البوطي ينتقد سوبر ستار أجمل قبر لأتعس أمة !


بسم الله الرحمن الرحيم

 

انتقد الدكتور السوري محمد سعيد رمضان البوطي بشدة مسابقة \"سوبر ستار\" التي أقامها مؤخراً تلفزيون \"المستقبل\" اللبناني معتبراً إياها لا تتناسب مع ما تمر به الأمة. 

ولم يُخف البوطي - أستاذ الشريعة بجامعة دمشق - سخريته من المسابقة التي أثارت اهتماماً واسعاً بين الشبان في كثير من الدول العربية المشرقية وبينها سورية، معتبراً إياها \"قبراً\" للأمة العربية والإسلامية في تلميح إلى \"موتها\".

وكانت المسابقة انتهت بحسم النهائيات التي استمرت أكثر من شهرين لصالح متسابقة أردنية (ديانا كرزون) على حساب أخرى سورية (رويدة عطية)، وأنفق السوريون والأردنيون وغيرهم من العرب مبالغ طائلة بلغت ملايين الدولارات للتصويت عبر هواتفهم النقالة لصالح المتسابقين من أجل اختيار \"سوبر ستار العرب\" في الغناء، حسب تلفزيون \"المستقبل\".

وقال البوطي، في كلمته الشهرية التي يوجهها عبر موقعه على شبكة الإنترنتº \"لقد كنت أظن أن المصائب التاريخية التي حاقت بأمتنا إنما هي سقوط الأندلس، فسقوط بغداد في أيدي التتار، واحتلال الصليبيين لفلسطين، ثم هذا الاحتلال الصليبي الصهيوني الاستعماري اليوم لبغداد، وما علمت إلا بالأمس أن المصيبة الكبرى التي اجتاحت عالمنا العربي عامة ومحيطنا السوري خاصة، ليست شيئاً مما ذكرت، وإنما تتمثل في تقاعس الأمة العربية والإسلامية إلى اليوم عن النهوض بواجب العثور على أجمل صوت غنائي تهتز طرباً له الرؤوس في السهرات الفنية والأندية الليلية\". 

وفي لفتة ساخرة وصف البوطي قناة \"المستقبل\" التلفزيونية بأنها \" كان أول من نبه إلى هذا التقصير الخطير (..) فهي التي نبهت إلى أن المصيبة الكبرى تتمثل في هذا التقصير، وليست متمثلة في النزيف الذي تعاني منه الأمة لاحتلال الاستعمار الأمريكي العراق، ولا هي متمثلة في القتل الذي يستحرّ كل يوم بضحايا الاحتلال الصهيوني لفلسطين\". 

وأضاف \"لم تكتف قناة (المستقبل) بهذا.. بل أخذت تقرع أجراس الخطر الفني على مسامع الأمة، وأهابت بها أن تنهض نهضة ديمقراطية قدسية من خلال وحدة شعبية متراصّة، وأن تبذل قواها متضافرة جادة، ثم تسعى سعيها لتدارك التقصير الذي تلبست به الأجيال السابقة، فتكتشف للأمة العربي جمعاء الصوت الغنائي الأول الذي سيكون إليه تشنيف الآذان في معركة المصير التي ستدور رحاها في السهرات الفنية والأندية الليلية، حيث ستكون إليها كلمة الفصل في تحديد موقع هذه الأمة من التاريخ المقبل.

وتلاقت الأقنية الفضائية في خندق كفاحي واحد، تتابع الأصوات المرشحة في نضال صابر دائب حتى الرابعة صباحاً!.. ولما تم الاكتشاف، وفاز المناضلون والمكافحون والمرشَّحون والمصوتون بالنصر المبين، إذ قدموا إلى الأمة العربية والإسلامية ضالتها المنشودة، ذات الطلعة البهية، والصوت الشجي، والجمال الفتان، تلك التي كان غيابها السبب الأول في الكوارث التي ترزح أمتنا اليوم تحت وطأتها، وقد لا تكون الأخيرة فيها نكبة فلسطين واحتلال العراق، وقام الملوك وكثير من الرؤساء بأدوارهم المشرفة في ساحة هذا الكفاح المشرف!!.. فنهضوا بواجبهم الكفاحي والوطني مهنئين مصفقين.. ومواسين معزّين ومعوضين\".

وتابع البوطي \"الأمة العربية والإسلامية تنزف.. والدم القاني المتفجر من جسمها لا يتوقف ولا يجف.. وملوك الأمة وحكامها، وإعلامها وأقنيتها، وشعوبها (المهتاجة) المناضلة، منصرفون جميعاً إلى إيقاد الشموع الخافتة في الأندية الليلية الساهرة، يتسابقون إلى شرف تقديم أجمل صوت غنائي، لأكبر قطيع من المتطوحين بسكر المهانة والذل.. حيث ترتفع الأيدي التي ربيت على فن التصفيق، ولم تُدرَّب على شرف تطهير الأرض العربية الإسلامية من الاحتلال والرجس\". وختم كلمته بالقول \"أما التاريخ.. فها هو ذا ماضٍ, في حفر أجمل قبر لأتعس أمة، واسم القبر: (سوبّر ستار)\".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply