بسم الله الرحمن الرحيم
إنًّ الحمد لله، نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا خُذُوا حِذرَكُم } [النساء: 71]
{وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ, يَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ } [التوبة: 71]
{يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119]
في مطلع هذا القرن، وتحت ضغط الغزو الاستعماري والاحتلال الغربي لديار المسلمين، أُلقيت في رحاب الفكر نظريات ومذاهب، في مجالات اللغة والدين والتراث، وكانت الانطلاقة المجرمة لهذه النظريات والمذاهب الهدامة من خلال الإعلام. (1)
لذلك رأيتُ أن أكتب فكرة موجزة عن بعض حلقات من مسلسل خطير..يُعرض وتتابعه مُعظم العيون بكل شوق ولهفة..وما ينطبق على هذا المسلسل ينطبق على بقية المسلسلات والأفلام الأُخرى.
وإن أثر التلفزيون، يتعمق ويمتد أكثر في طائفتين من الناس: الأميين والأطفال. وأسباب التأثير مشتركة بين الطائفتين تقريباً، وهي الانبهار وفقدان الحصانة الثقافية، وعدم القدرة على الانتقاء والاختيار. (1)
إن وسائل الإعلام المختلفة من صحافة، وإذاعة وتلفزيون وسينما، مُسخَّرة اليوم لإشاعة الفاحشة، والإغراء بالجريمة، والسعي بالفساد في الأرض، بما يترتب على ذلك من خلخلة للعقيدة، وتحطيم للأخلاق والقيم والمثل... وهما (العقيدة والأخلاق) أساساً لبناء الإسلام فإذا انهدم الأساس فكيف يقوم البناء. (2)
ومن المؤسف.. أن الأفكار الغربية والعادات الجاهلية قد تغلغت في المجتمعات الإسلامية نتيجة الإعلام.
وهاهي الآن تُعرض في حياتنا اليومية بأخلاق المسلسلات والأفلام الماجنة والخليعة.
فهذا واقع مشهود، يشهده الناس كل يوم وكل لحظة، ويرون بأعينهم آثاره في أولادهم وبناتهم، ويرون كيف يعجزون عن صد آثاره المعجزة، ووقاية أولادهم وبناتهم من تلك الآثار. (3)
ومن أخطر المسلسلات التي (دخلت أو نبتت) في ديارنا مسلسل (طاش ما طاش) الذي يحاول هدم أخلاقيات هذا الدين منذ اثنتي عشرة سنة.
ولو كان الطاقم الذي يلعب هذا الدور غير أبناء هذه البلاد لتحركت مشاعر الناس وأن كانوا عوام.
ولكن (الخطر أنهم من أبناء هذه البلاد) ويراه المشاهد بأنهم ناصحون لحل القضايا والمشاكل الدينية والاجتماعية.
? أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدُونَ وَلَكِن لا يَشعُرُونَ ? [البقرة: 12]
وإذا الذئـاب استنعجت لك مـرةً * * * فحذار منها أن تعود ذئابـا
فالذئب أخبث مايكون إذا اكتسى * * * من جلد أولاد النعاج ثيابـا
والحقيقة.. أنهم عالجوا بعض المشاكل.. وإن كان الداعيةً يعالجها بالطُرق السليمة التي تكون بالكتاب والسنة.
{ وَنَزَّلنَا عَلَيكَ الكِتَابَ تِبيَانًا لِكُلِّ شَيءٍ, } [النحل: 89]
ولكن هدفهم أكبر من هذا.. فإن هذه المشاكل عند حلِّها جعلوها طريق يوصل إلى الاستهزاء بالدين وأهله والعمل على إحداث فجوة بين العلماء والعامة والمناداة بسفور المرأة والتجرأ على نقد المسؤلين والقدح فيهم أمام العامة، وزعزعة الأمن، (بل إنهم ينقلون صورة البيت المسلم بمشاكله اليومية التي يفرح بها العدو كثيراً حتى يضع لها حلولاً.. ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ومنها إحياء اللغات المحلية العامية ومنها تشجيع الشباب على السفر خارج البلاد ومنها الرقص والاختلاط.
وتوليد الكراهية لبعض الدول المجاورة أمام العامة!!
وسوف نبيِّن بعض الفقرات السابقة بإذن الله.
يقول الأستاذ ((عبد الله التل)) - رحمه الله -: ولقد شهدت بنفسي مسرحيات عربية مُثِّلت، منها مسرحية ((المحروسة)) يظهر فيها شيخ معمم يشرب الويسكي ويلعب القمار في بار الخواجة ((يني)) ويغازل السيدات، والأصابع اليهودية في هذا النوع من الأدب المسرحي واحدة، سواء في أوروبا أو في بلاد العرب، رائدها زعزعة الثقة برجال الدين اللذين يقفون حجر عثرة في طريق التخطيط اليهودي المدمر. (4)
وهكذا فإن رسالة المسرح في العالم الإسلامي تنسف كل ما ينشده الجيل المسلم، من مُثل ومبادئ وأخلاق، وأنَّ ما يبنيه الدعاة إلى الله في أجيال، تستطيع هذه الوسائل المدمرة أن تزلزله في قلوب الناس وأذهانهم في ساعات. (5)
وفي هذا المسلسل.. ((طاش ما طاش)) يجد المشاهد هذا النوع كثيراً ولكن بطريقة خبيثة.. حيث يجعلون النقد.. عاماً.. ولكن يجعلون (مثلاً) رئيس هذه الإدارة المنتقدة.. رجلاً ملتحي.. قصير الثوب.. كبير البطن.. يُعكِّر المراجعين.
وبعد النقد العام.. يتحملها هذا الشخص ا
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد