بسم الله الرحمن الرحيم
بينت دراسة أن حجم التجويف الأنفي عند الرجال المصابين بالفصام أصغر من حجم التجويف الأنفي للرجال العاديين، الأمر الذي يعتبر علامة على أن الفصام ينشأ عن خلل في نمو الأعصاب خلال فترة نمو الجنين.
إن تَخلّق وتطوّر جهاز الشم olfactory structures يصاحب ويشترك مع تَخلّق أو تطوّر سقف الحلق مع الجزء البطني للفص الأمامي ventral forebrain من الدماغ في فترة نمو الجنين. وقد لوحظ سابقا أن جهاز الشم العصبي لدى مرضى الانفصام مصاب بقصور تشريحي ووظيفي.
وفي حالة وجود شذوذ خِلقي في التجويف ألأنفي لدى مرضى الفصام، يعتبر مؤشر نوعي على أن الفصام يرجع إلى خلل في نمو أعصاب المنطقة خلال فترة نمو الجنين.
لهذا، أجرى الباحثون قياسا لحجم التجويف الخلفي للأنف لـ 40 مريضا بالانفصام مقارنة بما لدى 20 رجلا عاديا، فتبين أن الحجم الخلفي للأنف لدى المصابين بالفصام، أصغر من الحجم الخلفي للأنف لدى الأشخاص العاديين. بينما لم يكن هناك اختلاف في الحجم الأمامي للأنف بين المجموعتين.
من هذا البحث، يمكن أن يعكس صغر الحجم الخلفي للتجويف ألأنفي وجود شذوذ خِلقي جنيني قد يشمل تطور تخليق الوجه والدماغ.
تؤكد نتائج هذا البحث العلمي وجود خلل مبكر في تطور الجنين في الذكور المصابين بالفصام، وقد يدل على إصابة جينية أو بيئية مبكرة تترك الإنسان معرضاً لمرض الانفصام لاحقا.
وعلى افتراض أن نتائج هذه الدراسة مقبولة، فإن احتمال أن يكون الفصام ناجم عن خلل جيني، وهو ما لا نستطيع أن نفعل حياله شيئا، بل من المعروف أن الوراثة والاستعداد الوراثي غير كافية لتوريث المرض، لكن هناك عوامل محفزة للعامل الوراثي مثل التعرض لعامل بيئي ما، ولهذا يمكن افتراض وجود أسباب بيئية مشتركة في إظهار الفصام، وهو أمر يمكننا العمل على تفادي ما يمكن تفاديه، بأن تهتم المرأة بنفسها قبل الزواج، وقبل الحمل وخلاله، وعليها أن تبتعد عن كل ما هو غير طبيعي قبل وخلال فترة الحمل، وأن تحرص على تناول الفيتامينات والمعادن، والخضار والفواكه، وتبتعد عن الأطعمة الصناعية، والمشروبات الصناعية، والتدخين لما فيها من مواد كيماوية غير مألوفة للجسم، الأمر الذي قد يعرقل تخلّق ونمو الجنين، ليولد ويعيش معاقاً بدنياً أو ذهنيا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد