بسم الله الرحمن الرحيم
حديثي في هذا الموضوع ليس من نسج الخيال ولا من روايات..
فكرة طرقت باب ذهني منذ زمن..كانت تطالب ببلورتها..
كثيرة تلك ولكن بعضها يعاود الطرق لسبب أو لعده تؤججها أحداث الواقع..
ليست قصص لأن الساحة مليئة بذلك.. ولا قيل وقال.. إنما شواهد وقفت عليها بنفسي..
أيها الأخوة..
لا تخلو مجالسنا من تلك النقولات المؤلمة التي تجرح القلب وتنزفه دما يقف بفضل من الله ثم النسيان..
كثيرا ما نسمع.. فتاة خرجت مع شاب انتهك عرضها!.. فتاة أحبت شخص واولع بها حتى جاءها في بيت أهلها!.. شاب قد قبض عليه ومعه بنت لم تتجاوز العشرين.. عامل له علاقات مع النساء في السوق!.. صاحب محل أوقع بعدة نساء في مستودع محله بواسطة إغرائهن بسلع مخفضه!.. خادمه حملت ووضعت وعندما سوئلت تقول لا اعلم أهو من كفيلي أم ابنه!!.. طالبات المدارس يتبادلن الصور والأفلام وأرقام الشباب.. سائق له علاقات وطيده مع بنات كفيله وقريباتهن!.. توصيل طلبات المنازل لهم صولات وجولات في تلك الحوادث!..
بغض النظر عن صحة هذه النقولات.. ولكنها متداولة بشكل كبير بيننا..
حتى يظن البعض أن الدنيا قد انتهى ما فيها من الخير وأن الشر قد عم..
هذه القصص المؤسفة لا تخلو من مساوئ:
1- بعث الاحباط للسامع والمجتمع..
2- الشك بالناس حتى يشك الواحد في أهل بيته..
3- تقويه السامع مدخر الفساد على إخراجه وإفشائه..
4- الاشغال عن ما هو أصلح من دعوة وطلب علم..
5- الابتعاد عن الفأل الشرعي وهو مخالفة لمنهج النبي - صلى الله عليه وسلم -..
صحيح ذلك.. أنه في آخر الزمان تكثر الفتن وذلك من علامات قيام الساعة.. وهذا ما نص عليه الحديث لقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - (ليكونن من أمتي أقوام، يستحلون الحر والحرير، والخمر والمعازف)
ولكن لا نجعل كل ما يحدث حولنا انه من علامات قيام الساعة.. لأن ذلك سيكون مدعاة لبعضنا بوقف الإصلاح في المجتمعات الإسلامية..
بعض العلماء يرى أن ذكر تلك القصص المحزنة ونشرها في المجتمع هو من نشر الفاحشة!
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبٌّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدٌّنيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لَا تَعلَمُونَ} (19) سورة النــور
وهذا خطير
كل تلك الأحداث التي نسمعها لم تذكر في مجالسنا إلا لأنها شاذة ومثيرة..
لأننا مجتمع محافظ فلا بد من كل شاذ أن ينتشر..
أما في المجتمعات الغربية فلا عجب أنه يوجد تلك الانتهاكات للإنسانية والهدم للأخلاق..
يعني لو قيل أن بنتا غربية في بلاد الكفر في الرابعة عشر من عمرها تعمل راقصه أو ما شابه.. فلا عجب في ذلك.. لأنه لا دين يحكمهم..
أما لو قيل مثل ذلك - أعاذنا الله وإياكم - في مجتمعنا السعودي لتناقلتها ألسن الناس وتداولتها المجالس..
أما الأخلاق التي فطرنا عليها فإن من النادر ذكرها..
بنات في سن الزهور يحفظن القرآن والسنة ومعهن العلم الوفير.. ولكن لا تجد من ينقل أخبارهن بين الناس لأنها (قصه) ليست مثيره كالأخريات..
في أفضل قرن عهد الصحابة رضوان الله عليهم.. وجد السارق والزاني والزانية والحاسد والكذاب والمنافق..
فلا يخلو زمن من الفساد..
أفضل القرون كما نص على ذلك النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم حيث قال (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن)
وجد به تلك الأحداث وذكرت وأُرخت..
فما بالكم بالله عليكم في قرننا هذا؟!..
لابد من الشواذ..
سأذكر لكم بعضا من الشواهد في مجتمعنا وسأقتصر هنا على الفتيات في سن ما يسمى المراهقة.. أي السن من 14 سنه وحتى 25..
وأركز هنا على الفتيات لأنه إذا قيل فتاة فسدت فإنها أقسى على القلب من الشاب إذا فسد..
لأن الشاب معرض للمهالك لا من الفضائيات (بيته) ولا من الشارع..
وإذا قيل إن شاب حافظا للقرآن فلا عجب في ذلك لأن حلق القرآن منتشرة في كل مكان وتهيئه لذلك سريع وممكن..
لذا.. سأقتصر هنا على الفتيات الصالحات المصلحات..
شابه في التاسعة عشر من عمرها تحفظ من المتون أحد عشر..
شابه لم تتجاوز الـ17 تتكفل بالمال والإعداد لحقائب دعوية ترسلها لقرى نائية..
بنت لم تتجاوز الـ 15 من عمرها تدير حلقه لتحفيظ القرآن في مدرستها..
بنت قرأت فتح الباري ثلاث مرات واظنها قامت بتلخيصه..
طفلة في الصف الخامس ابتدائي تحضر اختبار لدورة أقيمت في إحدى المراكز ونجحت في ذلك الاختبار..
أخرى في الصف الثاني تحضر نفس الاختبار ولكن أمها تعتذر أن البنت لا تعرف أن تكتب جيدا فطالبت بالاختبار شفويا..
دورة علميه أعلن عنها في إحدى المدن سجل من تلك المدينة فقط 600 متقدمه..
دورة علميه عند أحد المشايخ عنده قرابة 7 طالبات مستمرات معه منذ 9 سنوات وحتى الآن..
أيضا عند نفس الشيخ عنده 14 طالبه لهن ما يقارب 5 سنوات وحتى الآن..
و أحد المشايخ لديه 30 طالبه في دروسه لهن سنه ونصف من مدينته التي هو فيها فقط من غير المناطق الأخرى اللاتي يتلقين العلم عنه عبر وسائل الاتصال..
مجموعة من البنات خصصن أنفسهن للدعوة في وقت العطل للملاهي والأماكن السياحية النسائية كل أسبوع على بنت أو اثنتين يخصص لهن مكان يذهبن إليه..
إحدى المدن المتوسطه فيها 28 دار نسائيه وازدحام شديد على كل دار حتى أنه يقفل التسجيل في بعضها بعد فترة قصيرة من افتتاحه.
مدينة أخرى فاق عدد المسجلات في إحدى الدور فاضطرت المديرة أن تضع لهن مكان في السطح فازداد العدد حتى اضطرت أن تأخذ الحديقة الخارجية لتضع فيها الطالبات..
بنت أعطت إحدى المشرفات في إحدى المراكز النسائية ظرف فيه تبرعات منها فقدر الله أن يسقط الظرف ويخرج ما فيه تقول المشرفة أن الظرف كان يحوي 17 ألف ريال وكانت الطالبة تردد على المشرفة كلمة (استري علي الله يستر عليك)..
بنت تقول أنه حاضر أحد طلبة العلم المتخصص في أمور النساء في إحدى المدن القريبة منا فتقول والله أنها صارت هجرة جماعية لنساء مدينتنا إلى تلك المدينة الأخرى المتواجد فيها الشيخ كل ذلك حبا للعلم..
كفيفتان تحضران إحدى الدورات العلمية يتلقين العلم بالسماع ويختبرن بعد ذلك شفويا ونجحن بامتياز ودرجة التميز..
أميتان تحضران إحدى الدورات العلمية (إحداهن تقرأ ابنتها عليها حتى تحفظ) نجحن بإمتياز.
بنت حافظة للقرآن تقول راجعته مع قريباتي بظرف خمسة أسابيع فقط تقول حتى إني حفظته صفحة صفحه..
إخوتي وأخواتي.. يا رعاكم الله..
بعد هذا العرض والسرد السريع لتلك الوقائع والشواهد.. لا أجد نفسي أقول شيئا سوى أن الخير باق..
رأيتم كيف فعل حب العلم بتلك النسوة.. (ربما كلمة نسوة كبيرة عليهن) إنما هن بنات في ريعان شبابهن..
لا يغركم كثرة الفساد.. ولا يعني ذلك أنه تناسبٌ عكسي.. يكثر الفساد فيقل الخير.. هذا من رأيي مبدأ خاطئ.. فالخير بازدياد..
أحدهم من كثرة شكه بالناس طالب أمه أن تبحث له عن بنت يتزوجها لا يكون عند أهلها هاتف!..
هذا من تأثير تناقل الناس للفساد وإفشاءه..
لا أقول مختتما سوى اللهم احفظ من حفظ الدين وارفع درجاته واجعل منزلته في عليين انه سميع مجيب..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد