بسم الله الرحمن الرحيم
شريف عبد المجيد
شريف عبد المجيد هو الجندي المجهول في مشروع الهاتف الإسلاميº فهو صاحب الفكرة، وأول من حلم بتنفيذها، قبل أن يتعاون مع الشيخ خالد الجندي لإخراجها إلى أرض الواقع وحيز التنفيذ، ليستفيد منها الملايين من المسلمين.
التقت \"إسلام أون لاين.نت\" مع الأستاذ شريف عبد المجيد، وكان لنا معه هذا الحوار:
* الأستاذ شريف، نود التعرف عليكم عن قرب، فهل تعرفوننا بشخصكم؟
اسمي شريف عصمت عبد المجيد، نجل الدكتور عصمت عبد المجيد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمري الآن أربعون عاما، خريج إدارة أعمال من الجامعة الأمريكية.
* ما الهدف الذي كان في ذهنك عندما نشأت داخلك فكرة الهاتف الإسلامي؟
كان هدفي هو أن نقدم الإسلام للناس سهلا ميسرا، ونحاول ما استطعنا أن نمحو الأمية الدينية لدى المسلمين بهذا المشروع.
* متى وكيف بدأت الفكرة؟
بدأت الفكرة منذ 5 سنوات، عندما وجدت الناس تتلهف على الاتصال بالهاتف لسماع آخر نكتة وأحدث أكلة، فقلت في نفسي: ولماذا لا يكون للإسلام وجود على الهاتف، فهناك كثير من المسلمين يتحرجون من الوقوف أمام علماء لجنة الفتوى بالأزهر أو أمام شيوخ دار الإفتاء لعرض أسئلتهم، وخاصة إذا كانت تتعلق بشيء شخصي، أو بمعصية ارتكبوها ويودون التوبة منها، عندها جاءتني فكرة مشروع \"الهاتف الإسلامي\".
* وهل تم عرض الفكرة على الأزهر قبل تنفيذها؟
نعم، أول ما جاءتني الفكرة اتصلت بصديقي وشريكي الشيخ خالد الجندي، وعرضت عليه فكرة المشروع فأعجب بها، فتوجهنا سويا إلى فضيلة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، فعرضنا عليه الفكرة، فأقرها وباركها، ووافق على البدء بتنفيذها فورا. ثم اتجهنا أيضا إلى فضيلة الأستاذ الدكتور عبد المعطي بيومي عميد كلية أصول الدين السابق وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية، فزكى الفكرة ووافق عليها وانضم معنا لفريق العلماء.
* ولكن لماذا إذن اعترض عليها في البداية فضيلة الدكتور نصر فريد واصل، حين كان مفتيا للجمهورية وقتها؟
للأسف، فإن الدكتور واصل أخذ الموضوع بعشوائية ولم يتروَّ ولم يسمع منا، واكتفى بما سمعه من بعض الناس، وهو ليس صحيحا، وأطلق رأيه معتقدا أنها خدمة لتفصيل وتوصيل الفتاوى الجاهزة حسب الطلب، وهذا غير صحيح، فالعالم في مشروعنا لا يقابل السائل أو المستفتي، بل يتم تسجيل سؤاله، وبعدها بساعات يصله الرد.
* علمنا أن اعتراض المفتي وقتها كان يقوم على أمرين: أولهما خوفه من أنها ستحول الفتوى إلى \"بيزنس\" وتجارة، وثانيهما لأنها ستشكل هيئة موازية لدار الإفتاء.
أولا: هي ليست \"بيزنس\" لأن قيمة المكالمة هي مقابل استعمال التكنولوجيا ووقت العلماء الذين يتولون الرد على الأسئلة (من الجدير بالذكر أن سعر المكالمة يتراوح بين 2، 5 3 جنيهات مصرية، بما يعادل نصف دولار أمريكي).
ثانيا: هي ليست بديلا لدار الإفتاء ولا للجنة الفتوى، بل إنها طريقة عصرية للرد على أسئلة الناس الذين لا يجدون وقتا للذهاب للمؤسسات الدينية الرسمية، أو أولئك الذين يمنعهم الحرج من الذهاب لدار الإفتاء والمثول أمام أحد العلماء، وخاصة أن معظم الأسئلة المطروحة شخصية جدا وحرجة للغاية.
* هل يمكن أن تذكر لنا بعضا من هذه الأسئلة التي ترد إليكم؟
معظم الأسئلة تدور حول مشكلات الحياة الزوجية والمشكلات الجنسية، وأمور الطهارة والصلاة. وسأذكر هنا نماذج من هذه الأسئلة المحرجة التي يصعب على أصحابها النطق بها أمام آخرين مهما كانوا، وعلى سبيل المثال:
رجل عمره 55 سنة، أرسل يقول: \"أصلي منذ 32 سنة، ولكنني لا أحفظ التشهد، وأتحرج من أن أقول ذلك أو أن أطلب من أحد أن يعلمني التشهد، أرجوكم كرروها عليَّ مرات ومرات حتى أحفظها\"!.
بنت عمرها 18 سنة، تقول في رسالتها: \"تعرفت على شاب منذ أن كان عمري 13 سنة، ونشأت بيننا علاقة عاطفية، تطورت إلى علاقة جنسية، وظل يعاشرني معاشرة الأزواج لمدة طويلة حتى حملت منه، وخوفا من العار أجريت عملية إجهاض. والسؤال: ماذا أفعل الآن، وقد تقدم لي شاب محترم وابن ناس يطلبني للزواج، هل أحكي له عن هذا الماضي المخيف، أم أخفي أمري، وأبدأ معه حياة جديدة، وخاصة أنني تبت إلى الله توبة صادقة؟ \"!.
* وكيف تطور المشروع خلال هذه السنوات؟
في البداية اقتصر المشروع على قيام الشيخ خالد الجندي وعدد من العلماء بالرد على أسئلة المتصلين، ثم فكرنا في تطوير المشروع، فسجلنا للشيخ خالد الجندي مجموعة من \"الكبسولات الإسلامية\" السريعة والمركزة، كل كبسولة تستغرق من(46) دقائق، تتناول شرحا مركزا جدا، وإجابات مختصرة لعدد من الأسئلة والمفاهيم والمصطلحات الشرعية، مثل: لماذا أنا مسلم؟ ولماذا ترتدي المسلمة الحجاب؟ وكيف أتوضأ؟ وكيف أتوب؟.
وفي مرحلة تالية بدأنا نتخصص، فمثلا في شهر رمضان نركز المحاضرات على فضائل الشهر والحكمة من الصوم، ومعنى الصيام، ومتى فُرِض، وشروط الصوم المقبول، وفي شهر ربيع الأول نركز المحاضرات على مولد النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته ومعجزاته وأخلاقه، وفي شهرَي ذي القعدة وذي الحجة نركز على فريضة الحج وهكذا.
ثم طورنا المشروع أكثر وأكثر، فسجلنا للشيخ خالد الجندي \"الفقه الميسر باللهجة العامية\"، وتعاقدنا مع العالم المصري الدكتور زغلول النجار لتسجيل عدد من الكبسولات المركزة حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، في حدود 36 كبسولة، تتراوح مدة الكبسولة الواحدة من 35 دقائق، ثم اتفقنا مع كبار أساتذة التفسير بجامعة الأزهر على تسجيل تفسير القرآن الكريم بطريقة مركزة ومختصرة، فأدخلنا 6236 ملفا صوتيا مقسما على 114 سورة، بصوت كبار أساتذة التفسير بالأزهر، أمثال أ. د عبد الحي الفرماوي، ود. عبد البديع أبو هاشم.
* نريد منكم أن تلخصوا لنا مشروع الهاتف الإسلامي في أرقام؟
خلال السنوات الخمس التي مضت من عمر المشروع، قمنا بالرد على أكثر من 750 ألف سؤال واستفسار واستشارة، بواقع 150 ألف سؤال في السنة، كما أدخلنا الخدمة إلى عدد من الدول، منها فلسطين والأردن وإنجلترا، وجاري إدخالها إلى واشنطن خلال هذه الأيام، وسنواصل المسيرة بعون الله حتى تدخل الخدمة كل بلاد العالم وتقدم بكل اللغات.
* ولكن كيف تعمل الخدمة من خارج مصر، مثلا من فلسطين؟
عندما يتصل مواطن ما من فلسطين أو الأردن بالرقم المحدد للاتصال الخارجي، يستفسر مثلا عن تفسير آية ما من آيات القرآن الكريم، فتقول له الرسالة المسجلة: \"إذا كنت تريد التفسير اضرب الرقم 1\"، فيضرب فتأتيه رسالة تقول له: \"أدخل رقم السورة\"، فيدخله فتقول له الرسالة المسجلة: \"أدخل رقم الآية المراد معرفة تفسيرها\"، فيدخلها فيستمع على الفور إلى تفسير مختصر ومركز وسهل للآية التي حددها.
* ولكن ماذا لو أنه يسأل عن سؤال شخصي لا يتعلق بمواد مسجلة؟
في هذه الحالة يتم تسجيل سؤاله صوتيا، ويعطَى المتصل رقما سريا للسؤال، ثم ينتقل هذا الملف المسجل عليه السؤال صوتيا عبر الإنترنت إلى مركز الخدمة في مصر، فيتلقاه أحد الأساتذة العلماء المتعاقدين معهم، فيسجِّل الرد على السؤال صوتيا، وعندما يتصل السائل تأتيه رسالة تقول له: \"أدخل الرقم السري لسؤالك\"، وبمجرد أن يدخل الرقم السري للسؤال يستمع الجواب الذي سبق أن سجله الشيخ بصوته، وهكذا.
شروط يجب توافرها في المفتين
الشيخ خالد الجندي
وفي اتصال هاتفي مع الشيخ خالد الجندي، سألناه عن فريق العلماء الذي يقوم بالرد على أسئلة واستفسارات الجمهور، فقال الجندي:
\"من البداية اشترطنا أن يقتصر الفريق على كبار علماء الأزهر الشريف من المتخصصين في فروع العلوم الشرعية المختلفة، وقد وضعنا عددا من الشروط التي يجب توافرها في العلماء والمفتين الذين سينضمون لفريق العمل، منها:
1-أن يكون من علماء الأزهر.
2-أن يكون من أهل الاختصاص.
3-أن يكون قادرا على التعامل مع الوسائل العصرية، مثل الإنترنت.
4-أن يكون عالما بالأحكام الشرعية والقضايا والمسائل العصرية.
5-أن يكون مشهودا له بالكفاءة وحسن السيرة وحسن الخلق.
6-الموهبة والاقتدار، والقدرة على عرض الإجابة المركزة والمختصرة غير المملة أو المخلة على الأسئلة\".
مشيرا إلى أنه قد تمت ترجمة الأسئلة والمحاضرات إلى 11 لغة بينها الإنجليزية والفرنسية والروسية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
امر هام يخص العالم الاسلامي
-د. اشرف عبد الرحمن علي
12:39:59 2019-10-29