الإسلام واللغة الإنجليزية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يطيب لي في هذا المقال أن اكتب عن اللغات الأجنبية و أهميتها في حياتنا و كأصحاب دين عالمي وأخص بالذكر اللغة الإنجليزية التي صارت لغة عالمية وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، هذه اللغة التي هي ثمرة من ثمار الاستعمار الإنجليزي وخاصة في عالمنا الإسلامي الكبير.

إنه ليحز في النفس عندما نلاحظ أن لغتنا العربية التي هي لغة القرآن (الإسلام) أصبحت محصورة في نطاق ضيق ومقيد لدرجة أن بعض أبناء امتنا لا يجيدونها قراءةَََ وكتابةََ ومحادثة و الأسوأ من ذلك يستصغرون من شأنها ومكانتها العالية بينما لغة الإنجليز تزداد توسعا وانتشارا وزادت رغبة الناس في مختلف بلدان العالم في تعلمها وبلهفة شديدة، وبالنسبة لانتشارها فالأسباب معروفة ومن الأسباب الرئيسية الإعلام بمختلف أشكاله وأساليبه. لذلك أنصح نفسي و إخواني المسلمين في كل مكان بأن لا نغضب ونتحسر على هذا الانحطاط وأن نستغل هذه اللغة فيما ينفع الإسلام والمسلمين وإني أحث على تعلمها وإتقانها وذلك لسببين:

أولهما: أن نأمن شر أهلها ومن يتحدث بها كما قال حبيبنا المصطفى - صلى الله عليه و سلم –.

والثاني: هو وسيلة لشرح رسالة الإسلام بإطار شرعي وأقصد بالإطار الشرعي الدعوة والجهاد لأن الجهاد هو حامي مسيرة الدعوة، وهما صنوان لا يفترقان.

ولكن هناك شرط ضروري وخط أحمر يجب أن لا نتجاوزه وهو أن نتعلم لغة الإنجليز على قدر المستطاع أي من غير المنطقي أن نتقن لغة العجم (الإنجليز) ولا نتقن لغتنا الأم لغة لا اله إلا الله محمد رسول الله وإني لاحظت العديد من إخواننا من يجيدون اللغة الإنجليزية قراءة وكتابة ومحادثة أكثر بكثير من إجادتهم للغة العربية وهذا أعتبره عيب وعار كبير والمقصود هو على الأقل أن تكون اللغتان العربية والإنجليزية في خطين متوازيين وإتقاننا للغة العربية أدق من اللغة الإنجليزية وأفضل، من أجل هذا فإن الوسائل و الأساليب متوفرة وممكنة وعلى سبيل المثال شبكة الإنترنت فإني شاهدت العديد من المواقع الإسلامية ذات واجهة إنجليزية ولغات أخرى كالفرنسية وغيرها وهذا شيء نفتخر به ولله الحمد واني أحرض الشباب على بذل المزيد من الجهد للإكثار من هذه المواقع الإسلامية لغرض توضيح كل ما يتعلق بالإسلام بدون استثناء لأن غير المسلمين في الغرب وأمريكا يريدون ولو فكرة مبسطة عن الإسلام ونبينا محمد - صلى الله عليه و سلم - وخاصة بعد أحداث سبتمبر العظيمة المباركة.

روى لي من أثق فيه أن المواقع الإسلامية الإنجليزية الواجهة واللغة كان عدد متصفحيها قبل الأحداث قرابة مائتين ألف في السنة وبعد الأحداث خمسون ألف متصفح في اليوم فالبون شاسع وإني أعتبرها بشرى للإسلام والمسلمين،أما بالنسبة للمجاهدين مهما كان نوع جهادهم فيجب أن يهتموا باللغة كوسيلة لدفع الظلم ونصرة الإسلام والمسلمين.

وأكرر نصيحتي أن لا نهدر طاقاتنا في الغضب والتحسر على لغتناº لأن لغتنا العربية باقية وإن انحسرت في أطر معينة وآتية مهما كانت الأحوال وإننا نأمل بانبعاثها وتجددها، لما لا فإن لغة أهل الجنة هي اللغة العربية الفصحى كما نعلم من السنة النبوية الشريفة وعلينا أن نتعامل مع الواقع بأسلوب عقلاني وشرعي مستعينين بالله ومتوكلين عليه لتحقيق غاياتنا وأهدافنا المنشودة ومنها رفع راية الإسلام خفاقة عالية مستنصرين بالله الواحد القهار فمهما طال الزمن أو قصر فالنصر آت لا محالة، اللهم وفق كل من أراد بأمة الإسلام خيرا ومن أراد بها شرا فسلطه عليه..

 

 آمين يا رب العالمين.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply