بسم الله الرحمن الرحيم
الرقائق الإلكترونية قد تزرع في جسم الإنسان دون علمه، ودون أخذ موافقته، ولا أدري كيف تحولت هذه الرقائق من كونها مسخرة لاستخدامها في المجالات الطبية إلى أداة للتجسس على حاملها..
آمل من القارئ الفاضل أن يتمعن فيما تحمله هذه السطور، ثم آمل أن يعيد النظر فيها مجددا، ثم يحاول البحث في إمكانية تطبيقها، وألا ينصت لمن يعيب حذرنا الدائم من تخطيط البعض لمؤامرة عالمية، والتي أجزم أن القارئ المحايد للتاريخ لا ينفيها، المؤامرة التي أعنيها هنا ليست بالضرورة موجهة للمسلمين خاصة، فهي ضد الإنسانية، وضد الحرية، مؤامرة انطلقت بلسان الداعين لعالم واحد، ونظام واحد، وفكر واحد..
ومع أني لا أدري هل سينال حديثي اليوم اهتمامكم، إلا أني سأحاول نقل مخاوف أمريكية - اتفق معها - حول قضية في غاية الخطورة قد تعمم عالميا في بضع أعوام، عندها سيغرد ساستها بمحاسنها محاولين ترويجها والضغط على الحكومات وبدعاوى مقننة.. كالحفاظ على الأمن العالمي.. بغرض فرضها على دوائر معينة تتسع تدريجيا.
فمنذ ما يزيد عن عام وقع بين يدي كتاب (أوكار الشر) لـ(كينيون جيبسون) رجل الاستخبارات الأمريكي السابق، الذي تطرق في حديثة لعدة زوايا جديرة بالدراسة والبحث، لا لأهميتها فقط بل لخطورتها وفظاعة محتوياتها..
لقد تذكرت هذا الكتاب وأنا أتابع خبراً تناقلته وكالات الأنباء مؤخرا يتعلق بتقنية جديدة تزرع في جسم الإنسان، تهدف وبشكل غير معلن للسيطرة عليه، ترصد تحركاته، أنفاسه، تلاحقه في منامه ويقظته، سفره وحضره، تلازمه ملازمة ظله، وباختصار تهدف للتحكم في حياته وبجميع أبعادها.. إذ نقلت وكالة (الأسوشيتد برس) في الأيام الماضية تصريحات (بيل جيتس) رئيس (مايكروسوفت) جاء فيها: (في يوم ليس ببعيد، سيسمح التقدم العلمي والتقني، بزرع الكمبيوتر في جسم الإنسان.. ) هذه زراعة ستستخدم كما بين (جيتس) في دعم الرعاية الصحية للزارعين، ثم أكد وبصفة شخصية رفضه تجربة هذه التقنية قائلا: (أنا شخصيا غير مستعد لعملية كهذه).
إن أسباب رفضه إجراء هذه العملية التي لا يستغرق إجراؤها سوى دقائق معدودة، ودون ألم، ودون أثر للجروح، ولها أهداف صحية مميزة، هي نفس الأسباب التي حفزت مشرعين أمريكيين لإبداء قلقهم حول قانونية إجراء عمليات زرع رقائق إلكترونية في جسم الإنسان، فهي تمس بمبدأ سرية المعلومات الشخصية، وقد تستخدم لمتابعة تحركات المريض - أو غير المريض أيضاً -.
هذه الرقائق تحدث عنها (كينيون جيبسون) باستفاضة فذكر تطور تصنيعها على يد الدكتور كارل دبليو ساندرز وهو مهندس إلكترونيات ومخترع ومؤلف ومستشار للعديد من المنظمات الحكومية الأمريكية، والذي قضى أكثر من اثنين وثلاثين عاما في تطويرها، هذه الرقائق يمكن زرعها في مناطق رئيسية من الجسم، مثل مقدمة الرأس، تحت حافة الشعر مباشرة، أو في ظاهر اليد كخيار بديل، وذلك لاستخدامها في المجالات الطبية، كما تم تطوير\" رقاقة تعريف محددة\" تحتوي - على تفاصيل خاصة - اسم الشخص، صورة وجهه رقم الضمان الاجتماعي، بصمات الأصابع، وصف بنيته الجسدية، تاريخ عائلته، مهنته، ضرائب الدخل، والسجل الإجرامي.. ).
والحقيقة لا أعرف كيف تحولت هذه الرقائق من كونها مسخرة لاستخدامها في المجالات الطبية إلى أداة للتجسس على حاملها، وبمعنى آخر كيف أقرت الإدارة الأمريكية دراسة إمكانية استخدامها كأداة للتجسس وبهذا الشكل اللاأخلاقي؟ هذا ما تؤكده اجتماعات (عالم واحد) التي حضرها الدكتور(ساندرز) إلى جانب(هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكي سابقا، وآخرين تابعيون لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، حيث جرت مناقشة\" كيف يمكنك التحكم بالناس إذا لم تستطع التعرف إليهم؟ \" وكانت الإجابة: \" لنجعلهم قلقين على الأطفال الضائعين، وما شابه ذلك من أمور\"كما قدمت إلى مجلس الشيوخ الأمريكي مشاريع لقرارات تسمح للحكومة بزرع الرقائق الكمبيوترية الدقيقة في الأطفال منذ ولادتهم، ولأن رئيس الولايات المتحدة استنادا إلى قانون الهجرة لعام 1966م الفقرة 100، يملك السلطة التي تخوله تطبيق أي نوع يراه مناسبا من أنواع أنظمة التعريف، لذا كان من الطبيعي أن يتطلع القائمون على هذه الرقائق اعتماد استخدامها بشكل قانوني. تطلع القائمون على هذه الرقائق لاعتماده لهذه الرقائق الإلكترونية، أي نوع.
لقد ظهرت مقالات صحفية وبرامج تلفزيونية أمريكية على مدى أعوام، حاولت جعل فكرة زرع هذه الرقائق مقبولة لدى العامة، إلا أن هذه الرقائق لم تحظ بالقبول المطلوب، إلا في حالات نادرة من بعض الأفراد الذين يتطلعون لحماية أنفسهم من عمليات الخطف، هذا الفتور تجاه هذه الرقائق، تسبب في خسائر مالية طائلة للشركات المصنعة، إلا أن الأوضاع المالية لهذه المصانع تحسنت، عام 2001م، فقد صرح ناطق باسم شركة(تطبيقات الحلول الرقمية)وهي إحدى هذه الشركات المستثمرة، بقوله: (غيرنا تفكيرنا منذ 11 سبتمبر، فقد برز الآن حاجة متزايدة لمراقبة النشاطات الشريرة) كما قال: (نحن جادون في طرح \"الملاك الرقمي\" في الأسواق في أسرع وقت ممكن).
كما أشار (جيبسون) في الكتاب نفسه إلى أن: (بعض الحكومات قد تكون جاهزة لجر مواطنيها إلى أقرب\" مكتب أمن قومي\" لزرع الرقائق في أجسادهم مدى الحياة، فبهذه الطريقة يمكن مراقبتهم على مدار الساعة) أما عن إمكانية تطبيق هذا الاتجاه من بعض الدول، فيؤكده الدكتور(رواني كيلد) بل أشار لأكثر من ذلك بقوله: (الكمبيوترات العملاقة والموجودة في ميريلاند وفي إسرائيل وفي أماكن أخرى، والتي تبلغ سرعتها 20 بليون بت/ثانية، يمكنها مراقبة الناس دون انقطاع، وفي الواقع يمكن السيطرة كليا على جميع سكان العالم بواسطة ذلك التفاعل السري بين الكمبيوتر والدماغ.. فيذكر هنا أن سرعة أفكار الإنسان تبلغ 5000 بت/ ثانية، والجميع يعلم أن أدمغتنا لا تستطيع منافسة الكمبيوترات العملاقة التي قد تتصرف عبر الأقمار الصناعية والرقائق الدقيقة المزروعة في أجساد البشر، من خلال المحطات الأرضية المحلية، وعبر مختلف أنواع أنظمة التحكم عن بعد. ). لقد أعلن الدكتور (كيلد) أن الأمر لن يتوقف عند تتبع تحركات والتجسس، بل سيحاول هؤلاء تغييب الإرادة الكاملة للأفراد والتحكم في نشاطهم.
لا يستبعد ولو على مدى بعيد مثل هذا التطبيق، بل لا يستبعد أن تصنف هذه الرقائق ضمن الأسلحة المحظورة، فتحرم على دول دون غيرها، كما لا يستبعد أن يبرر ذلك كله بالحفاظ على الأمن القومي العالمي.
إن هذه الرقائق قد تزرع في الإنسان دون أخذ موافقته، ودون علمه، وهنا مكمن الخطر الذي دفع أحد أطباء التحذير للقول: (إن المرضى يتعرضون لعمليات زرع - لهذه الرقائق - أثناء تواجدهم في غرف العمليات الجراحية).
احذر قد تكون مراقبا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد