بسم الله الرحمن الرحيم
إن الذي يرغب أن يكون مؤثرا محبوبا عند الله - تعالى - وعند الناس يجب أن يكون زاهدا مستغنيا عما في أيديهم، طالبا ما عند الله - تعالى - ، هذا نهج الأنبياء ? قل ما سألتكم عليه من أجر فهو لكم ? قل ما أسألكم عليه من أجر ? إنها البداية العفاف والكفاف لكي ترتقي نفسك عن حطام الدنيا ومزاحمة أهلها.
قال - صلى الله عليه وسلم -: \" ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس \".
وقال الشافعي:
وإن تسأل عن الدنيا فإني طعمتها *** وسيق إلينا عذبها وعذابها
فما هي إلا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها صرت سلما لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها
يروى أن عصفورا كان يحط على جدار لبيت فكان له محبة في نفوس أهل البيت، ثم جاوره عصفور آخر فرماه أهل الدار بالحجارة، فشكى ذلك للعصفور الأول فأجابه: لما تركت حَبَهم قد حزت كل حُبِهِم.
لذا فالحب هو أكسير القلوب وهو أمر ضروري للداعية حتى يحقق ما يريد وطريق الحب هو الزهد عما في أيدي الناس بل بذل ما في يديك لهم.
إن الناس حينما يرون تكالب الدعاة على المال وإعراضهم عن الدين، سينفرون منهم، بل لا يبقى فرق بينك وبينهم إلا في المظهر.
ولقد مدح الخليفة المنصور عمرو بن عبيد لزهده واستغنائه عن الخلفاء فقال فيه:
كلكم يمشي رويدا
كلكم يطلب صيدا
غير عمرو بن عبيد
وقد وعظ أحد العلماء الرشيد فأمر الرشيد له بأعطية فقال: لا تفعل يا أمير المؤمنين فإنه - سبحانه - لا يعطيك وينساني، وهذا أنذا قد عشت لم تجر علي رزقا، فكبر في عين الرشيد.
إن كرامة من يدعو إلى الله من كرامة الدعوة، ولذا فإن الزهد عما في أيدي الناس والنصح لله - تعالى - والإستعلاء على الدنيا وطلب ما عند الله هو الوسيلة لنيل ما عنده - سبحانه وتعالى - ولنيل محبته ومحبة الناس.
قال الحسن: ما زال الناس يستمعون وينصتون إليك ما لم تطمع في أموالهم فإن طمعت في أموالهم انصرفوا عنك، إنها بداية العمل لوجه الله - تعالى - لتنال ثواب الدنيا وعطاء الآخرة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد