على مشارف عيد الفطر : أمة الخير تواجه ملل الكفر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 \"توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعي الأكلة إلى قصعتها\"º هذا المقطع من الحديث النبوي الشريف يصف تمامًا حالة الأمة الإسلامية اليوم في مواجهة أعدائها الذين تكالبوا عليها من كل حدب وصوب، ولم تكتفِ ملل الكفر ونحل الأهواء والطغيان بغزو الأمة ثقافيًا وفكريًا كما كان يحدث قبل عقود من الزمانº بل تحركت الأساطيل والجيوش والمرتزقة فجاسوا خلال الديار الإسلامية ينسجون خيوط المؤامرة العالمية لاحتلال العالم الإسلامي وإخماد جذوة الجهاد وإسكات صوت الحق الذي يصدع به الأخيار من أبناء الأمة فيسبب الصداع للأشرار من ملل الكفر ومن خلفهم من العملاء والخونة.

 

المجاهدون طلائع الأخيار:

وفي كل مكان طغى الباطل فيه وانتفش واستعرض قوته في أراضي المسلمينº واجه من المجاهدين المقاتلين من ألقنوه الدروس بأن هذه الأمة لا تزال بخير، وأن حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خالفها أو خذلها ماض إلى يوم القيام.

 

ففي العراق التي روج الطغيان الأمريكي أنه ذاهب لاسترداد الديمقراطية وإشاعة الحريات، وتوقع أن يقابل بالورود والأناشيد، تصدى فرسان المقاومة الإسلامية للمرتزقة وجنود المارينز فأذاقوهم الويل وأرسلوهم في توابيت من حيث أتوا في أعداد لم تواتهم الشجاعة لتعيين حقيقتها.

 

وفي الأيام المباركة من العشر الأواخر من رمضان شهدت مدينة الفلوجة الباسلة فصولاً أخرى من البربرية والهمجية الأمريكية، مدعومة هذه المرة ببعض الذين استحوذ عليهم الشيطان من أبناء العراق فأصبحوا مطية وعونًا لجنود الكفر وجيوش البغي. وقد حاولت أمريكا اقتحام الفلوجة أكثر من مرة خلال العام ونصف العام الماضيين، فارتد إليها مرتزقتها خاسئين حيرى من الصمود الأسطوري للمجاهدين.

 

وبعد ثلاثة أسابيع من القصف الجبان للمدينة الصامدة. واضطرار معظم النساء والأطفال لمغادرة المدينة، يستعد حوالي 20 ألفًا من القوات الأمريكية والعملاء العراقيين لاقتحام المدينة مدججون بأحدث الأسلحة، لمواجهة أقل من 7 آلاف مجاهد داخل المدينة التي أرغمت أنوف الكفر في الوحل، إذ لم تستطع قوة تزعم أنها الأقوى في العالم من اقتحام مدينة متوسطة لا يزيد تعدادها على 300 ألف مواطن خلال أكثر من 18 شهرًا بعد سقوط بغداد.

 

وأيًا كانت نتيجة المعركة خلال أيام العيد، فإن المجاهدين داخل المدينة الباسلة أثبتوا لملل الكفر وللعالم أن الطائفة المنصورة المقاتلة لازالت موجودة تؤدي واجبها في التصدي للطغيان الأمريكي وتزف شهداءها لجنان الخلد إن شاء الله وتهيئ الأرض لمعارك أخرى دون انكسار أو خضوع.

 

وفي رحاب عيد الفطر المبارك وبين يديه..تشهد بقاع العالم الإسلامي مواجهات أخرى مع ملل الكفر والطغيان في الأرض المباركة في فلسطين.وفي أفغانستان، والشيشان.رغم التعتيم الإعلامي والتضليل العالمي الذي يحاول أن يصرف الأنظار عن حقيقة المواجهة وجوهر المعركة، وكل هذا الحراك الحي والمواجهات المسلحة دليل على أن أمة الخير بدأت تدرك واجباتها وتتصدى لأعدائها ببسالة غير عابئة بالمتخاذلين والخائرين.

 

مداد العلماء مدد لدماء الشهداء:

وفي غمرة الاستهداف الأمريكي للأمة خلال شهر رمضان المبارك، ووسط التضليل الخاسر من قارعي الطبول وحارقي البخور لأعداء الأمة، أطل علينا في العشر الأواخر من رمضان بيان لأكثر من 25 عالمًا من خيرة علماء الجزيرة العربية يساندون فيه الجهاد المبارك ضد الطغيان الأمريكي، ويدعمون جهود المجاهدين ويشدون من أزرهم، مع تحذير أصحاب الأهواء وضعاف النفوس من المسلمين من مساندة العدو الكافر على أخوانهم في الملة والدين، وفي هذا دليل آخر على أن القطاعات الحية في الأمة بدأت تتحرك وتعي دورها جيدًا في منازلة أعداء الله بالسنان واللسان. فقول الحق في هذه اللحظات الحرجة التي يتوارى فيها البعض خوفًا من الطغيان الأمريكي، ويصمتون رعبًا من الاتهام بالإرهاب أو الوصم بالتطرفº يمثل سندًا قويًا ودعمًا كبيرًا لقضايا الأمة المصيرية في معركتها متعددة الجوانب والساحات مع ملل الكفر ونحل البغي والعدوان.

 

المؤامرات الباردة.. خطر آخر:

وفي رحاب عيد الفطر المبارك، بالإضافة إلى نقاط المواجهة الساخنة التي أشرنا إلي طرف منها آنفًا، تجري مؤامرات من نوع آخر لا تتخذ من سوح القتال ميدانًا، ولا من أسلحة الدمار أدوات، بل تحاول أن تصل عبر المفاوضات ومن وراء الكواليس إلى أكثر مما يمكن أن تحصل عليه من القتال والمعارك. ولعل أبرز مثال لذلك النوع من المؤامرات، ما يجري على الساحة السودانية، إذ يتم الإعداد بعناية لتمزيق البلاد واستنزاف ثرواتها لصالح أعداء الأمة عبر العديد من المفاوضات والمحادثات التي تتخذ من نيفاشا الكينية وأبوجا النيجيرية والقاهرة المصرية محطات ونقاط ارتكاز للحملة على هذا الجزء العزيز من الأمة الإسلامية. فمن المعروف أن الطرف الآخر الموازي للحكومة في كل هذه المفاوضات إما كافر أصلاً مثل المتمرد قرنق، أو مسلم بالميلاد يتخذ من العلمانية منهجًا والغرب قِبلَةً مثل قادة تمرد دارفور ومعظم قادة التجمع الوطني المعارض. وبرعاية من الدول الغربية صراحة ـ كما في حالة نيفاشا أو من وراء الكواليس كما هو واقع في أبوجا وبصورة من الصور في القاهرة يتم الترتيب للأوضاع المستقبلية في السودان بحيث تكون السيادة والتمكين لأعداء الشريعة والمشروع الإسلامي في السودان. وهذه المؤامرات تستدعى من الغيورين المسلمين داخل السودان وخارجه وقفة جادة للتصدي بكل السبل لإحباط كيد الكافرين وردهم على أعقابهم خاسرين.

 

أعيادنا مواسم للاعتبار والذكرى:

ومع الاحتفال بالعيد السعيد وفرحة المسلمين بتوفيق الله - تعالى -لهم صيام أيام رمضان وقيام لياليه، تبقى مناسبة العيد موسمًا وفرصة لمزيد من الارتباط بين المسلمين وتنمية شعورهم القوي بقضاياهم المشتركة، ودعمهم القوي ومساندتهم المستمرة لبعضهم البعض في كل الساحات وبكل الوسائل، حتى تسد الثغور وتحشد الطاقات لدحر الكفرة وأعوانهم \"ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء\".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply