بكائية على جدار القرن العشرين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نجرٌّ تفاصيلَنا للمعاني..

 

..المعاني التي هربت من شقوقِ الأمانِ،

 

نحاول أن نتصيَّدَ بعضَ الذي

 

كان يوماً

 

يُرحِّبُ فينا بكلِّ اتّزانِ.

 

هنا كلٌّ شيء غريبٌ:

 

سماء القوافلِ..

 

دمعُ القرنفلِ..

 

حبلُ المجرّاتِ..

 

تاريخُ قلبي

 

وهذي المواني!

 

هنا كلّ شيء غريبٌ

 

هنا قد تصيرُ حقولُ المحبَّةِ

 

نافورةً من حدادٍ,..

 

تحاولُ فيما تحاولُ

 

تفتيتَ شوكِ الغيابِ

 

على ضفّة من نُعاس التمنّي،

 

وتطهير بعض الديون

 

التي عَلِقَت بثياب المعاني.

 

هنا كلٌّ شيءٍ,

 

يُعلَّبُ ضمن انتفاخ القوانينِ

 

أو قد يُعرَّضُ للنملِ

 

أو لهواءِ التجسُسِ

 

أو للهوانِ.

 

هنا كلّ شيء

 

لهُ معنيانِ:

 

ـ سلامٌ يجرٌّ خيولَ الحياةِ

 

إلى بئرِ يوسفَ..

 

ـ سمسارُ سوقِ الإذاعاتِ

 

يملأُ دكّانَ أيّامنا بالأمانيَ..

 

.. يسلخُ عنّا الجلودَ،

 

ويبقى هناك الذي لا يُسمَّى

 

صريعاً على شرفاتِ الأغاني.

 

هنا كل شيءٍ,

 

لهُ معنيانِ،

 

وأمّا أنا..

 

فما لي طريقٌ ولا مُنحنى

 

ولابدَّ لي

 

أن أكون كما

 

عوّدَتني المسافةُ

 

أن أشتري بعضَ ذكرى

 

وملح الهنا..

 

ولكنَّ قلبي

 

يدلّ على ما أنا:

 

عليه من الحشرجاتِ

 

.. اليدانِ.. اليدانِ مكبّلتانِ.

 

هنا كل شيءٍ,

 

له معنيانِ:

 

ـ قشورُ فراغٍ,

 

ـ وليل ضحايا على عرشِ كسرى،

 

وأمّا أنا

 

فما لي \"أنا\"

 

ومالي يدانِ،

 

ولا مِن \"أنا\"

 

يُساعدُني كي أسيرَ

 

وكي أتخلّصَ

 

من جورِ هذا الزمان المهانِ.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply