رياضة المشي فوائد صحية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لقد حض النبي - صلى الله عليه وسلم - على صلاة الجماعة في المسجد، وبين أن في كثرة الخطى إلى المساجد الأجر الكبير، وكلما كانت المسافة التي يقطعها المصلي أبعد، كلما كان الأجر الذي يناله من الله أعظم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: \"إن أعظم الناس أجراً في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجراً من الذي يصليها ثم ينام\" وفي رواية أبي كريب \"حتى يصليها مع الإمام في جماعة\".

 

كانت آلة الذهاب إلى المسجد هي المشي على القدمين، المسلم مأمور أن يذهب إلى المسجد في كل يوم خمس مرات، فنجد أن المسلم يمشي كل يوم مسافة معينة تتفاوت من مسلم إلى آخر بحسب بعد منزله عن المسجد، فالإسلام أمر المسلمين بالمشي إلى المساجد، فإذا فرضنا أقل وقت يلزم المسلم للذهاب إلى المسجد والعودة منه 5 دقائق، فإن المسلم يمشي كل يوم ما لا يقل عن 25 دقيقة على أقل تقدير، وقد جاء العلم والدراسات العلمية تدعو إلى المشي ولو نصف ساعة يومياً، وتبين مدى الفائدة التي يحصل عليها الإنسان من المشي.

 

فوائد المشي الصحية

 المشي نصف ساعة يومياً يقلل ضغط الدم:

قال باحثون في جامعة إلينوي الأمريكية: إن التمارين المعتدلة البسيطة مثل المشي نصف ساعة يومياً، يساعد في تقليل ضغط الدم الشرياني إلى حدوده الطبيعية، لاسيما عند الأمريكيين الأفارقة، وأكد الباحثون أنه ليس بالضرورة أن تكون التمارين قاسية وعنيفة لتحقيق الفوائد الصحية، بل يكفي ممارسة رياضة معتدلة للمحافظة على سلامة الجسم والتخلص من ارتفاع الضغط، وأشاروا إلى أن 40 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشرياني الانقباض والانبساطي عن 14.90ملميتر زئبق 40% منهم من الأمريكيين الأفارقة، وقام الباحثون في الدراسة التي استمرت ستة أشهر بمتابعة 04 شخصاً من الأمريكيين الأفارقة المصابين بارتفاع ضغط الدم تراوحت أعمارهم بين 35و59 عاماً. إذ أعطوهم مقياساً لمسافة السير عند مشيهم ثلاثين دقيقة أو 1.5 ميلاً يومياً، إضافة إلى نشاطاتهم العادية، أي ما يصل إلى 10آلاف خطوة أو ما بين 5،3و4 أميال يومياً.

 

وينصح الأطباء هؤلاء المرضى بالمشي والحركة في حياتهم العادية، كاستخدام الدرج بدلاً من المصاعد الكهربائية، وإيقاف السيارات في أماكن بعيدة عن العمل والمنزل، وتقليل الملح في غذائهم، وحذروا من أن ترك هذه الحالة دون علاج قد يؤدي إلى الإصابة بمشكلات في البصر وأمراض القلب والسكتات وقصور الكلى، وكانت دراسة سابقة عن آثار المشي في ضغط الدم العالي أجريت على 15امرأة في سن اليأس، وأوضحت الدراسة أن النساء اللاتي مشين مساف 1.9 ميلاً يومياً، أظهرت انخفاضاً في قراءات ضغط الدم الانقباضي بحوالي 11 نقطة بعد مرور 24ساعة، كما أن المشي يقلل نسبة الدهون، فالمشي لمسافة ميل يساعد على حرق 60 سعرة حرارية، وإذا ما زاد الإنسان سرعته وخطوته أثناء المشي، فإن الجسم سوف يحرق 200 سعرة حرارية.

 

المشي يعمل على تحسين القلب

 إذ يفيد المشي في تحسين أداء القلب، والمحافظة على صحته، وخفض الكولسترول، وخفض ضغط الدم، وتحسين التمثيل الغذائي والاستفادة من العناصر الغذائية، إذ تشير الدراسات إلى أن معدل التمثيل الغذائي يكون بطيئاً لدى الإنسان البدين الذي لا يمارس الحركة، بينما التمثيل الغذائي يكون سريعاً لدى من يمارس الحركة أو الرياضة ويقوي العظام، والمحافظة على الرياضة بشكل عام يساعد على إفراز هرمون الأندروفين، الذي يمنح الإنسان الشعور بالراحة والسعادة، ورياضة المشي بذلك تخفف من حدة التوتر والشعور بالقلق والاضطرابات الناجمة عن ضغوط الحياة اليومية التي لا تنتهي، وعن طريق مزاولة الأنشطة الرياضية بما في ذلك رياضة المشي يحصل الإنسان على مفهوم الذات من الناحية الإيجابية، حيث يشعر بالسعادة والسرور والنظرة المتفائلة عن شخصيته وذاته.

 

الأمر الذي يجب الإيمان به والاقتناع التام بجدواه ضرورة المشي على أية حال من الأحوال، ولاشك أن الخالق - سبحانه وتعالى - حين جعل المشي سمة في كل إنسان، علم أنه سيحفظ توازن الإنسان ويحافظ على لياقته لأبسط أنواع الرياضة، فبمجرد المشي يكتسب الإنسان الكثير من اللياقة البدنية ويقضي على الكثير من الأمراض التي يمكن أن تعتري الإنسان لكثرة جلوسه وقلة حركته، والمشي هو الرياضة الوسط بين الرياضات، لا هو بالعنيف فيجهد الجسد ويؤدي إلى تضخم العضلات كما تراه عند الذين يمارسون ألعاب القوى، ولا هو شيء لدرجة وصول الإنسان معه إلى الترهل، لذا كان المشي هو الحل الوسط لمقاومة ما ينتج جراء تركه.

 

المشي واللياقة البدنية

 إن المشي من أقل التمارين الرياضية ضرراً على المفاصل، والأقل في احتمالات الإصابة خلال التمارين.

 - المشي من التمارين التي يحرق فيها الأكسجين -أيروبك- وهو بالتالي يفيد القلب والرئتين ويحسن من الدورة الدموية.

 

- المشي من الرياضات المتوسطة الإجهاد التي تساعد الناس على المحافظة على لياقتهم ورشاقتهم بحرق الطاقة الزائدة، ويقوي العضلات والجهاز الدوري، ويحسن من استخدام الأكسجين والطاقة في الجسم، ولذلك يقلل من المخاطر المرتبطة بالسمنة والسكري وسرطان الثدي وسرطان القولون وأمراض القلب.

 

- يعد المشي مشابهاً لتمارين حمل الأثقال، فالمشي بقامة مستقيمة متزنة يقوي العضلات في الأرجل والبطن والظهر ويقوي العظام ويقلل من إصابتها بالهشاشة.

 كما يفيد المشي في التخلص من الضغوط النفسية والقلق والإجهاد اليومي، ويحسن من الوضع النفسي ومن تجاوب الجهاز العصبي -اليقظة- وهذا ناتج من المركبات التي يفرزها الجسم خلال المشي.

 

- يساعد المشي على التخلص من الوزن الزائد، وهذا بالطبع يعتمد على مدة المشي وسرعته -مقدار الجهد المبذول-، فالشخص الذي يمشي بمعدل 4 كم/ساعة يحرق ما بين 200 - 250سعرة حرارية في الساعة -22 - 28جرام من الدهون-.

 

وقد حذر الخبراء من ممارسة هذه الرياضة خلال فترات شديدة الحرارة، ولاسيما فترة الظهيرة، وذلك لتجنب فقدان السوائل بشدة من الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى الجفاف.

 

ممارسات خاطئة

 للأسف الشديد أن في هذا الجيل يوجد بعض الشباب الذين يرتادون الممشى لا ليمارسوا رياضة المشي، بل لمعاكسة الفتيات والتحرش بهن وبعض الرياضيين للأسف يضعون السماعة ويسمعون الأغاني بدلاً من أن يرطبوا ألسنتهم بذكر الله - عز وجل -، ونسأل من الله الهداية والصحة والعافية للجميع والحمد لله رب العالمين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply