أيها العلماء والدعاة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في بلد عربي يعج بالعلماء والدعاة، دعيت إلى إلقاء محاضرة تربوية موجهة للشباب، وإذا بي أفاجأ بعطش الشباب للمعلومة الإسلامية، ولو لم ينه عريف الندوة وقت المحاضرة لامتدت الأسئلة إلى وقت طويل. ومما لفت نظري طرح أحد الشباب سؤالاً لم أكن أتوقع أن يطرح في بلد عربي إسلامي، ناهيك عن أن يكون ذلك البلد متميزاً بكثرة العلماء والدعاة إلى الله. وكان السؤال\"هل يخلد الكفار في النار؟\".

آلمني أن يصدر هذا السؤال الذي يعتبر من بدهيات وأبجديات المعلومة الإسلامية من شاب لأبوين مسلمين، ويعيش بين مسلمين، وبعد أن أجبت بخلود الكفار في النار، في الكتاب والسنة، دون أن أبدي استغرابي من السؤال..انفردت بعريف الندوة، وسألته عن أسباب صدور مثل هذا السؤال من ذلك الشاب، أين العلماء في هذا البلد، وأين دور الدعاة في هذا البلد؟

أجابني: استغرابك في محله. والعلماء الذين تتحدث عنهم، الكثيرون منهم لا يلتقون بمثل هؤلاء الشباب، إما لكثرة ارتباطاتهم وانشغالاتهم، وإما لعدم شعورهم بأهمية مثل هذا الأمر، لذلك فإن هؤلاء الشباب الذين التقيت بهم يعتبرون الالتقاء بعالم أو داعية.. حلماً من الأحلام..

ويكمل محدثي سرد هذه المعاناة: تصور أنني حاولت دعوة أحد العلماء لإلقاء محاضرة على هؤلاء الشباب، وبعد أسابيع وأسابيع، وأنا أتابعه من مكان إلى مكان ومن مسجد إلى مسجد لم أتمكن من مقابلته، حتى أدركته عن طريق معرفة الوقت الذي يخرج فيه إلى سيارته.. وعندما فاتحته بالأمر اعتذر..

فلا تستغرب بعد ذلك أن يسألك مثل هذا الشاب ذلك السؤال.

أيها العلماء.. أيها الدعاة.. الله سيسألكم يوم القيامة عن تجاهل مثل هؤلاء.. فماذا أعددتم من إجابة؟؟

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply