بسم الله الرحمن الرحيم
تنسب «القاديانية» إلي «غلام أحمد» الذي ولد سنة 1839م في قرية «قاديان» إحدي قري البنجاب في الهند. وأبوه كان عميلاً للاستعمار الإنجليزي ففي سنة 1851 - حينما ثار الهنود ضد الحكومة الإنجليزية - أمدها بخمسين جنديًا من رجاله، وكذلك بخمسين فرسا. وكان غلام أحمد - من طفولته - غريب الأطوار والسلوك، مصابًا بعدد من الأمراض: منها الجسمي، ومنها النفسي.
بداية الظهور
وكانت سنة 1877 هي بداية ظهور هذا الرجل الغريب حين استغل حماسة المسلمين، وتوهج مشاعرهم الدينية، فنشر إعلانات ومقالات ضد الهندوس والنصارى. ثم أعلن أنه شرع في كتابة كتاب من خمسين مجلدًا، ينقض كل ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات وافتراءات ضد هذا الدين العظيم. ولكن «غلام أحمد» أعلن أنه عاجز عن تكاليف طبعه، ووعد بأنه سيرسل المجلدات الخمسين تباعًا بنصف الثمن لمن يدفع مقدمًا، فانهالت عليه الأموال من كل مكان. ثم فوجئ المسلمون بأن الأجزاء الأولي تتحدث عن كراماته، وعن عظمة الاستعمار الإنجليزي، وضرورته للهند وبلاد الشرق. فلما اعترض المسلمون علي هذا كتب في الجزء الرابع من كتابه هذا الذي سماه "براهين أحمدية "».. فليعرف كل واحد أني ما مدحت هذه الحكومة (حكومة الاستعمار الإنجليزي (إلا اتباعًا لتعليمات القرآن والسنة.
ولكن الكتاب وقف عند الجزء الخامس، وحينما سأله الناس كيف يفعل هذا، مع أنه أخذ منهم قيمة خمسين مجلدًا لا خمسة قال بالحرف الواحد «نعم أنا وعدت بطبع الكتاب في خمسين مجلدًا، ولكن لا فرق بين (5 و50 ) إلا نقص النقطة الواحدة، لذلك أنا لم أخلف الوعد »!!، وهو تلاعب عبثي بالألفاظ ظاهر المغالطة.
ولما اعترض عليه المعترضون لأنه يجمع مبالغ طائلة باسم الدفاع عن الدين، ثم ينفق هذه الأموال الطائلة على نفسه وزوجاته - كان رده ".. أنا خليفة اللّه في الأرض، فلا يمكن أن أُسأل أين أنفقت، وأين صرفت، إن المؤمنين حقًا هم الذين يعطونني ما لا ثم لا يسألونني"...
ادعاء النبوة
ويدّعي النبوة، ويوظف «نبوته المدعاة» لمصلحة الاستعمار الإنجليزي، والتمكين له، فيكتب في كتاب له باسم «تذكرة وحي المقدس»: إني رأيت مَلَكًا في صورة شاب إنجليزي، ما تجاوز عمره عشرين سنة، وهو جالس على كرسي، وأمامه منضدة، فقلت له إنك جميل جدًا، فقال أي نعم.
ويدعي أنه أُلهم - أو أوُحي إليه - بعض العبارات الإنجليزية، وهي ""I Love you"" يعني أنا أحبك، وكذلك I with you يعني أنا معك، وكذلك I can what I will do أي نحن نستطيع أن نفعل ما نريد. ففهمت التلفظ واللهجة كأن إنجليزيًا يتكلم عند رأسي» (من كتابه: براهين أحمدي).
ويصرح بإخلاصه، ووفائه للمستعمرين الإنجليز، فيكتب: "نحن نتحمل كل البلايا لأجل حكومتنا المحسنة، وسنتحمل أيضًا في المستقبل، لأنه واجب علينا أن نشكرها لإحسانها ومنّتها علينا، ولا شك نحن فداء بأرواحنا وأموالنا للحكومة الإنجليزية".
إلغاء فريضة الجهاد
وأخطر من ذلك إعلانه انتهاء فريضة «الجهاد»، وأنه لا مكان شرعيًا لها علي أيامه "إن اللّه خفف شدة الجهاد، أي القتال في سبيل اللّه بالتدريج: فكان يقتل الأطفال في عهد موسي، وفي عهد محمد ألغي قتل الأطفال والشيوخ والنسوان، ثم وفي عهدي (!!) ألغي حكم الجهاد أصلاً".
ويقول: " اليوم ألغي حكم الجهاد بالسيف، ولا جهاد بعد هذا اليوم، فمن يرفع بعد ذلك السلاح علي الكفار، ويسمي نفسه غازيًا، يكون مخالفًا لرسول اللّه الذي أعلن قبل ثلاثة عشر قرنًا بإلغاء الجهاد في زمن «المسيح الموعود» (أي في زمن القادياني)، فأنا المَسيح الموعود، ولا جهاد بعد ظهوري الآن، فنحن نرفع علم الصلح، وراية الأمان ".
ومن أقواله كذلك:
-" اتركوا الآن فكرة الجهاد، لأن القتال للدين قد حُرم، وجاء الإمام والمسيح، ونزل نور اللّه من السماء، فلا جهاد، بل الذي يجاهد في سبيل اللّه الآن فهو عدو اللّه، ومنكر للنبي".
- " إن هذه الفرقة - الفرقة القاديانية - لا تزال تجتهد ليلاً ونهارًا لقمع العقيدة النجسة، عقيدة الجهاد من قلوب المسلمين".
القاديانيون الجدد
وفي أيامنا هذه المنكوسة الموكوسة نري «القاديانية» تُبعث من جديد بأسماء جديدة، ودعاوي صريحة أو مغلفة، وبأدعياء جدد يعتبرون الجهاد إرهابا وتخريبًا، وأن الدفاع عن الدين والوطن والأرض والعرض خيانة وطيش وغباء، والذين نهضوا لذلك لا يدركون أن المواضعات العالمية الجديدة تقتضي توقف المقاومة، وإلقاء السلاح، وموادعة الأعداء الناهبين القتلة، واحتضان السلام أي الاستسلام التام للإرادة الأمريكية. تمامًا كما كان يدعو الكذاب «غلام أحمد القادياني» إلي الرضوخ الكامل لحكومة جلالة الملكة البريطانية، والعيش في ظلها، والتمتع بعطاياها ومنحها، ونعمها.
وقام «القاديانيون» الجدد بإلغاء المدارس الدينية في بعض البلاد الإسلامية كاليمن وباكستان، وحل الجماعات الإسلامية وإلقاء القبض علي قادتها، والآلاف من أعضائها. وتجفيف المنابع - بأمر من أمريكا سيدة العالم - قائم علي قدم وساق باسم القضاء علي الإرهاب من جذوره، ومن مظاهره القائمة والمنتظرة: تعديل المناهج والمقررات التعليمية بإلغاء آيات الجهاد، والآيات التي تكشف مخازي اليهود وآثامهم وجرائمهم في حق الأنبياء والشعوب.
وكذلك إلغاء مواقف النبي - صلي اللّه عليه وسلم - من اليهود: بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريظة، وخيبر، وكيف واجههم بحسم، وقضي عليهم، بعد أن خانوا، وغدروا وناصروا الكفار عليه، وحاولوا اغتياله، والقضاء علي الدولة الإسلامية الناشئة.
وكذلك إبعاد خطباء المساجد غير «المستأنسين»، وتوحيد خطبة الجمعة.. إلخ.
هذه هي بعض مظاهر «القاديانية الجديدة»، وما أشبه الليلة بالبارحة.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد