حكمة الداعية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يجب على الداعية ألا يميز أقاربه وأهله عن بقية أتباعه فهو في موقع القدوة والجميع ينظرون إلى كل تصرف يبدر منه،و الموقف التالي يظهر لنا هذا المبدأ بجلاء:_

 

روى الإمام أحمد في مسنده عن علي - رضي الله عنه - أنه قال لفاطمة - رضي الله عنها - ذات يوم: والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقد جاء الله أباك بسبي فاذهبي فاستخدميه (اطلبي خادماً) فقالت: أنا والله لقد طحنت حتى مجلت يداي. فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما جاء بك وما حاجتك أي بنية؟ قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله فرجعت. فقال علي: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله. فأتياه جميعاً فقال علي: يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري وقالت فاطمة: لقد طحنت حتى مجلت يداي وقد جاءك الله - عز وجل - بسبي وسعة فأخدمنا. فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوي بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم.

 

· ومن حكمة الداعية أن يستعمل التعريض والتلميح لا التصريح لأن التصريح قد يؤدي إلى العناد ويورث الجرأة بالمخالفة أما التلميح فيستميل النفوس الفاضلة للعودة إلى الحق.

 

· ولهذا ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول: ((ما بال أقوام يفعلون كذا ويقولون كذا)).

 

قيل لإبراهيم بن أدهم: الرجل يرى من الرجل الشيء أو يبلغه عنه أيقوله له؟ قال: هذا تبكيت، ولكن يعرض

 

· ومن حكمة الداعية أن ينظر في قدر اقتداء الناس بما يقوله ويدرك مدى الخطر الذي قد يحدق بالأتباع من جراء اتباعهم له في خطأ من الأخطاء فتمر أيام عصيبة على الإمام (أحمد)، ويمتحن فيها أشد امتحان في ثباته على عقيدة أهل السنة والجماعة في عدم القول بخلق القرآن. ودخل عليه المروزي - أحد أصحابه - قائلاً: يا أستاذ قال الله - تعالى -: (ولا تقتلوا أنفسكم). فقال أحمد: يا مروزي اخرج، وانظر أي شيء ترى، قال فخرجت إلى رحبة دار الخليفة فرأيت خلقاً من الناس لا يحصي عددهم إلا الله والصحف والأقلام في أيديهم، فقال المروزي لهم: أي شيء تعملون؟ فقالوا: ننظر ما يقول أحمد نكتبه ثم عاد فأخبر الإمام أحمد فقال أحمد: يا مروزي أضل هؤلاء كلهم؟! أقتل نفسي ولا أضل هؤلاء.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply