لا يمر شهر في وقتنا الحاضر، إلا ويكتشف المسلمون مقابر جماعية تضم المئات بل الآلاف من بقايا جثث للمسلمين بسبب المذابح التي أقامها لهم الصرب بوحشية لم يعرف لها العالم مثيلا. وهذه القصيدة نظمتها في بدايات المذابح التي أنزلها الصرب بالمسلمين.
جِـئـتُ والـشوقُ سابقٌ لمَسَارِي *** \"لِـسَـرايـيـفُـو\" نُزهَةِ الأنظارِ
لـمَـغـانيها الراقصاتِ من الفِتـ *** ـنَـةِ والـسّـحرِ والنّدى المِعطار
لأعـيـشَ الـربـيعَ يزهُو اختِيالاً *** وشـروقًـا يـفـيـضُ بـالأنوارِ
غـيـرَ أَنِّـي شـهدتُ فيها المنايا *** كـالـحـاتٍ, فـي أَعظُمٍ,..وَدَمارِ
هـا هـي الشمسُ في وِشاح ظَلام *** مِـن دُخـانٍ, مُـعَـربدٍ,..وَغُبَارِ
ويُـريـكَ الـمَـساءُ من شدةِ النَّا *** رِ نـهـارًا.. يـا لهُ من نهارِ !!
بـعـدَ أن عَـاثَـت المجاحِمُ فيها *** وانـفـجـارٌ يـتـلوهُ ألفُ انفجارِ
لـم يَـعُـد غيرُ باطنِ الأرضِ للنَّا *** سِ مَـلاذًا مـن ظَـهـرها الموَّار
فـإذا الـغـائِـرُ العميقُ من الأر *** ضِ جـحـيـمٌ من اللظَى والشَّرار
والـديـارُ الـعَـمَـارُ أين أراها؟ *** هـذه الأرضُ قَـد خَـلَت مِن ديار
فـإذا مـا نَـجَـت مـن النار دارٌ *** لـم تُـشـاهِـد بـالدارِ مِن دَيَّارِ
والـريـاضُ الغناءُ ذابت من النَّار *** رِ وصَـاَرت لَـظَىَّ على الأطيارِ
رُبَّ سـارٍ, بـالـلـيلِ داسَ قُلُوبا *** وعيونا ـ في الأرضِ ذاتَ احوِرار
خفف الوَطءَ ـ يا رعاكَ ـ إلهي ـ *** ذا دمٌ مُـسـلـمٌ كـمـا الأنـهارِ
ورُؤوسٌ مـن الـضـحايا تهاوت *** خَـالَـطـت مُـحرقا من الأشجارِ
ورضـيـع يـمـتص حلمةَ ثديٍ, *** بـيـنـمـا الأم فـحمت من نار
وكـتـاب بـكـف تـلميذةٍ, غنـ *** ـت لـمـسـتـقـبـلٍ, بلا أوزار
أخـرسـتـهـا ومـزقته الشظايا *** فـانـمـحـى الحبر بالدم المدرارِ
وحـمـى الـدين قد غدا مستباحًا *** و\"سـرايـيـفـو\" مـالها من ذمار
والـمـحـاريـبُ قد علاها ظلامٌ *** بــعـدمـا أهـدروا دم الأنـوار
والـصـلـيبُ اللعينُ في كل درب *** حـولـه هـالـة مـن الأزهـار
وعـذارى لـعـرضـهـن نشيج *** يُـشـهِـد الفجرَ بالصراخ الجِهار
اسـتـبـاحـت عـفـافـه ودماه *** عـصـبـة الـكفر والهوى الغدارِ
وصـحـا الفجر راثيا طهر عرض *** دامــع نـازفٍ, مـن الأظـفـارِ
ونـيوب الكلاب في الجسد الغض *** ضِ تـمـادت كـمـدية الجزار..
وكـئـوس مـن الـدما مترعات *** بـأكـف مـنـهـومـة من سعارِ
لـمـلـمـي يا ابنتي نزيف جراح *** وبـقـايـا مـن دمـعـك المنهارِ
وهـشيما ـ بالأمس كان زهورًا ـ *** وبـقـايـا مـهـتـوكةً من إزارِ
وحـذاءً مـن إرث طـفـل شهيد *** لـم يـمـكـنـه رعـبه من فرار
واقـذفـيها ـ بكل ما فيك من كر *** ب وآلام ـ فـي وجـوه الـكبار
فـهـمـو سـادة الخديعة والأمـ *** ـر إلـيـهـم في \"مجلس التجار\"
حـيـث حـق الـمظلوم فيه هباء *** والـقـرارُ الأخـيـرُ لـلـشطارِ
فـإذا قـالـوا غـيـر ذلك قومي *** مـن جـراح شـدتك في إصرار
واسـألـيهم ـ والحق يملأ برديـ *** يـك شـعارًا ـ أنعم به من شعار:
ألأنــي رضـيـت بالله ربـا .. *** ورضـيـت الإسلام ديني وداري
ولأنـي اتـبـعـت خـيـر نبي *** وتـلـوت الـقـرآنَ في الأسحار
واتـخـذت الـعفاف درعًا طهورًا *** وتـحـشـمـت بـالتقى والوقارِ
ورفـضت الحرام في الحانة السكـ *** ـرى أبـيـع الـمـتـاعَ للسمارِ
ألـهـذا يـباح عرضي.. وداري *** وبـلادي بـشـرعـة الـفـجار؟
أيـن مـنا \"محمد الفاتح\"( *** ) المغـ *** ـوارُ يـمـضـي بـالفيلق الهدار
حـين ـ يومًا ـ يقود أسطوله الفذ *** ذَ، ويـومًـا بـجـيـشه الجرار
يـرعب البغي حين يمضي فتهوي *** شـامـخـات الـقـلاع والأسوار
رافـعًـا رايـة تـسامت وعزت *** إنـهـا رايـة الـعـلا.. والفخار
صـوته الحق، والسيوفُ المواضِي *** فـي نـحـور الـبلقان.. والبلغار
أيـنـمـا سـار هـادنـته الليالي *** وانـتـصـار أتـاهُ تلو انتصارِ؟
وهـوت قـسطنطينة الكفر حسرى *** بـيـد الـفـاتِـح الـعظيم النِّجَارِ
وتـسـامـت مـآذن الحق فيها .. *** وتـعـالـى الأذانُ فـي الأسحارِ
*** *** ***
هـل تـهب الغداة يا \"فاتح\" الأمـ *** ـس لـقـوم كـانـوا من الفرار
ثـم صـاروا في غيبة الاسد أسدًا *** فـهـمـو الـيـومَ سادةُ الكرَّار؟
وإذا مـا خـلا الـعـرينُ من الآ *** سـادِ أضـحى العرينُ سُكنَى الفار
وإذا غـابـت الـنـسـور تعالى *** فـي حـمـى الـنسر تافه الأطيار
*** *** ***
هـل سـمعت الغداة يا \"فاتح للصر *** ب ومـا جـمـعوا من الأنصار؟
أقـسموا لن يكون في \"البسن والهر *** سـك\" إسـلام بـل صـليب العار
ورمـونـا بـعـارهـم ثم راحوا *** يـزدهـي عـارهـم بوهم ضار
ونـسـوا أن شـرهم إن يحز في *** يـومـهـم هـذا جولة في المسار
فـسـيـهـوي غـدا زهوقا لعينا *** فـي هـوانٍ, وذلـة وانـكـسـار
فـالـبـقـاء الأصـيل للحق مهما *** طـال بـغـي الـدعيِّ.. والجبار
والـظـلام الـخسيس مهما تمادى *** سـوف تـطوِي مداه شمسُ النهار
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد