الحقٌّ مِنكَ ومِن جيوشِكَ أكبرُ *** فاخسأ وعُد بالخِزيِ يا مُتكبَّرُ
أتظنٌّ نفسَك في الوجودِ مُحَكَّمٌ *** ولأنتَ من جُعلٍ, أذلٌّ وأَحقرُ
إن كنتَ مخدوعًا بحُلمٍ, ساهمٍ, *** فاسأل عن الأحلامِ كيفَ تُعبَّرُ
أو كنتَ مغرورًا بوَهمٍ, كاذِبٍ, *** فاعلم بأنّكَ جاهلٌ مُتهوَّرُ
ما أنتَ؟ أنتَ أخسٌّ مَن عرفَ الوَرَى *** وأقلٌّ مِن أن تستبدَّ وأصغرُ
أَبشِر بخزيٍ, يا دَعِيٌّ فإنّه *** مَن عاثَ في الأرضِ الفسادَ مُدَّمرُ
كم من دَعِيٍ, ظالمٍ, متجبَّرٍ, *** قد كانَ قبلَكَ يستبدٌّ ويفجُرُ
أغراهُ مِن غَرَضِ الحياةِ لُعاعَةٌ *** فطغى وظنَّ بأنّه لا يُقهرُ
فرعونُ أم هامانُ أنت أم الذي *** قد قالَ أُحيي مَن أشاءُ وأغبُرُ
أََرَأيتَ هولاكو؟ وأنتَ رَبِيُبهُ *** ماذا يقولُ الدَّهرُ عنه ويذكُرُ؟
ستُعيدُ سيرةَ هِتلَرٍ, في قومِهِ *** جَلَبَ الدَّمارَ لهم وقالَ: أُعمَّرُ
أين الطغاةُ الحاكمونَ؟! وأينَ مَن *** بالأمسِ قد ساسُوا الأمورَ ودَبّرُوا
قد جرَّ فوقَهُمُ الرَّدى أذيالَه *** وعتى بما هُمَّ شيَّدوهُ وعَمَّروا
فانظر: فأينَ هُمُ؟ وفي آثارِهم *** ما يردَعُ الرَّجُلَ الحكيمَ ويزجُرُ
ستظلٌّ تلعنُهُم وتحقِرُ فِعلَهُم *** مُهَجٌ وأفئدةٌ إلى أن يُحشَرُوا
بالأمس قبلَكَ جاءَ بطرسُ يدّعي *** في أنهُ يُرضِي اليسوعَ وينصُرُ
خدعَ النصارى أنّهُ سيقودُهم *** لنعيمِ عيشٍ, ليسَ فيهِ مُكدَّرُ
وأتى بعَشراتِ الألوفِ يجرٌّها *** لمغانمٍ, ليست تُعَدٌّ وتُحصَرُ
رفعَ الصّليبَ مُراوِغاً ومُضلّلاً *** كُلَّ الوَرَى ليُطاعَ فيما يَأمُرُ
وقد ادَّعى أنّ المسيحَ مبارِكٌ *** راياتِهِ وبأنّهُ لا يُدحَرُ
خَدَعَتهُ أحلامٌ بها أوحى لهُ *** إبليسُ في رُؤيا فقامَ يُجَمهِرُ
جمعَ الحشودَ ليُنقِذَ المهدَ الذي *** فيهِ المسيحُ كما ادَّعى- مُتَضرِّرُ
وإذا بهِ نحوَ الفناءِ يقودُهم *** وإذا بجيشِ الغادِرينَ يُقَهقَرُ
أَلفى أسودَ شرًى وفي راياتهم *** ريحُ المنونِ على الجماجمِ تصفِرُ
طافت على تلكَ الجموعِ وقد غَدَت *** تذرو على الجِيَفِ الترابَ وتنشُرُ
ومضى جَريحًا هاربًا وجُنُودُهُ *** نَهبَ السَّباعِ مُجَندَلٌ ومُعَفَّرُ
ما زالَ يلعنُهُ الزّمانُ مُردّدًا *** ولهُ بكلِّ قَبيحِ فعلٍ, يَذكرُ
هذا مصيُركَ يا غبيٌّ فلن ترى *** إلا الذي يُخزِيكَ فيما تَنظُرُ
أَتـُبِيدُ شعبًا؟ فاصطبر لِبَلائِهِ *** إن أنتَ حقًّا- قائدٌ ومُظَفّرُ
وانزِل إلى الساحات ساحاتِ الوَغى *** إن أنتَ فيما تدَّعيهِ غَضنفَرُ
الـلّـهُ فوقَكَ، والعِراقُ جنودُهُ *** ماذا ترى يا وَغدُ ثَمَّ وتنظُرُ؟
أبشِر يخِزيِكَ والصَّغارِ فإنـّهُ *** سَيِذلٌّ من حملَ الضّلالَ ويُدحَرُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد