بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أحب أن أوضح بأنني لن أكون هنا في مقام المقيم لمنهجية التخطيط للعمل الدعوي لأنني أعتقد أن العمل الدعوي عملٌ جبار وله نتاجٌ واضحٌ على الأرض من خلال النفع العام الذي قدمه على المستويين الداخلي والخارجي من خلال مؤسساته المختلفة، وما نشاهده في الواقع لا يمكن أن يكون ثمرةً لجهد عشوائي غير مخطط لأن مثل هذا القول أعتقد أنه غير منصف أبداً.
منهجية التخطيط لنشر الدعوة قد تكون بحاجة إلى مراجعات وإلى إضافات يفرضها واقع العصر الذي كثرت متغيراته الإعلامية والاقتصادية والتقنية، وما كان بالأمس من الوسائل والطرائق صالحاً قد يكون غير مجدٍ, اليوم فقد تعددت صور الفساد وأصبح أهل الشر والزيغ يبتكرون في طرائق الترويج لمنكراتهم بل ويقدمون الدراسات التي تعزز من إمكاناتهم في التوسع والتمدد الفكري قبل التمدد الجغرافي وإذا كان الأمر كذلك فالواجب على المهتمين بالدعوة أن يستفيدوا من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها إضافةً إلى مواقع الشبكة العنكبوتية والسعي من خلالها لتقديم الدراسات والبحوث الجادة لطلبة العلم والمفكرين والدعاة ليقدموا رؤاهم حول الأساليب الناجعة والخطط التي تناسب عصر العولمة.
والمؤسسات الدعوية الحكومية أو الأهلية مطلوبٌ منها إيجاد أقسام تعنى بالتخطيط الاستراتيجي، وعليها أن تستفيد من المخططين الاستراتيجيين الذين يقيمون الخطط السابقة واللاحقة ليقدموا في النهاية خلاصةً لما هو مجدٍ, في كل مرحلةٍ, من مراحل العمل الدعوي.
أنا لا أزعم من خلال مقالي هذا بأنه لا وجود للتخطيط بمفهومه الشامل دعوياً لعدم وجود دراسة دقيقة قائمة على المنهج الإحصائي على الأقل بين يدي وإن كان ذلك هو السائد استقرائياً وإذا صح هذا القصور فربما يكون بسبب أن كثيراً من الأعمال الدعوية كانت قائمةً ولفترة طويلة على جهود فرديةٍ, هنا وهناك في ظل غياب العمل المؤسسي الممنهج والذي يعتمد على التخطيط بمفهومه الشامل ومن ذلك الجانب الذي يتعلق بالاتجاهات الفكرية المعاصرة المناكفة للدعوة الإسلامية.
كذلك فإن الجامعات الشرعية في عالمنا الإسلامي تفتقد إلى مراكز البحوث التي تقدم خططاً ودراسات في هذا الجانب، وهذا القصور بلا شك سيلقي بظلاله السلبي على العمل الدعوي.
إنني أرى أن من الواجبات التي يجب أن تتبناها وزارة الشؤون الإسلامية ورابطة العالم الإسلامي والجامعات الشرعية والمؤسسات الدعوية والخيرية هو صياغة دستور دعوي مؤسس على دراسات عميقة وتخطيط سليم يجعل للدعوة منافذ تدخل عبرها وسط حملات التيارات المناهضة للإسلام
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد