وجد باحثون أن ظواهر سوء السلوك الاجتماعي والشخصية العدوانية أو الدفاعية المعقدة ربما ارتبطت بضرر أو عطب أو تلف حدث لجزء من الدماغ خلال إحدى مراحل الطفولة واكتشف فريق من الباحثين في معهد صحة الطفل في بريطانيا أن تلف الدماغ الذي يصيب مناطق معينة منه يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض سوء السلوك الاجتماعي والميول العدوانية خلال مراحل النمو الأولى وحتى الوصول إلى مرحلة الرشد والبلوغ.
ويفتح هذا الكشف الباب أكثر أمام إمكانية استخدام تقنيات المسح الدماغي في المستقبل لتحديد وتشخيص ما إذا كان الناس قد يتعرضون إلى مشاكل سلوكية على المدى البعيد عقب تعرضهم لحادث تتضرر فيه مواقع معينة ذات علاقة من الدماغ.
وقام الباحثون في هذا المعهد بمراقبة وفحص حالتين لصبيين تعرضا لتلف في الدماغ في وقت مبكر من حياتهما نتيجة تعرضهما لحوادث طارئة، ولاحظوا أن مناطق في الدماغ تقع فوق فتحتي العينين من الدماغ تعرضت لدرجة من التلف.
ووجد المختصون أن الصبيين واجها صعوبة شديدة في بداية مراهقتهما في التحكم والسيطرة على مشاعر السخط والغضب لديهما، كما أنهما عاجزان عن السيطرة على رصد وبالتالي السيطرة على سلوكهما العنيف، كما أنهما لا يعيان عواقب من يفعلان، وأظهرا أنهما لا يهتمان بما يحدث للآخرين.
كما أن أحدهما كاد يطرد نهائيا من المدرسة بسبب تهديداته لزملائه في الدراسة، أما الآخر فأنه صاحب سجل إجرامي لدى الشرطة، كما أنه يتناول الكحول ولديه مشاكل في تعاطي المخدرات.
القدرة على السيطرة:
ويقول العلماء أن تلك المنطقة من الدماغ تسيطر وتخفف من درجة الرغبة في التصرف على نحو تلقائي، وهو ما يسهل للناس الطبيعيين تعلم كيفية السيطرة على سلوكهم ووعي التصرف الصحيح والسير فيه.
ويقول رئيس فريق البحث إن العلماء قد يتمكنون في المستقبل من تشخيص حدوث حالات تلف في تلك المناطق من خلال استخدام أجهزة المسح الدماغي عقب التعرض إلى حادث طارئ.
ويضيف رئيس الفريق أن المستقبل كفيل بأن يفتح الباب أمام ليس فقط تشخيص الحالة بل إلى علاجها أو تصحيحها أيضا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد