بسم الله الرحمن الرحيم
لا.. ليس هو نوع من الغش مباح!
لكنه من أقبح أنواع الغش.... الغش الدعوي!
جاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله:\"من غشنا فليس منّا والمكر والخداع في النار\"
والداعية إلى الله مؤتمن على دعوته، ومؤتمن على من يدعوهم، - والأمانة غير الوصاية!
وبموجب هذه الأمانة فإن الله - جل و تعالى - سائله عن حفظه لهذه الأمانة أو ضياعها، وحين يغش الداعية إلى الله في دعوته فإنه يموت ميتة من مات وهو غاش لرعيته.
قال - صلى الله عليه وسلم -:\"ما من عبد يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة..\"
أهلك في بيتك، الناس من حولك رعية تحتك أنت أيها الداعية....
ترعاهم بالدعوة والتعليم والتبليغ..فهل رعيت هذه الرعية حق الرعاية؟!
في الساحة الدعوية، والناظر فيها بنظر المؤمن المشفق يجد أن في البناء خرقاً لا بد من تداركه قبل أن يسقط البناء
والداعية إلى الله بحاجة أن تكون له وقفات مراجعة يراجع فيها مواقفه وسيره لينظر أين محط قدمه..!
من هنا كانت هذه الأطروحة لتبين وجه خلل في حياة الداعية- حال دعوته - ينبغي عليه أن يسارع بسدّه وإتمام نقصه.
• مظاهر الغش الدعوى:
المظهر الأول: عدم الصدق في تحمل مهمة الدعوة إلى الله، والتخاذل عن واجبات الدعوة المنوطة به.
فهي دعوة بالوراثة لا أكثر ولا أقل..!
يهمها فيها أن يسبق اسمه وسم (الداعية)..!!
من سلبيات هذا المظهر:
- عدم الحماس للمشاريع والبرامج الدعوية المتاحة.
- عدم المساهمة في هذه البرامج.
- إعطاء الدعوة والبرامج الدعوية فضول الأوقات.
المظهر الثاني: عدم وضوح المنهج منذ البداية. (العشوائية والارتجالية)
وأقصد بالمنهج طريقة السير القائمة على الدراسة المتأملة للكتاب والسنة والمعرفة بالسنن الإلهية. والتخطيط الواقعي في تحقيق أهداف الدعوة.
بل أعظم من ذلك: عدم التزام الدعوة المنهجية في ذاته، فلا يسعى إلى تربيتها وتزكيتها والرقي بها في منهجية واقعية تتحقق نتائجها بإيجاد أسبابها ومقدماتها
والسبب في هذا المظهر أحد أمرين: فهي إما لـ:
أ. عدم اقتناعه بالمنهجية.
ب. عدم معرفته بالمنهجية أصلاً.
من سلبيات هذا المظهر:
- التهاون في كثير من المنكرات، نتيجة لعدم وضوح المنهج.
- كثرة خطوط الالتقاء مع الجاهلية المحيطة به.
- كثرة الأتباع وقلة الجنود!
- طول الملازمة، وضعف المخاللة والتأثير في النفوس.
- عدم التقدم والجرأة في طرح القضايا المنهجية الكبرى من مثل (الولاء والبراء، قضايا الإيمان...)
حتى مع من يعتبرهم من خواصّه، فهو إما:
أ. يخشى من أن يتركوه إذا عرفوا حقيقة منهجه.
ب. أو يخاف على نفسه منهم.
- فوضى المفاهيم.
- تذمر الداعية من المدعوين والعكس.
- كثرة الانتقادات.
المظهر الثالث:
الدعوة من أجل الإغراق في المنهجية
فهي منهجية جامدة (الورع اليابس!)
فهو لا يدعو إلا لينتقي،ولا يربي إلا ليصطفي!
على أن الدعوة إلى الله - جل و تعالى - ينبغي أن تكون لإقامة الحجة على الناس وتبليغهم دين الله - جل و تعالى -، والخروج بهم من الظلمات إلى النور.
سؤال للنقاش!!
هل الاصطفاء ضرورة أم حاجة؟!
بمعنى هل من حاجيات الدعوة الاصطفاء، أم أن الاصطفاء يأتي ضرورة بعد قيام البلاغ العام؟!
المظهر الرابع عدم الفهم الجيد للعمل قبل الانطلاق
يقول قائلهم: لا يلزم فهم العمل، بل يُفهم العمل أثناء التنفيذ!
من سلبيات هذا المظهر:
- كثرة الأخطاء والفشل.
- ضياع الوقت.
- ضعف مصداقية المنفذين للعمل.
- إهدار الطاقات.
- تجريئ المدعوين (المتربي) على التعديل أو التغيير أو الرفض.
- خسارة طاقات فذّة لا يناسبها هذا النوع من العمل الفوضوي.
- استحداث الخلافات بين المشرفين نظريا والمنفذين عملياً.
- كثرة الانشقاقات داخل الصف.
* آليات فهم العمل قبل الانطلاق فيه:
1 - التأكد من الحاجة إلى هذا العمل
2 - فهم الواقع الذي يراد العمل معه وفيه، وفهم هذا الواقع يتحدد عن طريق خمسة أسئلة مهمة:
أ . من هو الجمهور الذي ستخاطبه؟ (رجال، نساء، كبار، صغار..)
ب. ما مقدار توفر الإمكانات والوسائل المتاحه التي ستساعدك؟
الوسائل المادية (من مال ومستلزمات العمل..) والوسائل المعنوية (الجاه والمكانة في هذا الواقع..)
جـ. ما هي الأهداف التي ستنطلق منها؟
د. ما هي الغاية التي ستصل إليها؟
هـ. من هم المنفذون الذين سيقومون بتنفيذ هذا العمل،وما نسبة مصداقيتهم وواقعية اختيارهم للتنفيذ؟
3 - السبر العام، وذلك أن لا يُبدأ في العمل حتى تتم معرفة الواقع معرفة تامة، ويمكن أن يستخدم في ذلك طريقة الزيارات والاستبيانات.
4 - الاستشارة.
هذه جملة من مظاهر الغش الدعوى،والتي يراها المتأمل واقعة - وللأسف - في واقعنا اليوم....
وحين يكون الداعية غاش في دعوته فأنى يستجاب له!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد