المشرد !!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من للفؤادِ الغضّ في أحزانِهِ * * * يشكو التعاسةَ في ربيعِ زمانهِ

عجبا لهذا الدهر كيف تكسّرت * * * سفنٌ يكّومها على شطآنهِ

أبدت له الأحداثُ كلّ فجيعةٍ, * * * وسقته سُمَّ الموتِ في ريعانهِ

الهمٌّ..والليلُ الطويلُ..و فكـرُه * * * كتبت معاني السٌّهد في أجفانهِ

و فواجـعُ الأيام أدمت قلبـهُ * * * نقشت مثالبها على جُدرانهِ

و قوافل الآلام ما أبقت له * * * إلاّ تعاسته و عضّ بنانهِ

عبست له كل الدٌّنا و تواطأت * * * جنباتُ أربُعِــهِ علـى خـذلانهِ

يمشي حسيرَ الرأس.. مجهول الخُطا * * * و الهمّ كلٌّ الهمّ في وجدانهِ

أخفى له الواشي كمائن عثرةٍ, * * * و سعى بعسكره إلى عـدوانهِ

وإذا تحدّث.. و الفضا مصغٍ, له * * * ضحك المكان على اعوجاج لسانه

يمشي فريد الهمّ بين كهوفهِ * * * وصدى الوحوش يعجُّ في وديانه

ما عاد ينعشه عبيرُ أزاهرٍ, * * * و مغردٌ يشدو على أغصانه

ما عاد يبهجه الربيع بنفحهِ * * * و تبسٌّم الآمال في ألوانه

أيرقٌّ من شفق المساءِ فؤادُه * * * و دمُ الضياء ملطّخٌ بلبانه

ترمي به النكباتُ في بيدِ الضنى * * * و تُدينه الأحداث من هذيانه

ويذلّه بأس الزمان.. وربما * * * برقت له الآمالُ في غثيانه

ويخاف من غده المريب تجهّما * * * فيزيدُه شجنا إلى أشجانه

ما عاد يؤنسه تحضٌّّن دارِهِ * * * و معاولُ التهديم ِ في بنيانه

ما عاد يوسُعُه الفضاءُ بأفقـهِ * * * و الضيق يفري في فسيح جَنَانه

يا هذه ا لدنيا فؤادك جائرٌ * * * تُشقينَ هذا الكون في إنسانه

هذي مشاعر مهجةٍ, مغلوبة * * * لمشرد ٍ, يأسى على أوطانه

يبكي بكاء الطفل من فرط الأسى * * * ويرى السلامة في عُرى أكفانه

أفنت بشاشته و بسمة ثغره * * * و استبدلت بالبؤس كلَّ كيانه

يا مــن لصرخة أمّـةٍ, مكلومةٍ, * * * يحنو عليها قبل فوت أوانهِ

ما أضعف الإنسان في الدنيا إذا * * * لم يستمد العزم من إيمانه

و احسرتاه على فؤادٍ, فارغ ٍ, * * * و عوامل التمكين في قرآنه!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply