بسم الله الرحمن الرحيم
أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه أن هناك أناساً يأتون في آخر الزمان يعملون بسنته ويلتزمون بنهجه ويتمسكون بالدين في مواجهة الفتنة.
وكان فيما أخبرهم به - صلى الله عليه وسلم - أن قال: أن للعامل من هؤلاء بالدين أجر سبعين صحابياً!! واندهش الصحابة لهذا الفارق الذي يجعل من أولئك الناس أفضل منهم فأخبرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن السبب هو أنهم لا يجدون على الخير أعواناً، بل يجدون المنع والفتنة والاضطهاد، بينما يجد الصحابة في عصر النبوة على إيمانهم و دينهم أعواناً كثرا، وحسبهم أن فيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -...
والملاحظ يا أخي.. أن الإسلام عاد غريبا ًكما بدأ!! ولكن غربته الثانية أشدّ وأعتى وأكثر قسوة وإيذاءً من غربته الأولى!!!
والناظر لأحوال المسلمين والمسلمات يرى كم من الأذى والفتنة والاضطهاد يتحمل المسلمون من أجل دينهم في مواجهة جاهلية لا ترحمهم ولا تسمح لهم بالتقاط أنفاسهم وعبادة ربهم..
ألا يستحق هؤلاء من الأجر عند الله بمقدار ما تحملوا؟!!
فيا عبد الله... حينما تحتدم الفتن، وتشتد الأحداث، ويبارز عصاةُ البشر ربَّهم - سبحانه وتعالى - بالمعاصي والآثام، ويصبح المنطق البشري مقلوباً حتى تسمى الخيانة أمانة، والاعتداء بطولةً، والرذيلة فضيلة، وحينما تهون دماء البشر على بعضهم هواناً يجعل قتل الآلاف منهم في يومٍ, واحدٍ, أمراً معتاداً تراه العين فيما ترى من المشاهد اليومية الدامية! وحينما تضيع قيمة العرض، وتتلاشى مكانة العفَّة، وتصبح النِّساء سلعةً لعرض الشهوات في كثير من القنوات، والصحف والمجلات، حينما يحدث ذلك الفصام النكد بين الإنسان وتعاليم الدين، فما عليك - أيها الإنسان المسلم - إلا أن تكون \" مع الله \" كما يجب، لأنك ستكون مع الحق، ومن كان مع الحق ربح وارتقى بنفسه، وحصَّن عقله وقلبه، وأقام سياجاً من الإيمان والتقوى يحميه من الزَّيغ والهلاك...
كن \" مع الله \" وأبشر بالنجاة، لأنك ستعتمد على ركن مكين، وسترى المظاهر الزائفة على حقيقتها فما تصيبك مظاهر القوى البشرية باليأس ولا تقتل همَّتك بالانهزام، وكيف ينهزم من يكون مع الله...
وما دمت تناجي ربك بقولك: ((اللهم أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه))
فلن يخذلك من تناجيه، ولن يُسلمك إلى أعدائك من تستنصر به...
في عصرك - أيها الحبيب - ظلام كثيف، وسراديب مظلمة، لن ينجيك منها إلا أن تكون \" مع الله \" بصدقٍ, وإخلاص...
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد