عواصف

صهلت جراحـي بين كثبان الشَّـتات الدَّاميـات

وتساقطت سحُـبُ الدِّمـاءِ المُرعدات المبرقات

ومواجعي اندفعـت خيولا راكضاتٍ, صاهِـلات

وعواصفُ النيرانِ هـبّت فـي الحنايا قاصفات

يا فوهة البركانِ ثوري زَلزلـي كل الجِـهـات

يا غضبةَ الطٌّوفان زيدي أغرقي جيش العصـاة

أين الفوارسُ في المعامع يزأرون: النَّصر آت؟!

إنَّ الكتائبَ صاعقاتٌ فـي الليالـي الحـالكات!

يا من رضيتم بيع أرضِـي ثُـمَّ أَهـلِي بالفُتات

الخيلُ تتقن فنَّـها وصهيـلهَـا حتَّـى الممـات

والموجُ يعرف بحـرَهُ، وكـذا لهيبُ القَـاذفات

فلظَـى البَنـادقِ وحـده سيـدُكٌّ بُنـيانَ الطغاة

ويعيـدُ للأقصـى مكانتـه، وللأهـلِ الحَـياة

لا سلمكم يا عاركم وركوعكم بيـنَ الزٌّنَـاة

بل بالعزيمةِ والعقـيدة، بالجـهادِ مَـع الثَّـبات

لا سلـمَ مـع شيلوكَ يبغي أرضنا حتَّى الفرات

ويسومُـنا فـي كلِّ يـومٍ, من صنوف المهلكات

ويصبٌّ جامَ الحِقدِ فوق رؤوسـنا بالطَّـائِـرات

نحن الذين تجـرَّعُـوا كـأسَ المَهانةِ والشَّتات

أوَ بعـدَ ذلـكَ تَمنَحون الأرض سلمـا للغزاة ؟!

يا من نسيتُـم دمَّ أهليـنا ودمـعَ الثَّـاكِـلات!!

لن يرحـمَ التَّاريخُ من يهوى حَـيَاة الغَـانِـيات

فإذا تخـاذلَ حِـزبُـكمº فلتتـرُكُـوهـا للكماة

وإذا تقاعس جيلكـمº فلتتـركـوهـا للحمـاة

للحاملين مشاعل التحـريرِ بَـينَ العـاصِـفَات

للراكضـيـنَ على الجماجم، لا يهابون الممات

للقافـزيـن إلـى المَـلاحِـمِ، لا تَلينُ لهم قناة

للمؤمنين العابديـن، الحَـافظـيـن مُقدَّسـات

لسواعـد الإيمـانِ تَعـلُو قـاذفـاتٍ, حارقـات

لكتائـبِ القسَّـامِ تُـرعـدُ في ليالي المعجزات