بسم الله الرحمن الرحيم
إن الوقت يعتبر من أندر الموارد وأغلاها، ولئن قال قائل: \'الوقت من ذهب\' فإن هذا في الحقيقة بخس لقيمة الوقت، فهو أغلى كثيرًا من الذهب الذي إذا فقد فإنه يمكن تعويضه، أما الوقت فلا يمكن تعويضه لحظة منه بكل ذهب الدنيا.
فتاتي الدارسة المسلمة:
يؤكد معظم الباحثين والأخصائيين أن النجاح يعتمد على قدرة الفرد على تنظيم وقته وترتيب أولوياته، ومن المعروف أن الناس على اختلاف ظروفهم [الغني والفقير ـ الفاشل والمتفوق ـ الكبير والصغير] يمتلك كل منهم 168 ساعة أسبوعية للعمل النشاط يعني 24 ساعة في اليوم.
والسؤال هنا ماذا تفعلين أنت في هذا الوقت؟
وكيف تصبحين متفوقة بحسن إدارة الوقت؟
وبادئ ذي بدء قبل أن نتطرق للإجابة على هذه الأسئلة، لا بد أن نعترف أن هناك معوقات تعوق حسن استغلال الوقت نذكر منها ما يلي:
1ـ الفوضى:
إن الذي يعيش في الفوضى دائمًا ما يكون حليف الفشل وضياع الوقت، فمكتبك المنظم مفتاح لنجاحك، وغرفتك المنظمة أيضًا، وقبل كل شيء حاولي ترتيب غرفتك قبل ترتيب أفكارك، والفوضى لا شك أنها ترجع إلى الجهل الشديد بقيمة الوقت.
2ـ التهاون في استغلال الوقت:
وذلك بتضييعه في توافه الأمور فأهل الفوضى ليس في حياتهم أرخص من الأوقات، فلا يفكرون في استغلالها، بل إنهم يتنادون فيما بينهم لقتلها، وما علم هؤلاء المساكين أنهم بهذا يقتلون أنفسهم، كما قال الحسن البصري - رحمه الله -:
\'إنما أنت أيام مجموعة فكلما ذهب يومك، ذهب بعضك\'.
أما أهل الجد والنظام فإنهم يدركون أن الوقت هو الحياة ولذلك يحرص كل منهم على استثمار كل لحظة من لحظات حياته في عمارة دينه ودنياه لعلمه أن الله - عز وجل - سائله عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه، وإذا عود الإنسان نفسه على الانتفاع بوقته فإن ذلك سيدفعه إلى إتقان تنظيم حياته، واضعًا نصب عينييه قول الشاعر:
دقات قلب المرء قائلة له *** إن الحياة دقائق وثوانِ
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها *** فالذكر للإنسان عمر ثاني
3ـ عدم ترتيب الأولويات.
4ـ سوء التوقيت في إنجاز العمل.
5ـ تكرار العمل الواحد أكثر من مرة.
6ـ عدم تحدي الهدف ووضوحه، وبالتالي عدم التخطيط الجيد لانجاز الهدف في الوقت المحدد.
7ـ التسويف: ولا ننسى هناك علاج الرسول - صلى الله عليه وسلم -: \'اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فرقك\'.
عزيزتي الفتاة الدارسة:
إن حسن إدارة الوقت هو الطريق الذي سلكه كل العلماء والمخترعين وهو الطريق إلى تحقيق الأهداف، والسؤال الآن كيف تصبحين ناجحة بحسن إدارة الوقت؟
مهارات إدارة الوقت:
1ـ دربي نفسك على إدارة وقتك بالأرقام:
ولقد أثبتت هذه الطريقة فعاليتها في إيصال العديد من الناس طلابًا أو باحثين أو علماء إلى طريق التفوق والنجاح، ويمكن الاستعانة بجدول من خلاله يستطيع الإنسان تحديد النشاط الذي يقوم به خلال اليوم وتحددي الزمن المخصص لكل نشاط وهذا يمكنك من ضبط عملية هدر الوقت.
النوم- العمل- ترويح- استراحة الطعام- قراءة- أنشطة-
مجموع الساعات
8 ساعات- 7 ساعات- 1 ساعة- 2 ساعة- 2 ساعة- 4 ساعة
24 ساعة
ويمكنك تغيير عدد الساعات حسب خطتك وأهدافك وأنشطتك المحددة لك ومسميات كل منها.
2ـ تعلمي كيف تستثمرين وقتك:
كوني ذات همة وأنجزي العمل في الوقت المحدد له، وتجنبي إدارة التسويف التي تعود الإنسان الكسل ومن ثم الفشل الدراسي، وعودي نفسك الإصرار والجدية، فالإصرار الذاتي هو الذي يحقق المعجزات الدراسية للدارس.
ورددي عبارة \'هذه اللحظة أو الآن\' والتي تعني عدم التأجيل.
3ـ اكتشفي مهارات تنظيم الوقت وأفضل أوقات الدراسة:
ـ اكتبي قائمة بأعمالك اليومية في مساء اليوم الذي قبله أو في صباح اليوم نفسه، وكلما أنجزت عملاً أشري عليه بالقلم.
ـ قدري لكل عمل وقتًا مناسبًا لأدائه من غير إفراط ولا تفريط، وحددي بدايته ونهايته.
ـ ابدئي بالمواد الصعبة على نفسك وأنت في كامل طاقتك وحيويتك ونشاطك الذهني.
ـ خذي فترة راحة إذا شعرت بالتعب ولتكن نصف ساعة بعد كل ساعتين أو ثلاثة من الدراسة.
ـ لا بد من الدراسة اليومية سواء كانت هناك واجبات مدرسية أو امتحان أو لم يكن.
ـ الدراسة في مواعيد يومية ثابتة لتتكون لدى الفتاة الدارسة عادة الجلوس إلى المكتب في مواعيد معينة كل يوم.
ـ النوم سبع ساعات نومًا عميقًا يوميًا على الأقل.
ـ تجنبي الدراسة بعد الأكل مباشرة، وتجنبي الإفراط في تناول الشاي أو القهوة أو المنبهات ويمكن استبدال ذلك بالعصائر الطبيعية والفاكهة.
ـ رتبي أولوياتك. فابدئي بالعمل الأهم ثم الأقل أهمية، وأنجزيه أولاً لأنه لا يوجد دومًا وقت لعمل كل شيء ولكن هناك دائمًا الوقت لعمل المهم.
4ـ انتبهي إلى المبدأ المركزي في إدارة الوقت.
وهو أن تقضي وقتك في القيام بتلك الأشياء التي ترين أنها ذات قيمة لديك، والتي تساعدك على تحقيق أهدافك، مع العلم أن أنشطة حياتك تنقسم إلى أربعة أقسام تبوب بطريقتين: من جهة مدى أهميتها ـ ومن جهة كم هي ملحة أو عاجلة.
والصحيح أن يكون وقتك مقضيًا في الأنشطة الهامة سواء كانت عاجلة أو غير عاجلة، والمستحب أن يكون أغلب وقتك في الأنشطة الهامة غير العاجلة فهذا يتيح لك العمل باتقان أكثر وتركيز أكبر وتحت ضغط عصبي أقل. وما يعنينا في كل ذلك هو التركيز على الدراسة وهو أمر هام وعاجل.
عزيزتي الفتاة المسلمة الدارسة:
ـ تذكري أن باستطاعتك أن تزيدي من فعالية باستخدامك لوقتك والشخص الوحيد الذي يملك ذلك هو أنت.
ـ وتذكري هذه المعادلة: حسن إدارة الوقت + همة = إنجاز أي تفوق دراسي.
ـ وتذكري أن من علامة المقت إضاعة الوقت، والوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك وترنمي معي قول الشاعر:
إذا مر بي يوم ولم اقتبس هدى ولم استفد علمًا فما ذاك من عمري
تابعي معي الأعداد القادمة من سلسلة فتاتي والدراسة وفقك الله إلى كل خير.
أين الثقة بالنفس؟
إدارة الوقت- فتاتي والدراسة
الوسائل الجلية لتحقيق الإيجابية
التركيز....... فتاتي والدراسة
السعي للتميز..... فتاتي والدراسة
الإحلال والثقة بالنفس..... فتاتي والدراسة
التفاؤل والأمل قبل العمل.. فتاتي والدراسة
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد