بسم الله الرحمن الرحيم
تقدر منظمة الصحة العالمية أن 80% من الأمراض في العالم تعود أسبابها المباشرة إلى المياه، وأن المياه الملوثة هي المسؤولة عن 50% من الوفيات لدى الأطفال في العالم.
إن القوانين التي تفرض معالجة مياه الشرب بدأت بالظهور في أوروبا وأميركا مع العام 1852، لكنها كانت تكتفي باعتبار أن المياه الصالحة للشرب هي التي لا طعم لها وخالية من الرائحة ومن الشوائب الظاهرة للعين المجردة.
ومع الثورة الصناعية في العالم، خاصة في أوروبا وأميركا التي أدت إلى زيادة سريعة في عدد السكان والى تلوث كبير وسريع ناتج عن إلقاء النفايات المنزلية والصناعية في الأنهار والبحيرات، كل ذلك أدّى إلى ظهور إشكالات بيئية مختلفة وأمراض لم يحسب لها حساب في السابق. فالتلوث الناتج عن الصناعات المختلفة هو أهم بكثير من ذلك الناتج عن نفايات البيوت، لأنه يحوي مواد معدنية وكيميائية مسببة لأمراض عديدة أهمها السرطان (مرض العصر).
من هنا، كانت أهمية التشدد والعناية في معالجة مياه الشرب.
ونلاحظ عدم الاهتمام بهذا الموضوع في الدول النامية ودول العالم الثالث، وحتى في البلدان التي بدأت تطور بعض صناعاتها، لعدم شعورها بأهمية هذا الموضوع.
أنواع المياه
- مياه الأمطار: وهي جيدة النوعية ومشبعة بالأوكسجين والآزوت ولا تحتوي على أملاح معدنية، لكنها تحتوي على الغبار المتواجد في الهواء، وعلى الأسيد بحسب تلوث الغلاف الجوي في منطقة تساقط الأمطار.
- المياه السطحية: وتقسم إلى مياه الأنهار بشقيها الجبلية والسهلية، ومياه البحيرات.
- مياه الأنهار الجبلية: تمر عادة في مناطق غير كثيفة سكانياً وغير صناعية، ومميزاتها أنها قوية الاندفاع، وتحمل معها مواد كثيرة وتلوث بكتريا خفيفاً وذات درجة حرارة منخفضة.
مصدرها الينابيع أو من ذوبان الثلج في المرتفعات، نوعيتها جيدة ومعالجتها بسيطة.
- مياه الأنهار السهلية: توجد بقربها كثافة سكانية أكبر وتمر بمناطق ذات زراعة متطورة وصناعات غذائية، وهي بالتالي ذات نوعية رديئة لاحتوائها على ملوثات عدة أهمها نسبة تلوث بكتيريا عالية وتلوث كبير.
- مياه البحيرات: وهي مكان تجمّع المياه، وتختلف نوعيتها بحسب نوعية مياه التغذية من أنهار وتساقط مياه وذوبان جليد.
وتتميز بوجود مواد الفوسفور التي تشجع على نمو الطحالب التي تستهلك كمية كبيرة من الأوكسيجين الموجود في الماء ويجعل الحياة السمكية في هذه البحيرات أصعب، وتصبح مستودعاً للمواد الكيميائية المستعملة في الأغراض الزراعية، فهي بالتالي رديئة وخطرة على الصحة الإنسانية والحيوانية، ومعالجتها صعبة ومكلفة.
- المياه الجوفية: وهي مياه استراتيجية، أي أنه يفضل عدم استعمالها إلا في الحالات القصوى لأهميتها كمخزون استراتيجي (حصار بيروت عام 1982) و(قطع مياه الشرب عن منطقة بيروت الغربية أثناء الحرب الأهلية) وهي عادةً بعيدة عن مصادر التلوث وذات نوعية جيدة.
- مياه البحار والمحيطات: لا تستخدم في الشرب والاستعمال المنزلي إلا في حالات فقدان مياه حلوة وعذبة (أسلوب تنقية بواسطة أوزموز معاكس) ونسبة الملوحة تختلف من بحرٍ, لآخر كما يلي:
البحر الميت 200 غرام /ليتر.
البحر الأحمر 43 غرام / ليتر.
الخليج العربي 43 غرام / ليتر.
البحر الأبيض المتوسط 4، 39 غرام / ليتر.
المحيط الأطلسي 36 غرام / ليتر.
المحيط الهندي 8، 33 غرام / ليتر.
المحيط الهادئ (الباسيفيك) 33 غرام / ليتر.
البحر الأدرياتيكي 25 غرام / ليتر.
البحر الأسود 13 غرام / ليتر.
بحر البلطيق 7 غرام / ليتر.
المعايير الدولية لمياه الشرب
- خلوها من البكتيريا المعدية (كوليفورم بنوعيها).
- لا طعم لها ولا لون ولا رائحة.
- نسبة الحموضة PH تتراوح بين 5، 6 - 5، 8.
- نسبة الكالسيوم والمغنزيوم لا تتعدى 100 ملغرام / ليتر، لكي لا تكون المياه ثقيلة.
- خلّوها من المعادن المضرّة بالصحة وخاصة المعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق.
- نسبة الصوديوم لا تتعدى 20 ملغرام / ليتر خاصة للمصابين بالضغط العالي في الدم وممن لديهم مشاكل قلبية.
- نسبة الكلورير لا تتعدى 250 ملغرام / ليتر.
- نسبة مادة الباستيسيد يجب ألا تتعدى 1، 0 ملغرام / ليتر.
معالجة المياه السطحية
لكي نستطيع استخدام المياه السطحية للشرب فإن علينا معالجتها بالطرق الفنية التالية:
- انسياب الماء إلى داخل معمل التنقية بشكل طبيعي.
- مرور المياه عبر شباك معدنية - تعمل على وقف الملوثات الكبيرة من قطع أشجار وأسماك وغيرها.
- ضخ أولي للماء إلى خزانات واستعمال الأوزون للتنقية.
- وضع مادة (أوكسيد الألمنيوم) للعمل على ترسيب المواد العضوية.
- تؤخذ بعد ذلك المياه من الأعلى، وتلفظ الرواسب من الأسفل إلى الخارج.
- استعمال المصافي (الفلاتر) ذات الطبقات المختلفة: كربون، رمل وغيرها.
- القضاء على ما تبقى من جراثيم بواسطة الأوزون مرة أخرى.
- استعمال الفليور بنسبة 2، 1 ملغرام/ليتر، للمساعدة على عدم تسوس الأسنان خاصة الأطفال.
- وضع المياه في خزانات وإضافة الكلور إليها بنسبة 3، 1 ملغرام / ليتر قبل ضخها إلى المستهلك، والجدير بالذكر أن نسبة الكلور المضافة هذه هي لغاية القضاء على الجراثيم في قساطل المياه التي تحمل المياه إلى المستهلك، على أن تزيد أو تخفف نسبتها حسب المسافة إلى المشترك وبشكل لا يشعر معه بطعم مزعج للكلور.
هذه هي الخطوات الواجب أتباعها للحصول على مياه شرب نقية وصالحة للاستهلاك الإنساني، وهي لوزارة المياه وبلدية بيروت وغيرها من البلديات، نتمنى أن تكون مفيدة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد