بسم الله الرحمن الرحيم
التجميع .. والتركيز:
إننا نعرف جميعاً أهمية الوسطية في منهج المؤسسة الدعوية خاصة الآن، لما نراه من تيارات كثيرة سواء كانت إسلامية أو غير ذلك، تسيء فهم الإسلام، وعملية التجميع ممر لابد أن تسير عليه أي جماعة دعوية تريد الإصلاح في المجتمع الذي تعيش فيه، أما التركيز فهو نفق تمر فيه الجماعة الدعوية لكي تخرج المجموعة المنتقاة التي تصبر على المحن وتجتاز الفتن، وتكون الفئة المرشحة لقيادة السفينة الدعوية في الجيل اللاحق، والتوسط بين المصطلحين السابقين \"تجميع، تركيز\" مطلوب، أن نمسك بالعصا من الوسط فلا إفراط ولا تفريط، فتكون لجان الاستقبال لدى المؤسسة أبوابها مفتوحة للناس يتعلمون دينهم وسنة رسولهم - عليه الصلاة والسلام - والسلوكيات الحسنة وكل ما ينفعهم، فمن الناس من يستمع إليهم ويتأثر وينفذ، ومنهم من يتأثر ولا ينفذ، ومنهم من لا يتأثر ولا ينفذ. فإن الطائفة الأخيرة فاتها كل الخير.
وبعد فترة من الزمن نجد أن هؤلاء الذين دخلوا جميعهم من مرحلة التجميع لا يستمرون في حضورهم ولا يحرصون على ارتقاء مستوياتهم وبعد مدة نجد التصفية أو مرحلة الانتقاء الذي يقي المصارع، وهذه مرحلة حساسة ومهمة، لأن المؤسسة سوف تأخذ الصفوة، أما الفئة الثانية الذين تأثروا ولكن لم يستمروا فقد تستفيد منهم المؤسسة الدعوية في المستقبل، فربما يعطون صورة حسنة عن هذه الجماعة لأقاربهم أو كسب أصوات في انتخابات ما أو يقفون في صف المؤسسة لأي محنة أو أزمة تمر بالجماعة الدعوية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد