بسم الله الرحمن الرحيم
مع ضعف الإيمان وكثرة الجهل وتغييب العلماء وقتل بعضهم نبت نابتة المصنفين الذين لا يهدأ لهم بال ولا يقر لهم قرار حتى يلوكوا أعراض ولحوم الدعاة والمخلصين والمجاهدين ممن نشر الله بهم السنة وأحيا بهم الأمة وظهر بهم العلم والجهاد فزاد ذلك من حمق وحقد الجاهلين غير أنهم أقزام لا يرضوا لأنفسهم المواجهة ولا المناظرة وإنما سعوا واشين ومغرضين ومحرضين لكل ذي سلطة حتى إذا ما غيب العلماء والأبطال ومات بعضهم أطلت الرويبضة برأسها وكما قال د. بكر أبو زيد في كتابه تصنيف الناس:
ولهذا كله صار من الواجب على إخوانهم أي إخوان العلماء الذب عن حرماتهم وأعراضهم بكلمات تجلوا صدأ ما ألصقه المنشقون بهم من الثرثرة وتكتم صدى صياحهم في وجه الحق وإيضاح السبيل الأمن الرشد العدل الوسط.
ولعل الذي ذبح الخصوم غيظا على الأبطال الذين ضحوا وقدموا هو حب الناس للأبطال العظماء الذين نزلوا الميدان و كافحوا وصارعوا الباطل وناظروا أهله، إنها العصامية التاريخية لا العصامية الوهيمة كما هي في دم الجواسيس وأصحاب الرتب والشارات.
إن تضحيات الإمام حسن البنا وسيد قطب ومن نشط في مدرستهم لهي علامات نيرة في طريق الخالدين في ذاكرة التاريخ والكمال لله وحده فلهم وعليهم والعصمة لمن عصم الله ولكن الجناية في جنب العلماء عظيمة فمن يذكرهم بسوء فهو على غير السبيل، خاصة من عرف منهم بسلامة العقيدة وصدق العمل وصحة المنهج غير أن أهل الأهواء معقود رضاهم برضى أسيادهم لأنهم في زبالة الحاكم مغمورين وعند عتبات أبوابهم متسكعين كما قال شوقي:
وقد يموت كثير لا تحسهم *** كأنهم من هوان الخطب ما وجدوا
ولعل صراحة الدعاة والمخلصين من المغيبين في وجه الأسياد وكشف عوارهم هو الذي دفعهم لمعاداتهم ومن ثم دفع الحاشية للكلام فيهم، فشغلوا بذلك الأغرار وأضلوا ونسجوا خيوط الأوهام وشهروا بالعلماء، وألصقوا التهم وطمسوا المحاسن واشتغلوا بالتشهير في العقائد والسلوك، وتفسير المقاصد كل ذلك باسم النصح للأمة.
فهذا خارجي، وهذا معتزلي، وهذا أشعري، إخواني، سلفي، طرقي، رجعي، أصولي، مداهن، مراء....
حتى قيل: إنك ترى الجراح القصاب كلما مر على ملأ من الدعاة أختار منه ذبيحا فرماه بقذيفة من هذه الألقاب المرة تمرق من فمه مروق السهم من الرمية ثم يرميه في الطريق... وترى دأبه التربض والترصد.. كل هذا للتحريش وإشعال نار الفتن بين الصالحين وغيرهم.
وتراه مهموما بمحاصرة الدعاة وقد جمع من الصفات الذميمة من الغل والبغضاء والحسد والغيبة والنميمة والكذب والبهت والإفك والهمز واللمز، ويا ويلك إن ترحمت على البنا أو على سيد قطب، وانج بنفسك إن سمعت شريطا أو قرأت كتابا لمن يصفوهم بالخصوم.
إنها محاصرة عقلية فكرية أخلاقية يمارس من خلالها هؤلاء المرضى أشنع صور التجسس والملاحقة النفسية فهم سياط الظلمة ويد المجرمين يطاردون الدعاة في جوانبهم وفكرهم وقد صدق من قال: إن المنافقين عبر التاريخ لا يربطهم سوى حربهم على الدعاة والجهاد وتقديس للسلطان ولو كان كافرا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد