بسم الله الرحمن الرحيم
يطمح كثير من الإسلاميين إلى تقديم كمٍّ, جيِّد من المشاريع التنموية الإصلاحيَّة والفكرية، بغية تقديم برامج بديلة عن المشاريع المنحرفة عن سبل الهدى، ومنهج الصلاح. إلاَّ أنَّه ممَّا يلزمنا لتثمير مشروعاتنا النهضويةº إقامة دراسات تقويمية، وأجهزة مراقبة، لتنقد وترصد على أصول صحيحة، وموازين منضبطة، فتبقى مشاريعنا قادرة بعونه - تعالى -على المضي في مسلسلها التنموي، وأهدافها الإصلاحيَّة.
ولعلِّي في هذه المقالة المقتضبة، أناقش شيئاً من تلك القضايا، التي أحسب أنَّها لم تأخذ دورها ومداها النقدي، في مساجلاتنا الفكرية، ومطارحاتنا الثقافية.
فصحوتنا الإسلامية شهدت بفضل الله انتشاراً واسعاً بشتَّى الأصعدة والسبل، بيد أنَّها وبكل شفافيَّة قد أغرقت في عدد من البرامج والمشاريع التي تكرِّر نفسها، وتعيد دورتها بلا قوالب تجديد، وإن كان يبدو عليها شيء من العمليات التجميلية، والإعادة الهندسيَّة بألقاب مختلفة، على حدِّ قول زهير بن أبي سلمى:
ما أرانا نقول إلاَّ معاراً *** أو معاداً من قولنا مكروراً
ولنأخذ أمثلة على ذلك في عدَّة جوانب إعلاميَّة أو علمية، والتي يظهر أنَّها تتكرر بنفس الأنموذج، والأطروحة بلا تجديد أو تميٌّز.
* مواقع على الإنترنت مكرَّرة...فلماذا؟
كثير من المواقع الناشئة والتي ضُخَّت في مساربها أموالٌ باهظة، تفوق عشرات الآلاف من الدولارات! والنتيجة: تكرار بلا قوالب تجديد، وقص من مواقع أُخرى ولصقه في الموقع الناشئ، بل قد لا تُنسَبُ تلك (المواد المستلَّة) إلى المصادر الأصلية التي أُخذت منها المواد المنشورة مسبقاً.
وحين يناقَش هؤلاء الطيِّبون: لِمَ افتتحتم هذا الموقع، وما الهدف من إنشائه، وهل من تجديد وإبداع في فكرته، وهل من خطَّة زمنيَّة لمتابعة خطوات بنائه الفكري، وما الشريحة التي تستهدفها فكرة موقعكم، وكم شاورتم من شخص يجيد فنَّ المشورة؟
فإنَّ كثيراً من هؤلاء المنتجين لتلك المواقع من الذين حسنت نيَّاتهم نحسبهم كذلك، قلَّ منهم من يجيب على تلك الأسئلة بوضوحº لأنَّهم وقعوا في أزمة غياب الهدف الاستراتيجي من وراء تلك البرامج الفكرية، فينقصهم التفكير السليم، الذي يدعو لوضع الأهداف والخطط والوسائل والأساليب لتحقيق ما تصبو إليه أنفسهم، والخلاصة أنَّه لا يوجد لديهم وضوح في رسم أهدافهم.
فيجهلون أنَّ نتيجتهم المرجُوَّة من إنشاء ذلك الموقع على الشبكة العنكبوتيَّةº ضئيلة للغاية، والشاهد على ذلك أنَّك حينما تدخل بعض المواقع والتي افتتحت منذ سنتين أو أكثر، وتستعرض عدد الزوَّار الذين دخلوا الموقع، فقد تتفاجأ أنَّهم لا يتجاوزون المائتين! مع أنَّ الموقع سالت في قنواته أموالٌ باهظة، وعمل على تصميمه (محترفون) لدعم هذا المشروع الإنتاجي، والنتيجة بلا نتيجة!
بل إنَّني قرأت يوماً في أحد المنتديات على (الإنترنت) لثائر يقول متهكِّماً بأن كثيراً من المواقع صارت (لعبة)، تجلس سنة من دون تغيير مقالات، ولا تحديث مواد، وقد يكون مآلها إلى الإحباط الذريع، ومن ثمَّ الإغلاق لهذا الموقع.
ومن خلال عدَّة تجارب من هذا القبيل، يتيقن المرء أنَّ من أهمِّ الأسباب في ذلك، أنَّ بعض هذه المواقع كانت نتيجة حديث أخوي، ما لبث أن أطلق سريعاً في عصر السرعة، بدون سابق تفكير منهجي وتأملي لمسار هذا الموقع ، والخطط الجارية عليه حين الإطلاق ، ولذا فلم يبقَ طويلاً لأنه أطلق سريعاً، وأغلق بعدها سريعاً، ومن هنا يقول أحد المفكرين: (لدينا أفكار كثيرة لا تجد سبيلها إلى التطبيق، وأعمال كثيرة لم تسبق بأي تفكير).
وقد يقول بعضهم: إنَّ إخفاق ذلك المشروع لا يعني خطأ الفكرة التي لم توفَّق للممارسة التطبيقية؟ والجواب: أنَّ هذا الكلام من حيث أصله صحيح، فإنَّنا نحتاج إلى مواقع إسلامية، لها أثرها وقوَّتها، لتكون بديلة ومنافسة للمواقع الفسقية، بل نحتاج لمواقع يظهر من خلالها قوَّة العمل الفكري والدعوي، وكذا نحتاج لمواقع دراسات متخصصة في العقائد والأفكار، أو قضايا سياسية أو اجتماعية، أو غيرها.
إنَّ هذا أمر لا أظنٌّ أنَّه داخل في دائرة اختلافنا، بيد أنَّ ما يُختلف فيه هو ما نلحظه من التكرار والاجترار لنسق كثير من المواقع، كأن يأتي موقع باسم معيَّن، ثم تأتي مواقع أخرى لا تزيد ولا تنقص عمَّا في هذا الموقع وإنتاجاته الفكرية، وتحاول أن تحاكيه وتقلِّده في موادِّها، بنفس الأسلوب المتَّبع، والطريقة المنهجيَّة.
ومن ذلك أنَّه لو اشتهر مفكر أو عالم أو داعية، فإنَّه يستهدف بالحوارات، والمقابلات ويستنزف فكرياً، وتكون الأسئلة نفسها، والأجوبة كذلكº لأنَّه لا جديد للداعية, أو المفكر ليقدِّمه من خلاصة تجاربه أو فكره، وخاصة في حقبة زمنية قصيرة، وذلك لأنَّ كلَّ مجلة أو موقع يحب أن يتفرَّد بما لديه من جديد، وإبراز المشاهير على أوراقهم، مع أنَّه هناك أناسٌ مغمورون، قد يكونون أعلم وأفقه من كثير من المشهورين، لا يحاول الإعلام الإسلامي أن يستهدفهم، بالحوار والمقابلة أو الاستفادة في تحقيق, أو استطلاع أو ندوة، يتبيَّن من خلاله قوَّة العلم، وعمق الفكر، وغزارة المعاني، وكذا القوَّة العملية من ناحية تطبيقية، لذلك الرجل المغمور.
* وكذا المجلاَّت... لها حظُّ ونصيب.. !
وخذ مثل ذلك كثيراً من المجلات التي تحاول الظهور والبروز، بلا تجديد أو إثارة، بل لا تستطيع أن تدرَّ على نفسها الربح المادي، فضلاً عن استطاعتها جذب الناس، واستقطابهم إليها.
إنَّ ممَّا يستغرب أنَّ هناك مجلات جديدة ظهرت، وتحاول قدر الإمكان أن تبقى ظاهرة فوق السطح، وما إن تمرَّ خمس أو عشر أعداد من المجلَّة إلا وتقف عاجزة عن إكمال مسيرتها الإعلامية، والتي لم تستطع أن تصل لها بسبب سوء التخطيط والتدبير، وصدق من قال: سوء التدبير سبب التدمير.
وأعلم أنَّ هناك أناساً يقولون: ما كُلِّفنا بالنجاح بل كلِّفنا بالعمل، وإنَّ عليَّ أن أسعى وليس عليَّ إدراك النجاح، فماذا يضير لو أنشأنا مجلة أو جريدة ثمَّ لم توفَّق، ولم تستمر، ما دام أنَّنا قمنا بما نستطيع؟
ولا ريب أنَّ في هذا الطرح صحَّة وخطأً، فأمَّا الصحيح فإنَّه لم يكلَّف المسلم إلاَّ بقدر وسعه وطاقته الصادقة، وأن يعد لما يعمل إعداداً جيِّداً، وإذا لم يكتب الله له النجاح، فقد أدَّى الذي عليه، وحاول أن يرسم دروباً نهضويَّة، إلاَّ أنَّ الفشل اعترضها.
وأمَّا الخطأ، فإنِّي أزعم أنَّ كثيراً من المشروعات الإسلامية (التي أخفقت في مسيرتها) قامت من خلاله، ثمَّ تعثَّرت في مشيتها، وأصابها الهوان والهون، إلى أن لفظت آخر أنفاسها، بعد أن صارعت للبقاء مددا، ومن الأسباب الهامَّة في ذلك قلَّة الاستفادة من التجارب الخاطئة التي قام بها من قبلنا، ولم يحسنوها صنعاً، ويتقنوها حكماً، وقد قيل: أخطاؤنا رسول نجاحنا.
وهكذا فحين ننشئ مجلة أو جريدة، فإنَّ عملنا إن كان مدروساً، فإنَّ مشروعنا سيكون موفَّقاً ـ بإذن الله ـ وسيقدِّر الله له الانتشار في الأرض، لإيصال البلاغ المبين لجميع العالمين.
ولا يعني ذلك أن نلغي أيَّ مجلة جديدة في السوق الإسلامية، تحيي الهمم الكامنة في القلوب، فإنَّ الإسلاميين من المشجِّعين لتلك الطاقات الجديدة، ومن الداعمين لها، ولكنَّهم إن وجدوها فارغة من المحتوى، أو مكرَّرة الأسلوب والمعاني والأفكار، أو مستلَّة (من هنا وهناك)، بلا روحٍ, جذَّابة، ولا عمق في الطرح، فليس لهم حاجة بأن يكونوا رُوَّاداً لتلك المجلاَّت، فلديهم في السوق ما يكفيهم ويغذِّيهم فكرياً.
وهنا يطرح بعضهم أنَّ كثيراً من القصص كرَّرها الله - سبحانه وتعالى - في القرآن الكريم أكثر من مرَّة؟!
ولهؤلاء أقول: إنَّ التكرار الوارد في القرآن، ليس تكراراً بنفس الأسلوب والطريقة، بل فيه من معاني التجديد اللغوي، والعلمي، والقصصي، ما يزيد في كلِّ موضع عن موضعه الآخر، ففي القرآن تقرير للمعلومة، وقد قيل: الكلام إذا تكرَّر تقرَّر، دع عنك أنَّه كتاب الله وهو كلام الله المتعبَّد بتلاوته.
وهناك قاعدة قرَّرها الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - حيث يرى أنه: (إذا وردت القصَّة في القرآن في أكثر من سورة فليس هذا تكراراً بل تجيء لتعالج انحرافاً يختلف عن ورودها في غير هذا الموضع، أو أنَّها تأتي لتؤدِّي غرضاً دينيَّاً تختلف فيه الموعظة والعبرة) من أسباب تكرار القصَّة في القرآن ليوسف الفكي/صـ6.
* بل هناك كتب على نفس الطريقة التكراريَّة.. !
تُدهَش حين تدخل إحدى دور المعرفة، والمكتبات الإسلامية، لتشاهد كمَّا هائلاً من الكتب والكتيبات والرسائل، التي تكرر نفسها، وتعيد مضمونها بلا جديد ولا تحرير ولا تحقيق، فأمَّا الجديد فاسم المؤلف ولون الكتاب، وقد يكون اسم الكتاب الذي يبحث في تلك القضية جديداً وقد لا يكون، وخذ أمثلة على ذلك:
اذهب لأي مكتبة وانظر كم من كتاب تحدَّث عن أذكار الصباح والمساء، وكم من مطوية ورسالة تحدَّثت عن ذلك، بأسماء متغايرة للمؤلفين، فسترى العجب العجاب من عشرات الكتب المؤلَّفة في هذا الموضوع، بنفس الطريقة المطروحة، والتخريج للأحاديث، والترتيب التسلسلي.
وابحث عن الكتب التي تتحدَّث عن رمضان أو الحج، فستجد ركاماً عجيباً من القذف المكتبي حيال هذه القضية وكثير منه لا توجد فيه زيادة ولا إفادة، بل محض تكرار وإعادة.. ! وعلى هذا فقس.
والخطأ في ذلك أنَّ كثيراً من المكتبات ـ وللأسف ـ صار الهمٌّ التجاري طابعاً لها، فما يأتيها أي أحد ويريد طباعة تلك الرسالة أو هذا الكتاب، إلاَّ ويقبل قوله بمراجعة شبه سطحية لما في الكتاب، وتقوم بدور الطباعة والنشر، دون أن ترى ما الجديد الذي أفرزه في كتابه ذلك، وما القضيَّة التي أثارها؟
ولقد حدَّثني أحد طلبة العلم له ارتباطٌ وثيقٌ مع إحدى المؤسَّسات التجارية الناشرة للكتابº بأنَّه يأتيها في اليوم عشر عناوين، يطلب أصحابها طباعة كتبهم، وإذا تأمَّلنا وجدنا أنَّه خلال السنة يأتي لهذه المكتبة التجارية المتوسطة ما يقارب (36)عنوان يطلب الطباعة والنشر، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كلٌّ هذه الكتب تناقش الموضوعات التي كتبت عنها بقوَّة طرح، وجدة في الأسلوب، وعمق في المناقشة، أو لنقل: بشيء جديد يخدم مصالح الأمَّة.
ولكن لِمَ ذلك التدفق الكبير على النشر، مع التكرار الملحوظ؟
وجواباً: لا أشكٌّ أنَّ بعض المؤلِّفين والنَّاشرين من أصحاب المكتبات لهم هدف تجاري في ذلك، فهو مصدر رزق أكيد، ولكن يقال: إنَّ البقية الباقية حين شرعت في التأليف لم تتعب نفسها قليلاً للبحث عمَّن سبقها في مشروعها، وكم كتاب عالج تلك القضية المطروح نقاشها.
والبعض الآخر رأى شيئاً من ذلك، ولكنَّه يظنٌّ ـ لعلَّه من باب الدعوة والتعليم ـ أنَّ في ذلك تكثيراً لسواد الكتب الإسلامية، أو لظنِّه أنَّ ما سيكتبه فيه جديد ـ بيد أنَّه لا جديد ـ أو لمحبَّته في المشاركة في الهمِّ العلمي وهو لا يعلم أنَّه ليس أهلاً لذلك!!
ومن العجائب أننا صرنا نرى كتباً تفرض علينا رؤيتها حين التجوال لمتابعة الكتب الصادرة حيث إنَّها تدَّعي الفكر الموضوعي، والتأليف الرفيع، وقلَّ منها ما يتميَّز بطرح جاد، ودراسة متعمِّقة، فيكتبُ في الغلاف الأمامي عليها: (من أكثر الكتب مبيعاً في العالم) أو(ليت كانت عندنا هذه المعلومات منذ مئات السنين) وغيرها من العبارات البرَّاقة، والتي يستغرب من كتابة مؤلِّفيها بهذه الطريقة، وهي مع ذلك مكرَّرة المضمون، إلاَّ أنَّها برَّاقة الألوان والتطريز الطباعي!!
* وختاماً... ما العلاج:
إن علاج هذه النَّمطيَّة المبرمجة على التكرار، والذهنية المستقرَّة على الاجترار من معلومات الغير، تكمن في عدَّة أشياء:
1ـ إعادة صناعة البرامج والمشروعات، برؤى واضحة، وخطط متَّسقة، والعبرة بالكيف وليس بالكم، كما هي قاعدة مقرَّرة في العقليَّة الإسلامية، وكذا فإنَّ التنظيم والتخطيط أساس النجاح.
2ـ صناعة الإبداع في المجالات الإعلامية، وترك الاستنساخ للبرامج والمشروعات، ومحاولة التشويق في الابتكار والتجديد، وذلك أمر إن استطعنا أن نتدرب عليه، فسنخنق حالة الركود الفكري التي تعيشها أمَّتنا، فهي أمثل مناخ وأحسنه لهدم كلَّ إبداع وابتكار، والإبقاء على نمط التكرار.
وإنَّ محاولة تدريب العقول على الخيال الواسع، وإطلاق الأذهان في توليد الأفكار، وفتح آفاق واسعة للتفكير الإبداعي من الأهميَّة بمكان، وهذا ما يعيب كثيراً من برامجنا ومشروعاتنا، وفي كلام بعض الكفَّار حكمةº فقد كان نابليون يقول: (إنَّ عيب مؤسساتنا خلوها من أي شيء يتوجه للخيال) (انظر: مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي ـ للدكتور: عبد الكريم بكَّار/ص26.
3ـ لعلَّ من العلاجات النافعة لداء التكرار، قوَّة التوجيه الصائب للعمل لهذا الدين، وفتح مجالات التفكير الواسع في الفضاء الرحب لمزيد من الإنتاج الفكري، المتناغم مع أدوات الإبداع الحضارية، ولهذا إذا أردنا أن ندرس السبب الداعي لبعض المصلحين إلى تكرار مشروعات بلا رونق ولا إثارة إبداعيَّة من المجلاَّت والمواقع، أو بنفس الطريقة المتبعثرة والمتعثِّرة، فإنَّنا سنجد أنَّهم شعروا بكثير من الفراغ بلا توجيه، وهو ما أدَّى لوجود حالة الشلل الفكري، في الإيجابية المثمرة والموظِّفة لطاقاتهم في الاجتهاد لخلق وإيجاد برامج رائدة، ولذا فإنَّ من يقول بأنَّ: التكرار يغيِّب الأفكار، له وجه من الصِّحَّة، وإن كان له وجه من الخطأ كذلك.
4ـ إن لم يستطع بعض المصلحين المساهمة بتأسيس مشروعٍ, جديدٍ, ومبتكر، ويخدم قضيَّة محدَّدة، وأعجزهم الأمر، وكانت لديهم من الطاقات المالية والفكرية والعملية، فلا أقلَّ من أن يساهموا في تشجيع المواقع القويَّة والناهضة، أو المجلَّات التي اشتهرت وعرفت بدورها الساطع في توجيه العقول والأفكار، فذلك خير من أن يُبدأ بمشروع جديد، ويضع صاحبه يده على قلبه، خشية الإخفاق وعدم النجاح.
5ـ المساهمة في إنشاء مواقع أو مجلات أو صحف ذات طابع معيَّن ومتخصص، يكون فيها تقديم لقضايا متجدِّدة، وبمعالجات مفيدة وجديدة، كأن تكون هناك مواقع تهتمٌّ بالدراسات الإسلامية المتعمِّقة، أو مواقع مختصَّة بالسياسة الشرعية ومعالجاتها الواقعيَّة، أو مواقع دعوية قويَّة لدعوة المسلمين بلغاتهم المتعددة، كاللغة الصينية والأورديَّة وغيرها، ولا ريب أنَّ هذا ممَّا يشجِّع النفس على العمل لهذا الدين ونشره في الآفاق، ورحم الله الرافعي حيث قال: (إن لم تزد شيئاً على الدنيا، كنت أنت زائداً على الدنيا) وحي القلم(2/8)
6ـ أن تؤسَّس هيئة أهليَّة غير ربحيَّة للقيام بدراسة الجدوى للمشاريع الفكرية والإعلامية، التي هدفها إصلاح الأمَّة والنهوض بها.
7 ـ التنسيق بين المواقع العنكبوتيَّة، والتخصٌّص في مادة الموقع.
8 ـ ممَّا نحن بحاجة له أن يقوم ثلَّة من الإعلاميين الإسلاميين بتأسيس جريدة يومية، يكون لها دور ملموس في الساحة الإعلامية، وجهد مقدَّر، ولك أن تبحث في الجرائد المنتشرة في العالم الإسلامي ذات الصبغة الإسلاميَّة، فستجدها أقلَّ من القليل، فهل من همَّة ومبادرة لتأسيس ذلك الأمل المنشود، بجاذبية وتميٌّز؟.
8 ـ أن تؤسَّس رقابة صارمة على جديد الكتب متشابهة المضمون مختلفة الشكل وعدم السماح لأي كتاب يصدر، إلاَّ من خلال هذه الهيئة الرقابية على الكتب، لتكون الكتب الجديدة الصادرة جيِّدة التحقيق، مثمرة لروح الإبداع، قويَّة الطرح، مناقشة للموضوع بجدِّيَّة وعمق.
أمَّا أن يُفسَح المجال لكلِّ غاد ورائح لطباعة أي كتاب ألَّفه لحينه، ولم تتبيَّن فيه أو منه علامات البحث العلمي، أو التحرير الموضوعي، فإنَّ هذا سيجعلنا نتلقَّى كتلاً ضخمة من الأوراق، التي تحتاج لفرز لمتابعة الجيِّد منها من عدمه.
وكذلك المخطوطات، فإنَّ هناك مخطوطات أو كتباً لبعض أهل العلم قد حُقِّقت أكثر من عشر مرَّات، أليس في تلك التحقيقات كفاية، ولماذا الإخراج تلو الإخراج لكتب حقِّقت أكثر من مرَّة، على أكثر من نسخة خطِّيَّة، فماذا سيفيدنا به المحقق، إلاَّ أن تزيد نسخة جديدة في البلد بلا فائدة!
إنَّ هناك كتباً تحتاج للتحقيق، ككتب العقائد, والفقه, والتأريخ الإسلامي وغيرها من شروحات الأحاديث، وما ننتظره أن يبادر المحققون لتحقيقها، فذلك هو الإبداع والتميٌّز، بل إنَّ إخراج كتاب جديد، وتحقيقه على النسخة الخطِّيَّة أحسن فائدة من إخراج مئات من الكتب التي حقِّقت ولم نعلم من حال محققيها إلا اختلاف أسمائهم، وألوان كتبهم، وقلَّ من يكون منهم محققاً مبدعاً أو متميزاً!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد