بسم الله الرحمن الرحيم
في فترات التدهور والانحطاط تبدو في بعض الشعوب قزامة غريبة وضآلة وتخاذل وانهزامية.. فيعلو الزبد وينتشر البغاث الصغير ريشه ويزهو.. ويمضي في غيه سادراً يحتمي بمظلة مثقوبة ألوانها مستمدة من محبرة العدو ويعتقد بجهالة أنها الحماية لهº لأن في عينيه قذى وفي فؤاده حلكة بعد أن ران على قلبه ما يجعله في هذا السقوط..
هؤلاء الرويبضة ينتشرون في بعض القنوات الفضائية نساء ورجالاً وتمتلئ الصحف بمقالاتهم التي تحارب الدين عقيدة وشريعة وتستهزئ بالأحاديث الشريفة بل وتمنح أقلامهم الحق في استحداث تشريعات جديدة لتحسين صورة العالم الإسلامي أمام الغرب!!
وهم يرفضون أي فتوى شرعية من العلماء المتخصصين ويمنحون في المقابل أنفسهم هذا الحق بدعوى أن الدين ليس حكراً على العلماء..!! ولهذا نجدهم يصدرون فتاوى جديدة في الحجاب والاختلاط أو في مناسك الحج كما حدث مؤخراً من بعض هؤلاء!!
ونجدهم يرددون في عبارات مشوهة ما يردده الغرب من أن الدين علاقة بين الفرد وربه وليس له أن يتدخل في الحياة المدنية.
ينسون أن تاريخ فصل الدين عن الدولة هناك ليس نموذجاً يحتذى به في عالمنا الإسلامي.. فالإسلام عقيدة لا يمكن أن تتحقق بذاتها في الواقع الاجتماعي والسياسي ما لم تتمثل في نظام اجتماعي معين وتتحول إلى تشريعات وقوانين تسير مجريات الحياة للفرد وللجماعة في العلاقة بين الخالق والمخلوق أولاً، ثم بين المخلوق ودوائر الآخرين حوله حاكماً كان أو محكوماً.. فقيراً أو غنياً..
إن الإسلام الحقيقي الذي لم نتمثله جميعاً بما يليق به حكاماً أو محكومين.. هو العقيدة المتمثلة في السلوك وفي العبادات والمعاملات.. في السر والعلن.. في ظلمة الليل ووضح النهار.
هو الحياة التي تتحقق فيها (عدالة السماء) وليس (ظلم الحاكم) أو (تسلط العدو)..
لقد ابتعدنا عن ديننا وجزأنا تطبيقه.. ولهذا تسلط علينا الأنذال وحاربوا عقيدتنا تحت مظلة محاربة الإرهاب.. واستسلم بعضنا، ورضي بعضنا هذا الهوان الذي بدأ يحيط بجغرافيتنا الإسلامية.
بل وأسهم البغاث من بعضنا في تحقيق مزيد من استباحة العدو الصهيوني واليمين الأمريكي للدماء المسلمة في فلسطين وأفغانستان والعراق.
وبقدر ما يتضمن المشهد المعاصر من عوامل ذل وهوان إلاّ أن رحمة الله تأبى إلا أن تحقق إلماعات مضيئة في ظلمة هذا الوضع تحملها البشائر برفض الهيمنة والاحتلال من العدو في مختلف مظاهره..
وما ينشر في الصحف من أخبار المقاومة لهذا المحتل تثلج الصدر ويكفينا نحن النساء المسلمات فخراً ما جاء في وصية الشهيدة إن شاء الله (ريم الرياشي) لنساء وأطفال الأمة الإسلامية.. وهي النموذج المشرف لدفاع المسلم عن عقيدته وشرفه وأرضه..
وصية ريم الرياشي أحق بها أن تكتب بماء الذهب وتعلق في كل منزل فهي البرهان على أن النساء المسلمات لسن في حاجة إلى (تحسين صورتهن) أمام العالم الغربي كما تردد وسائل الإعلام الغربي والعربية التابعة!!
ريم الرياشي التي تقول في جزء من وصيتها:\"إخوتي الأحبة نساء وأطفال الأمة العربية السليبة.. أتوجه إليكم دون الرجالº لأنني لم أعد أرى رجالاً من أمتنا سوى بقايا منهم في فلسطين والعراق.. فأنتم الأمل الباقي لهذه الأمة بعد أن خلت من الرجال وأنتم المسؤولون عن قيادة هذه الأمة إلى النصر وإلى العزة وإلى الكرامة بعد أن أوصلها أشباه الرجال إلى هذا الذل والعار الذي يجللها من مشرقها إلى مغربها.. أنتم الذين ستحملون راية الأمة وترفعونها خفاقة بين رايات الأمم التي تعيش فوق كوكبنا هذا بعد أن نكس راياتها أشباه الرجال..
من أرحامكن يا نساء الأمة سيخرج الأطفال الذين سيعيدون مجد هذه الأمة يكتبونه بدمائهم وأشلائهم، من أطفال هذه الأمة سيخرج من تربى على رمي الحجارة ومواجهة الدبابات بصدره العاري ليخلص هذه الأمة من المخذولين والمنافقين والمرائين والمعوقين. وأخيراً ليخلصها من اليهود المغتصبين... أما أشباه الرجال فأوصيهم بالتخلي عن الكلام الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع وأن يعتزلوا منابرهم التي يقفون عليها فهم ليسو أهلاً لها، وأوصيهن بإلحاق نون النسوة بصفاتهن وأسمائهن وتاء التأنيث بأفعالهن، فهن أحق بها وأهلها...\".
.. بقية وصية (ريم الرياشي) لا يسعها المقال ولكن هي صفعة في وجوه جميع المخذولين والعملاء.. فليرحم الله ريم الرياشي.. ونعتذر لها فأشباه الرجال مشغولون بمتابعة قناة (سوا) وقناة (ستار أكاديمي) والبقية منهم مشغولون بقراءة أخبار مشاريع الإعمار في العراق المحتل!! أو استذكار آخر ما يصلهم من تعليمات ليمارسوا الحرب على الدين وعلى الفضيلة وعلى الشرف.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد