بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى وعلى محمد بن عبد الله الذي وفى وعلى آله وصحبه وبعد:
نعم وظيفة لم تمتلئ وتحتاج إلى موظفين كثر وذلك أن مجال العمل مفتوح والزبائن كثر فالأمر من أوله إلى آخره في سعة ولله الحمد...
الكل مطالب للعمل حتى يعيش ويتزوج وينفق ويزكي و......... إلخ
وكما هو معلوم أن المال خادم والدين مخدومº فالعمل الذي يحصل به المال يكون ليتعبد به الله - تعالى -في مجالات متنوعة حسب القدرة والإمكانيات يقول - تعالى -: {لِيُنفِق ذُو سَعَةٍ, مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيهِ رِزقُهُ فَليُنفِق مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجعَلُ اللَّهُ بَعدَ عُسرٍ, يُسرًا} (7) سورة الطلاق
والأنبياء الذين هم خير البشر قد عملوا فمنهم النجار والخياط وراعي الأنعام ومنهم من عمل في الحديد ومنهم ومنهم ومنهم وهم خير البشر على الإطلاق لذلك فالعمل مطلوب ومشروع في ديننا الحنيف فالرزق مبني على التوكل على الله أولا والعمل بالأسباب ثانيا
لكن هناك وظيفة لم ينتبه لها الكثيرون مع أن مقابلها تشريف وأعظم من الكنوز ومن كل شيء ولا تعيق العمل الذي يعمله العبد بل تكون ملازمة لها ومرشدة لها...
وتلك الوظيفة هي (((الدعوة إلى الله)))
نعم فنحن بحاجة إلى من يحمل هذه الأمانة وهذه الوظيفة بيد الجد ويشغلها وتشغله ليخرج الناس بإذن الله - تعالى -من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الرحمن - سبحانه وتعالى - فمن عقل هذا فإنه مكلف بقدر الاستطاعة ولكن يبقى القلب محبا شغوفا لأن يبلغ المعالي كما بلغ من سبقنا بذلك {رَبَّنَا اغفِر لَنَا وَلِإِخوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجعَل فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (10) سورة الحشر..
فكن أخي الحبيب وأنتي يا أختي الفاضلة حملة ونقلة لهذا الدين احملوه معكم إلى المشرق أو المغرب وانشروه أينما كنتم حتى تنالوا الفلاح في قوله {وَلتَكُن مِّنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إِلَى الخَيرِ وَيَأمُرُونَ بِالمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ} (104) سورة آل عمران..
ومهما كنت تعمل فاجعل الدعوة رفيقتك في عملك فقد يؤذن للصلاة فادعوا للصلاة وقد يأتي رمضان فادعوا لصيامه وقيامه والدعاء فيه وقد تجد الحلاوة مع كتاب الله فادعوا العالم لهذا الكتاب العظيم فكن عبدا لله داعيا لدينه حتى تنال رضاه..
وأنتي أخية إن كنتِ تعملين فعليكِ نفس الواجب وإن كنتِ في بيتكِ فعليكِ بزوجكِ وأبناءك احرصي عليهم فقد قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها *** أعدت شعبا طيب الأعراق
فأنتي نصف المجتمع وصانعة النصف الآخر فعليكِ حمل عظيم
إخواني لا أريد أن أطيل عليكم وأذكر نفسي وإياكم بفضائل الدعوة فيكفي أن الله مدحها ومدح أهلها وتكفل بحفظهم كما قال {يَا أَيٌّهَا الرَّسُولُ بَلِّغ مَا أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّم تَفعَل فَمَا بَلَّغتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهدِي القَومَ الكَافِرِينَ} (67) سورة المائدة..
نعم فالله يعصمنا من الناس إن قمنا بحقه كما يريد...
يقول الشاعر:
يا أيها الداعي الذي عبد الله *** طريق النجاة فيك قويم
أدعياء الضلال سحار فرعون *** وأنت العصا وأنت الكريم
نسأل الله - تعالى -بمنه وكرمه أن يجعلنا دعاة حق ودعاة إصلاح وأن نعمل بما نقول وأن يرزقنا الإخلاص في كل شؤوننا وأعمالنا
فمن وجد في نفسه القدرة على الدعوة عبر الإنترنت فليعمل ومن وجد القدرة على الدعوة الانفرادية فليعمل ومن وجد القدرة على الدعوة في بيوت الله فليعمل لكن على الجميع العمل والعلم...
أخيرا أقول من لم يجد في نفسه أن يكون خادما لدين الله فليكن خادما لخدام دين الله - تعالى -فيدافع عن أعراضهم التي تنتهك من الجهال ويدعو لهم ويدعو الناس للذهاب إليه واستماع ما يقولون فالدال على الخير كفاعله كلهم سواء وكلهم مأجورين بإذن الله - تعالى -..
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا على متابعتكم الطيبة
وصلى الله وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد