بسم الله الرحمن الرحيم
من الزراعة العقيمة إلى ضعف المناعة البشرية
أعلنت الشرطة البريطانية يوم 5 مارس 2000 أنها اعتقلت أربعة من أعضاء جماعة \"جرين بيس\" (السلام الأخضر) المدافعة عن البيئة بسبب محاولاتهم منع سفينة أمريكية تحمل شحنة أغذية معالجة وراثيًا من دخول ميناء \"ليفربول\" شمال غرب إنجلترا. وأضافت الشرطة أنها على الرغم من التزامها بمبدأ \"الحق في التظاهر سلميًا\" فإن تصرفات أعضاء \"جرين بيس\" كانت غير قانونية، وشكّلت مخاطر لجميع المعنيين، ومن جانبها ذكرت جماعة \"جرين بيس\" أن السفينة المذكورة كانت تحمل 60 ألف طن من فول الصويا المعدل جينيًا لاستخدامها علفًا للماشية.
الضجة التي يشهدها العالم حاليًا حول الأغذية المهندسة وراثيًا ربّما يكون لها ما يبرّرها، فالدول تضع شروطًا صارمة على إنتاج الغذاء التقليدي فكيف بها حين تجد نفسها أمام طوفان جديد من الغذاء الذي وصمه البعض بأنه طعام \"فرانكشتين\" من كثرة الإعلان عن نتائج غير نهائية لأعمال بحثية غير محكمة ولم تنشر بعد. المهم أن هذا الأمر لا ينبغي رفضه دون شروط أو ضمانات، فهذا الغذاء من تداعيات زمن العولمة الذي لا بد أن نأكله آجلاً إن لم يكن عاجلاً، فالهندسة الوراثية وتطبيقاتها جاءت لتبقى. والقرن القادم هو قرن التكنولوجيا الحيوية أو عصر الجينات شئنا أم أبينا.
سنتجول سويًا لنتعرَّف على آراء المؤيدين والمعارضين للأغذية الجينية وكذلك المناورات العلمية والسياسية والاقتصادية التي تقوم بها الشركات والدول المالكة لتكنولوجيا الجينات. كما سنتعرض لمثالين في كل من بريطانيا وسويسرا يؤكدان أن الكلمة الأخيرة سوف تكون للمكاسب الاقتصادية والمادية.
ولنتتبع الموضوع من خلال المحاور التالية:
أولاً: الأغذية المعالجة وراثيًا: مناورات علمية وسياسية واقتصادية
ثانياً:الأبحاث الجينية: الرأي العام والمنافسة الاقتصادية
ثالثًا: الأغذية الجينية بيـن مؤيد ومعارض
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد