التنطع


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإنسان عموماً به خير وشر والمسلمون كذلك فمنهم من يبقى على درجته ومنهم من يرتقي مراتب الإيمان العظيمة. وقد قرأت قبل أيام مقالاً لأحد الكتاب قال فيه: ((قررت أن أتكلم عن الإسلام بعيداً عن تنطع المتنطعين ليرى الآخرون جماله بذات العين التي أراه بها)).

 

فأنعم بهذا الحماس وذاك الهم الذي يحمله، لكن الخلاف أولاً لماذا تدرج هذه الكلمة بين ثنايا المقالة الجميلة، ثم من هم المتنطعون؟!

 

يخشى الإنسان أن تلقى هذه الكلمات على عواهنها فيفسرها بعض القراء بتفسير آخر أو تنطبع في أذهانهم هذه العبارة دون تمييز لإبعادها، أو وضع حد لكلمة التنطع في أذهانهم أو إبعادها عن الإطار الصحيح للتنطع الذي نهى عنه الرسول- صلى الله عليه وسلم -. ومن العجب أن بعض الكتاب في غير هذه البلاد والحمد لله يرى أن تقصير الثوب مثلاً تنطع بل ووصل الحال بهم إلى أن من لا يصافح النساء أو لا يجلس معهن أو لا يسمع الموسيقى متنطع. وهم بهذا الحكم يجعلون الرسول - صلى الله عليه وسلم - أول المتنطعين وأشدهم. والكلمة أولاً وأخيراً أمانة ومسئولية قال- صلى الله عليه وسلم -: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزلُ بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)) رواه البخاري. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة)).

 

وحفظ اللسان والقلم باب من أبواب السلامة والنجاة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply