أو عصبية أو ضغط نفسي، وللخروج من دائرة القلق اهتمي بالأمر الحاضر واسمعي قول الشاعر:

ما مضى فات والمؤمل غيب   * * *   ولك الساعة التي أنت فيها

وهذا الاهتمام بالحاضر هو الذي يؤدي إلى الإنجاز في الأعمال بل الإتقان فيها، واشغلي نفسك بالمفيد دائمًا فقد سئل أحد القادة وكان يتمتع بالحيوية والرضا لماذا لا تقلق؟ فقال: إنني مشغول فلا وقت عندي للقلق، فركزي فتاتي على الدراسة والنجاح وتوكلي على الله {وَعَلَى اللَّهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنُونَ} [آل عمران: 122]..

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply