بسم الله الرحمن الرحيم
س31: مِن أين يأخذ المسلم عقيدته؟
يأخذها من كتاب الله - عز وجل - وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - الذي لا ينطق عن الهوى (إِن هُوَ إِلاّ وَحيٌ يُوحَى)، وذلك وفق فهم الصحابة والسلف الصالح.
س32: هل أنا مخير أم مسير في أمور الدِّين والدٌّنيا؟
الإنسان في هذه الحياة عنده مشيئة واختيار، ولكنها لا تخرج عن مشيئة الله - عز وجل -، ولقد أعطانا الله العقل والسمع والبصر لنميز بين الصالح والفاسد، فهل هناك عاقل يسرق ثم يقول قد كتب الله عليَّ ذلك؟! ولو قاله لما عذره الناس، وأمور الدين هي كذلك فالعاصي لا يعذر إن اعتذر بالقدر، قال - عز وجل -: (وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً ) وقال - صلى الله عليه وسلم -: (اعمَلُوا فَكُلُّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)متفق عليه.
س33: ما البدعة؟
قال ابن رجب - رحمه الله -: والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل لـه في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان لـه أصل من الشريعة يدل عليه فليس ببدعة شرعاً، وإن كان بدعة لغوية.
س34: هل في الدين بدعة حسنة وبدعة سيئة؟
قد جاءت الآيات والأحاديث في ذم البدع بمفهومها الشرعي، وهي: ما أحدث وليس لـه أصل في الشرع، حيث قال - صلى الله عليه وسلم -: (وَمَن عَمِلَ عَمَلا لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنَا فَهُوَ رَدُّ)متفق عليه، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (فَإِنَّ كُلَّ مُحدَثَةٍ, بِدعَةٌ وَكُلَّ بِدعَةٍ, ضَلالَةٌ)رواه مسلم، وقال الإمام مالك - رحمه الله - في معنى البدعة الشرعي: من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة، لأن الله - عز وجل - يقول: (اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم ).
وقد جاءت أحاديث في مدح البدعة بمفهومها اللغوي: وهي ما جاء الشرع به ولكنه نُسِيَ فحثَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - على تذكير الناس به، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأجرِ مِثلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ لا يَنقُصُ ذَلِكَ مِن أُجُورِهِم شَيئًا) رواه مسلم، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (مَن سَنَّ فِي الإسلامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجرُهَا وَأَجرُ مَن عَمِلَ بِهَا بَعدَهُ مِن غَيرِ أَن يَنقُصَ مِن أُجُورِهِم شَيءٌ) رواه مسلم، وقد جاء على هذا المعنى قول عمر - رضي الله عنه-: (نعمت البدعة هذه) يريد بها صلاة التراويح فإنها كانت مشروعة، وقد حث عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - وصلاها ثلاث ليال ثم تركها خوفاً من أن تفرض، فصلاها عمر - رضي الله عنه-، وجمع الناس عليهاº لأن زمن التشريع قد انتهى، وانقطع الوحي بموته - صلى الله عليه وسلم -.
س35: هل للنفاق أنواع؟
نعم النفاق نوعان: النوع الأول: اعتقادي (الأكبر): وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، وهذا النوع مخرج من الملة، وإذا مات صاحبه وهو مُصِرٌّ عليه مات على الكفر، قال - عز وجل -: (إِنَّ المُنَافِقِينَ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُم نَصِيراً )، ولهم صفات يتصفون بها: فهم يخادعون الله والذين آمنوا، ويسخرون من المؤمنين، وإذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وينصرون الكفار على المسلمين، ويريدون بأعمالهم الصالحة عرضاً من الدنيا. النوع الثاني: نفاق عملي(الأصغر): لا يخرج صاحبه من الإسلام، ولكنه على خطر إن لم يتب أن يوصله إلى النفاق الأول، ولصاحبه صفات منها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، وإذا أؤتمن خان. فهل فيك يا أخي المسلم خصلة من هذه الخصال؟ فحاسب نفسك!.
س36: هل يجب على المسلم أن يخاف من النفاق؟
نعم قد كان الصحابة يخافون من النفاق العملي، قال ابن أبي مُلَيكة: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - كلهم يخاف النفاق على نفسه، وقال إبراهيم التَّيمي: ما عرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مُكَذِّباً، وقال الحسن: ما خافه إلا مؤمن ولا أمنه إلا منافق، وقال عمر - رضي الله عنه- لحذيفة- رضي الله عنه-: (نشدتك بالله هل سماني لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم (أي من المنافقين)؟، قال: لا، ولا أزكي بعدك أحداً).
س37: هل للشرك أنواع؟
نعم لـه نوعان: النوع الأول: شرك أكبر: وهو الذي يخرج من الإسلام ولا يغفر الله لصاحبه، لقولـه - عز وجل -: (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَيَغفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ )، وأقسامه أربعة: شرك الدعاء والمسألة، شرك النية والإرادة والقصد، شرك الطاعة: وهي طاعة المخلوق في معصية الخالق، شرك المحبة: بأن يحب أحداً كحب الله.والنوع الثاني: شرك أصغر: لا يُخرِج صاحبه من الإسلام، كالشرك الخفي وهو اليسير من الرياء.
س38: هل للرياء أقسام؟
نعم أقسامه أربعة:
(1) أن يكون الرياء هو سبب العمل: كحال المنافقين.
(2) أن يكون العمل لله والرياء معاً: وهذا النوع والذي قبله صاحبه مأزور غير مأجور وعمله مردود عليه.
(3) أن يكون العمل لله ثم دخلت عليه نية الرياء: فإن دافع هذا الرياء وأعرض عنه لم يضره، وإن استرسل معه واطمأنت نفسه إليه فإن العبادة تبطل.
(4) أن يكون الرياء بعد العمل: فهذه وساوس لا أثر لها على العمل ولا على العامل.
وهناك أبواب كثيرة للرياء على المسلم أن يتفقدها في نفسه مثل: طلب العلم لمباهاة العلماء أو مماراة السفهاء، ومثل ذم النفس أمام الناس ليقولوا متواضع، وغيرهما فتنبه! س39: هل للكفر أنواع؟ نعم الكفر نوعان:
(1) كفر أكبر: يخرج من الإسلام، وهو على أقسام خمسة: كفر التكذيب، كفر الاستكبار مع التصديق، كفر الشك، كفر الإعراض، كفر النفاق.
(2) كفر أصغر: ويسمى كفر النعمة، وهو كفر لا يخرج صاحبه من الإسلام.
س40: ما حكم دعاء الأموات أو الغائبين؟
سؤال الأموات أو الغائبين فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك لأن هذا الدعاء لا يستحقه إلا الله، لقولـه - صلى الله عليه وسلم -: (مَن مَاتَ وَهوَ يَدعُو مِن دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخَلَ النَّارَ) رواه البخاري، والند هو: الشريك، وقال - عز وجل - في الحديث القدسي: (أَنَا أَغنَى الشٌّرَكَاءِ عَنِ الشِّركِ مَن عَمِلَ عَمَلا أَشرَكَ فِيهِ مَعِي غَيرِي تَرَكتُهُ وَشِركَهُ) رواه مسلم، وكيف يُطلَب من الميت وهو المحتاج لدعاء الحي، فإن الميت قد انقطع عمله بموته إلا ما يصله من الثواب والأجر من الدعاء، بينما الحي ما زال في زمن العمل، فالميت يفرح إذا دُعِيَ لـه، فكيف يكون هو المَدعُو وهو المحتاج؟! وأما الغائب فإنه لا يَسمع من هو بعيد عنه فكيف يجيب؟!.
س41: هل تجوز الاستعانة بالأحياء؟
نعم تجوز فيما يقدرون عليه، والدليل قولـه - عز وجل -: وَتَعَاوَنُوا عَلَى البرِّ وَالتَّقوَى وقولـه - صلى الله عليه وسلم -: (وَاللَّهُ فِي عَونِ العَبدِ مَا كَانَ العَبدُ فِي عَونِ أَخِيهِ) رواه مسلم.
س42: ما حكم النذر؟
نهى - صلى الله عليه وسلم - عن النذر وقال: (إِنَّهُ لا يَأتِي بِخَيرٍ,) رواه مسلم، هذا إذا كان النذر لله، أما إذا كان لغير الله فإنه نذر محرم لا يجوز، ولا يجوز الوفاء به.
س43: ما حكم السحر؟
السحر متحقق وجوده، وتأثيره ثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، وهو حرام، والدليل قوله - صلى الله عليه وسلم -: (اجتَنِبُوا السَّبعَ المُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّركُ بِاللَّهِ، وَالسِّحرُ، وَقَتلُ النَّفسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالحَقِّ وَأَكلُ الرِّبَا.. ) متفق عليه، أما حديث (تعلموا السحر ولا تعملوا به) وأمثاله هي أحاديث مكذوبة لا تصح.
س44: هل يجوز الذهاب إلى العراف أو الكاهن؟
لا يجوز الذهاب إليهم، ومن ذهَبَ إليهم طالباً نفعهم لكنه لم يصدقهم فيما يقولون لم تقبل لـه صلاة أربعين يوماً، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَن شَيءٍ, لَم تُقبَل لَهُ صَلاةٌ أَربَعِينَ لَيلَةً) رواه مسلم، وإن ذهَبَ إليهم وصدقهم بادعائهم علم الغيب فقد كفر بما أُنزِل على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (مَن أَتَى عَرَّافًا أَو كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُول فَقَد كَفَرَ بِمَا أُنزِلَ عَلَى مُحَمَّد) رواه أبو داود.
س45: متى يكون الاستسقاء بالنجوم شركاً أكبر ومتى يكون شركاً أصغر؟
من اعتقد أن للنجم تأثيراً بدون مشيئة الله، فينسب المطر إلى النجم نسبة إيجاد واختراع، فهذا شرك أكبر.
أما من اعتقد أن للنجم تأثيرا بمشيئة الله وأن الله جعل هذا النجم سبباً لنـزول المطر، وأنه - تعالى -أجرى العادة بوجود المطر عند ظهور ذلك النجم، فهذا محرم وشرك أصغر، لأنه جعل ذلك سبباً بدون دليل من الشرع أو الحس والواقع أو العقل الصحيح.
س46: ما أقسام المعاصي؟
المعاصي قسمان: الأول: كبائر، والثاني: صغائر.
س47: هل هناك أسباب تُحَوِّلُ الصغائر إلى كبائر؟
نعم هناك أسباب كثيرة، أهمها: الإصرار على الصغائر، أو احتقارها، أو الافتخار بالظفر بها، أو المجاهرة بفعلها.
س48: بما تندفع السيئات وتُكَفَّر؟
تندفع بأحد الأمور التالية: التوبة الصادقة، الاستغفار، عمل الحسنات، الدعاء له، شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -، الابتلاء بمصائب الدنيا، عذاب القبر، عذاب يوم القيامة وأهواله، رحمة الله - عز وجل -.
س49: هل للمعاصي والذنوب آثار؟
نعم لها آثار كثيرة، فأثرها على القلب: أنها تورث الوحشة والظلمة، والذل، والمرض، وتحجبه عن الله. وأما أثرها على الدين: فإنها تزرع مثلها، وتحرم الطاعة، وتكون سبباً في الحرمان من دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - والملائكة والمؤمنين. وأثرها على الرزق: أنها تحرم الرزق، وتزيل النعمة والبركة منه. وأثرها على الفرد: أنها تمحق بركة ال عمر، وتورث المعيشة الضنك، وتعسير الأمور. وأثرها على الأعمال: أنها تمنع قبولها. وأثرها على المجتمع: أنها تزيل نعمة الإيمان، والمال، والولد، والأمن، والعافية في البدن، وتُورِِِث الأرض للغير، وغلاء الأسعار، وتسلط الحكام والأعداء، ومنع القطر من السماء... وغيرها.
س50: ما حكم التوبة؟ ومتى تقبل؟
التوبة واجبة على الفور، والإنسان غير معصوم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (كُلٌّ ابنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ) رواه الترمذي، وقال - صلى الله عليه وسلم -: (لَو لَم تُذنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُم وَلَجَاءَ بِقَومٍ, يُذنِبُونَ فَيَستَغفِرُونَ اللَّهَ فَيَغفِرُ لَهُم) رواه مسلم، ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة، قال - عز وجل -: ( إِنَّمَا التَّوبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعمَلُونَ السٌّوَءَ بِجَهَالَةٍ, ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ, فَأُولَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيهِم )، ولقبول التوبة شروط ثلاثة:
(1) الندم على الماضي من الذنوب.
(2) العزم على عدم العود لها في المستقبل.
(3) الإقلاع عن الذنب في الوقت الحاضر. وإذا كان الذنب متعلقاً بحقوق الخلق فلا بد من رد المظالم إلى أهلها.
س51: هل التوبة تصح من كل الذنوب؟ ومتى ينتهي وقتها؟ وما أجر التائب؟
نعم التوبة تصح من كل الذنوب، وهي باقية حتى تطلع الشمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سَكَرَاتِ الموت، وجزاء التائب إن صَدَقَ في توبته أن تُبَدَّل سيئاته حسنات وإن كثرت.
س52: كثر الكلام على الفِِرَق في الاعتقاد فَأيُّها أحق بالنجاة والفلاح يوم القيامة؟
قال - صلى الله عليه وسلم -: (وَتَفتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ, وَسَبعِينَ مِلَّةً كُلٌّهُم فِي النَّارِ إِلا مِلَّةً وَاحِدَةً، قَالُوا: وَمَن هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيهِ وَأَصحَابِي) رواه أحمد والترمذي، فالحق ما كان عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فعليك بالاتِّباع، وإياك والابتداع إن كنت تريد النجاة والفلاح وقبول الأعمال عند الله - عز وجل -.
س53: ماذا يريد الشيطان من الإنسان؟
يريد أن يظفر به في عقبة من سبع عقبات، إذا عجز عن واحدة انتقل إلى ما بعدها، والعقبات هي:
(1) عقبة الشرك والكفر،
(2) فإن لم يستطع فبالبدعة في الاعتقاد، وترك الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه في ذلك،
(3) فإن لم يستطع فبالكبائر،
(4) فإن لم يستطع فبالصغائر،
(5) فإن لم يستطع فبالانشغال بالمباحات والإكثار منها عن الطاعات،
(6) فإن لم يستطع فبالطاعات التي غيرها أفضل منها وأعظم أجراً،
(7) فإن لم يستطع فبتسليط جنده من شياطين الجن والإنس ليؤذوه بما يستطيعون من أنواع الأذى.
س54: هل هناك أسباب لمحبة الله؟
هناك عشرة أسباب تجلب محبــة الله:
(1) قراءة القـرآن بالتدبـر والتفهم لمعانيـه وما أريد بـه.
(2) التقـرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض.
(3) دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل.
(4) إيثار ما يحبه الله على ما يحبه العبد عند تزاحم المحبتين.
(5) التأمل في أسماء الله وصفاته وما تدل عليه من الكمال والجلال، وما لها من الآثار الحميدة.
(6) التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، ومشاهدة بره وإحسانه وإنعامه على عبده.
(7) انكسار القلب بين يدي الله - عز وجل - وافتقاره إليه.
(8) الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وتلاوة القرآن في هذا الوقت، وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
(9) مجالسة أهل الخير والصلاح المحبين لله - عز وجل -، والاستفادة من كلامهم.
(10) الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله - عز وجل - من الشواغل.
س55: ما الواجب لولاة الأمور؟
الواجب لهم السمع والطاعة في المنشط والمكره، ولا يجوز الخروج عليهم وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يداً من طاعتهم، و نرى طاعتهم من طاعة الله - عز وجل -، ما لم يأمروا بمعصية، وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة والتسديد.
س56: هل يجوز السؤال عن الحِِِِِكمَة في الشرع؟
اعلم أن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورُسُلِهِ على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحِكمَة في الأوامر والنواهي والشرائع. س57: ما المراد بقوله - عز وجل -: (مَّا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ, فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ, فَمِن نَّفسِكَ)؟ المراد بالحسنة هنا النعمة، وبالسيئة البلية، والجَمِيعُ مُقَدَّر من الله - عز وجل -، فالحسنة مضافة إلى الله إذ هو مَن أَحسَن بها، وأما السيئة فهو إنما يخلقها لحكمة، وهي باعتبار تلك الحكمة من إحسانه، فإن الرب لا يفعل سيئة قط، بل فعله كله حسن، قال - صلى الله عليه وسلم -: (وَالخَيرُ كُلٌّهُ فِي يَدَيكَ وَالشَّرٌّ لَيسَ إِلَيكَ) رواه مسلم، فأَفعَال العباد هي خلق الله، وهي كسب العباد في نفس الوقت.
س58: هل يجوز أن أقول فلان شهيد؟
الحكم لأحد مُعَيَّن بالشهادة هو كالحكم له بالجنة، ومذهب أهل السنة والجماعة هو: أننا لا نقول عن أحد مُعَيَّن من المسلمين إنه من أهل الجنة أو من أهل النار إلا من أخبر النبي- صلى الله عليه وسلم - أنه من أهل أحدهما، ولكنَّا نقف في الحكم على المعيَّن فلا نشهد له بأحدهما إلا عن علم، لأن الحقيقة باطنة، ولا نحيط بما مات عليه الإنسان، والأعمال بالخواتيم، والنية علمها عند الله، لكن نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء.
س59: هل يجوز أن يُحكَم على مسلم معين بالكفر؟
لا يجوز أن نحكم على مسلم بكفر ولا بشرك ولا بنفاق ما لم يَظهر منه شيء يدل على ذلك، ونترك سريرته إلى الله - تعالى- .
س60:هل يجوز الطواف بغير الكعبة؟
لا يوجد مكان في الأرض يجوز الطواف به إلا الكعبة، ولا يجوز تشبيه أي مكان شريف بها، ومن طاف بغيرها تعظيماً فقد عصى الله.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد