حين سمعتُ بخبر مرضِ فضيلة الشيخ / سفر الحوالي سقطت دمعات لم أستطع لها حجباً بسبب استحضاري لحجم البلاء الذي ابتليَ به هذا العالمُ الفاضل والذي ظل كالطود الشامخ رغم الرماح التي تكانفته من كل حدبٍ, وصوب، فلم يبق صاحبُ هوىً ولا بدعةٍ, ولا زيغٍ, أو حقد إلا ووجه سهام حقده إليه ورغم ذلك ظل هو هو سفر بن عبد الرحمن الحوالي الذي يجعلُ منصة التحاكم في كل من خالفوه كتاب الله عزوجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -.
وحين سمعتُ بخبر تحسن حالته الصحية وتماثله للشفاء كانت هذه الأبيات:
تعافتِ الروحُ إذ عُوفيتَ يا سفــرُ *** وأشرقَ المجدُ والإقدامُ والظفرُ
وساقني الوجدُ حُباً لستُ أكتمُــه *** في اللهِ حُبٌّكمُ بالدمعِ يُستطَرُ
جفَّ القريضُ فلم أنطق به زمنـاً***وهاجَ بي البحرُ لما ساءَني الخبرُ
مرضتَ يا شيخنا والحزنُ أمرضنا***تطاولَ الليلُ لما طال بي الســهرُ
فاضت عيونٌ لأهلِ الذكرِ مابرحت *** ترجو الإله وجودُ الحقِّ مُنتَـظرُ
لما سقطت أسلت الدمع من مقـلٍ, *** فؤادها من شديـدِ الغمِّ يعتصـرُ
فدتك نفسٌ تبيعُ الحقدَ في سفــهٍ, *** ودُمتَ عِزاً لنـورِ الحقِّ تنتَصِرُ
صبرتَ في الله ياشيخي على ألمٍ,*** صبرت في الله ما أثناكمُ الخــطرُ
إذا الصعاب أبانت عن فظاظتهـا *** تعملق الحبرُ واستُدعي لها سـفرُ
بـزَّ الجبـالَ رسواً في مبادئــه *** لم ينثني ناكصاً إذ غارتِ الغِيـَرُ
لم يغـره مـادحٌ إن زاد في كَـلِمٍ, *** أو يلهه قادحٌ في كـلِّ مانظروا
يامن تعيـشُ لديـن الله محتسباً** في ظلِّ من همه عثراتُ من عثروا
أبو المساكين من ترعى لهم ذمماً***لكل من مسَّه الإملاقُ والضــررُ
تبيتُ في الخـير جوالاً ومنتشراً***والخائبون بوادي الزور قد نُشروا
من كل رخوٍ, ومغتابٍ, ومجترئٍ,***يناطحون بقرن البهت قد خســروا
الشامتون بخلق الله قـد فُضحوا***في كل نادٍ, أبانوا الحقد ما سـتروا
أخلاقهم في الهوى قد غاب صالحها***وللهوى نزعةٌ في كل من فجروا
وللهوى نزغةٌ في كل من برئت***منـه الكرامـةُ والإحساسُ والنظـرُ
ما ضرَّه في الأُلى أن بات شانِؤُه***على اللهيبِ وفي التاليــنَ مُعتبَرُ
عُوفيتَ يا شيخَنا والله يحفظـكـم ***ذخــراً لأمتـكم والله مقتــدرُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد