إني عدو الغاشمين

أيّ الـمـعـانـي قـد فقهتَ القول يا ابن الأكرمين ؟

هـل قـد ظـنـنـتَ مـودّة ألـقـي بها للحاقدين ؟

هـل قـد وأدتُ مـبـادئـي خوف اليهود الكائدين ؟

أبـدا و مـا كـان الـحديث يصبّ في الجبن المهين

إن كـنـتُ قـد آثـرتُ كشف الودّ من ديني الحنون

مـن نـجـدةٍ, ومـروءةٍ, وسـمـاحـةٍ, وصفًى ولين

فـلأنّ أصـل الـديـن فـيـنـا رحـمـة للعالمين

أنـا لـم أقـل مـن ضـعـفنا هيّا نوادّ الظالمين !!!

مـن حـاربـوا الـمـولـى فقد باؤوا بخسران مبين

غـمـدي سـأشـهـر سـيفه...إني عدوّ الغاشمين

أنـا مـا نـسـيـتُ مـذابـحا بالأمس تزفر بالأنين

في \" ديرَ ياسين \" وفي \" صبرا، شتيلا \" في \" جنين \"

و \" حـمـاة \" فـي الـشام التي تبكي على مرّ السنين

و الـسـجـن مـا أدراك ما السجن الرهيب بما يُهين

إنـا سـمـعـنـا بل رأينا الظلم ينشب ُ في السجون

فـي سـجن \" حربيٍّ, \" وسجن \" أبي غريبٍ,\" ذا يكون

فـي سـجـن \" تدمر \" لا يزال حديث قوم ذا شجون

جـلاّدنـا، جـلاّدهـم سـيّـان عندي في العيون !

رُقـط ُ الأفـاعي و الصليب ُ وعظمة الكلب الخؤون

سـيّـان سـيّـان الـثـلاثة في الفجور وفي الدهون

إنّ الـجـهـاد هـو الـسـبيل لقصمة الظهر البدين

أتـخـالـنـي لـمّـا ذكـرتُ يراعتي لاح الأفون ؟

لـمّـا جـعـلـتُ الخيل و الأقلام في حضن المنون

تـتـعـادلان شـهـادة ً ؟!.. كـلاّ فـهذا لن يكون

لـكـن رأيـتُ حـمـاسة الشجعان من شعرٍ, رنين

يـذكـيـه فـيـهـم شـاعرٌ بالقول بالفصح المبين

أمـسـوا جـمـيـعـا كالشهاب لردع جَور المعتدين

مـن قـطـعـةٍ, أو خـطـبةٍ, خرّ الظلام على الجبين

تالله إنـي مـا خـشـيـت الـموتَ ياابن الأكرمين

مـن رام نـحـري قـد هـداني السعد سعد الخالدين

لـكـن جـهـاد الـدرب فـقـهٌ قبل حرب المارقين