ظاعن


 

بسم الله الرحمن الرحيم

وظاعنٍ,.. صاحبَ الأسفارَ مُدّرعًا

جُنحَ الدٌّجى يألفُ الإصرارَ والأَمَلا

 

تراهُ يقطعُ عمق البيدَ مُشتمِلاً

ثوبَ العُلا.. يأسِرُ الأنظارَ والمُقَلا

 

لو كانَ فيما يريدُ المستحيلَ لما

أعياهُ أن تَطَأَ الأخماصَ ما اشتعلا

 

يطوي الفيافي وعيناهُ الأبيّةُ لا

ترى منَ الأرضِ إلا الأُفق َمُرتمِلا

 

تُطالِعُ الأملَ النّائي فما حسُرَت

يومًا.. ولا طَلَبَت دونَ الذٌّرا بَدَلا

 

سفى الهواءُ رِمالاً نحوَهُ وقسا

فاغبرَّ بالهمّ والأوجاعِ واكتحلا

 

لاح السّرابُ بموجٍ, دونَهُ صَخَبٌ

والرّملُ كالجمر في التّنور مُشتعلا

 

والشّمسُ تقذفُ في الأرجاءِ غَضبَتَها

والرّيحُ تعزِفُ في آذانِهِ الفَشَلا

 

أَبدى لها صَمَمًا.. وانهالَ مُصطَبِرًا

يمزّقُ الرّعبَ والأغلالَ والعِلَلا

 

لا! ما اشتكى طولَ دربِ العزِّ والظّفَر

بل كابدَ العُسرَ والآلامَ واحتمَلا

 

حانَ المغيبُ فألقى صوبَه نَظَرًا

مُعَبّرًا.. يزدري الأشعارَ والجُمَلا

 

وقالَ في غَدِنا نلقى الإلهَ فلا

خوفٌ ولا حَزَنٌ يا نفسُ.. وارتحلا

 

حتى إذا فارقَ الدّنيا تقَبّلهُ

ربُّ.. فألبَسَهُ الأَفضالَ والحُلَلا

 

وقالَ: نِعمَ المَقامُ اليومَ..واضطّجَع

في جنّةٍ,..ناسِيًا دنياهُ و الوَجَلا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply