قال لي : ( ترا ماني مطوع ) .. وأتبرع بهذا الموقع ..!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

اتصل بي أحد الفضلاء، وكان من حديثه قوله: (ترا ماني مطوع)، ولكني متبرع بمبلغ وقدره (؟ ) لنصرة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فمارأيك؟ فأشرتُ عليه أن ينشئ موقعًا نافعًا - بإذن الله - عن خاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه، بالعربي ثم بالإنجليزي، تكون مواده موثوقة، تجمع بين سيرته - صلى الله عليه وسلم -، والواجب له.

وقبل أن أضع لكم رابطه لأخذ اقتراحاتكم وآرائكم حوله بودي أن أنبه إلى مسألة مهمة تتعلق بـ:

1- المسلمين - غير الملتحين أو الرافعين لثيابهم عن الكعبين - عندما يعتقد \" كثير \" منهم أن الخير والتزود من القربات والطاعات مقصور على من يسميهم \" المطاوعة \"! وهذا ظن خاطئ يصرفه عن ما ينفعه. أصبح بسببه يقتصر على الواجبات. أما التطوعاتº كصلاة الضحى مثلا أو ملازمة ذكر الله أو توزيع وسائل الخير... وغير ذلك، فيتحرج منه لأنه ليس مطوعًا - كما يقول -. وينسى هذا المسلم أنه قد حرم نفسه من خيرات كثيرة بسبب هذا الحاجز \" الوهمي \". وأنه قد يكون متحليًا بصفات جليلة يعجز عن إدراكها ألوف ممن يسميهم بالمطاوعة المفرّطين - ولا أزكي نفسي -. فليبادر هذا بكسر الحاجز والإقبال على الخير. وتكميل النقص. فعمر - رضي الله عنه - تأخر إسلامهº لكنه تجاوز غيره، وعليه فقس.

 

وهذه أمثلة وقفتُ عليها تشهد أن غير المطوع قد يفوق غيره في الخير:

- مسلم \" سوداني \" عامي تفوح رائحته من الدخان! يقول عنه أحد العاملين بمكتبٍ, للدعوة إنه لا يمر عليه شهر أو شهران حتى يأتي لنا بكافر قد أسلم على يديه!

- أحد أبرز كتاب الشبكة في مجال الرد على خرافات أهل البدعº من غير \" المطاوعة \"!

- صاحب موقع إسلامي شهير انتفع به مئات الزائرينº مثله. ولعل غيري عنده أمثلة أكثر.

 

2- المسلمين الملتحين أو المقصرين لثيابهم إلى الكعبينº عندما يعتقدون أنهم بفعل هذين الواجبين قد أتموا الدين وأكملوه! متناسين أمور الباطن - وهي أولى من الظاهر -º كما في الحديث \".. ولكن ينظر إلى قلوبكم \". وقد يتحول الأمر إلى حاجز آخر يُثبط عن الخير. ولا أزكي نفسي. والحل أن يعترف هذا بتقصيره ويسعى في التخلص منه، ولا يتعاظم في نفسه، فيتهاون في الآثام الباطنة، بل يجمع جمال الظاهر والباطن، ممتثلا قول الأول:

 

وياحسَن الوجه توق الخنا *** لا تخلطن الزين بالشــــين

وقبله بقوله - تعالى -: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه).

 

إننا نخطئ كثيرًا عندما نفرق بين المسلم الملتحي وغير الملتحي، ونتسبب - بحسن نية - في الإساءة لهما جميعًا. للأول عندما نحصر الخير فيه، ثم نحصره في فئة. وللثاني عندما نساهم في صنع الحاجز بينه وبين الخير. والصواب - في نظري - أن الجميع مسلمون مجتهدون في الخير وإدراكه، ومن قصرّ منهم في أمر فليسعى في تكميله، ولا ينصرف بسببه عن مصالحه الأخروية. وهما جميعًا يمثلان المجتمع المسلم. أما من شذ عن الإسلام من المنافقين فهم شرذمة لا نسبة لهم - ولله الحمد -، والمجتمع برمته يقف صفًا واحدًا في مواجهتهمº لأن خطرهم - لو تمكنوا - والعياذ بالله - سيطال الجميعº دون تفريق بين \" مطوع \" و \" غير مطوع \".

فالأولى بنا \" تكتيل \" المسلمين جميعًا ضد \" الكفار \" ومن تابعهم من \" المنافقين \" الذين يعادون الإسلام، ويُعارضون حكمه وهيمنته. وطرح هذه الأوصاف التي منعت خيرًا كثيرًا. ومثلها وصف \" إسلامي \" و \" غير إسلامي \"! الذي يستعمله للأسف بعض الأخيار، متغافلين عن أثره السيئ على أبناء المجتمع المسلم. فهل نحن منتهون؟

أخيرًا: هذا رابط الموقع الذي تبرع به من وصف نفسه بـ \" ماني مطوع! \" أتمنى أن يُدعى له، ويُساهم معه في نشر رابطه، وإبداء الملاحظات. والله الموفق.

خاتم الرسل محمد - صلى الله عليه وسلم -

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply