بسم الله الرحمن الرحيم
تحية إلى من عرفت معنى الحياة فكان القرآن ربيعها، تحية إلى من تشرفت بالمهمة الربانية مهمة الرسل والأنبياء، إلى من أحبت الله ورسوله فالتفت حولها القلوب وحامت حولها الأفئدة تلامس كلماتها السويداء. تحية إلى من كان ظاهرها كباطنها، بل أجلى.. وسريرتها كعلانيتها، بل أحلى.. وهمتها عند الثريا، بل أعلى.. حركاتها وسكونها لله وحده لا يزاحمها شيء لا نفس ولا هوى ولا دنيا، إخلاصها إخلاص من أيقن بلقاء الله فلا يتحامل على أحد، إخلاص من يتقبل النقد بصدر رحب تلوم نفسها قائلة: أخطأت وأصاب غيري، قصّرت ولم يقصّر سواي، سمت بمنهجها واعتلت بمقامها أعلى مقام فتقدمت مختارة لا رغبة في نوال ولا هربًا من ملال، ولكن استشعارًا لشرف القصد ونيل الثواب. تحية إلى من علمت أن العلم طريق إلى الجنة فاستثمرت عمرها في طلبه بلسان سؤول وقلب عقول ساعية إلى القمة السامقة آخذة بيد غيرها إلى الخير الذي تسعى إليه. تحية إلى من نهضت حين قعد القاعدون، واجتهدت حين تشاغل المتشاغلون، واهتمت حين تخلى المتخلون، واصلت طريقها في البناء وغيرها يراوح، الناس في متاجر الدنيا وهي في متاجر الآخرة. تحية إلى من كانت قرآنًا يمشي على الأرض فبدا بذلك في سلوكها.. أخلاقها.. مظهرها كشامة في جبين أمتها، فجرت في العقول ينابيع القرآن دفاقة تحيل كل غث هش سقيم، فورد مواردها كل متعطش للفوز يروم النجاة والفلاح والنعيم وتنسمت عبقها أجيال مؤمنة تلو أجيال. أرّق التفكير في شؤون أمتها مقلتيها فبدت تجود بعطائها وتبذل الغالي والنفيس، تسطر بعطائها صفحات الحياة، تسعى لتخريج طلائع منارات الهدى تتباهى معهم بقول الرسول - صلى الله عليه وسلم –( خيركم من تعلم القرآن وعلمه). تحيةً وسلامًا إلى معلمة القرآن، في كل زمان، ومكان..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد