قواعد ومسائل في طهارة المرأة المسلمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

أولاً: قواعد ومسائل في أحكام الحيض :

الحيض: دم يحدث للأنثى بمقتضى خلقتها بدون سبب,وفي أوقات معلومة, فهو دم طبيعي ليس له من أسباب من مرض أو جرح أو سقوط أو ولادة.

قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى}. سورة البقرة 222

قواعد ومسائل في أحكام الحيض:

1.    قد تزيد مدة الحيض عن وقت عادتها فتعتد بالزيادة, ويكون حيضاً:-

مثال ذلك: أن تكون مدة حيضها خمسة أيام فتطول إلى سبعة أيام (معنى ذلك أن مدة حيضها أصبحت سبعة أيام).

2.    وقد تقصر مدة الحيض وقت عادتها فتعتد بالأقل:-

مثال ذلك: أن تكون مدة حيضها خمسة أيام فتقصر إلى أربعة أيام (معنى ذلك انتهت مدة الحيض).

3.    قد تطول مدة الحيض بسبب مانع:-

مثال ذلك: قد تستعمل مانع الحمل (لولب) فتطول مدة حيضها, كأن تكون مدة حيضها خمسة أيام, وبعد استعماله تطول إلى ثمانية أيام (معنى ذلك أن مدة الحيض أصبحت ثمانية أيام) فتعتد بالزيادة وتكون حيضاً مع مراجعة الطبيبة المسلمة حتى تتأكد أن اللولب في مكانه الصحيح وأن الدم ناشئ من قعر الرحم لا بسبب جرح أو عرق أو نزيف.

4.    قد يتقدم الحيض:-

مثال ذلك: يأتيها الحيض وسط الشهر فيتأخر إلى آخره فهذا حيض.

والقاعدة: متى ما رأت الدم فهو حيض وتعتبر المرأة حائضاً إذا كان يوم وليلة فأكثر - كما سيأتي بيانه- ومتى ما رأت الطهر فهي طاهرة سواء زادت عن عادتها أو نقصت, وسواء تقدمت أو تأخرت, لقولة تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} سورة البقرة 222 ,فجعل المولى سبحانه وتعالى وجود الأذى وهو الدم حيضاً.

5.    قد يستمر الدم زمن الحيض ويكون متواصلاً (وهذا عند غالب النساء):

مثال ذلك: أن تكون أيام حيضتها خمسة أيام متواصلة ثم تطهر.

6.    قد يتفرق الدم في وقت عادتها, فما رأته من الدم فهو حيض وما رأته من الطهر والجفاف فهو طهر:

مثال ذلك:- قد تكون مدة الحيض ثمانية أيام فيأتيها في أحد الأشهر أربعة أيام ثم تنقطع يومين ثم يعود يومين.

فالأيام الأولى حيض والوسطى طهر (تصوم وتصلي) واليومان الأخيران حيض جزماً؛ لأن الثمانية أيام هي أيام عادتها, لأن الأصل أن كل دم يأتي المرأة فهو حيض, ما لم يثبت خلاف ذلك, كما هو مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية لقولة تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى}.سورة البقرة 222

7.    الأصل أن الحيض المعتبر هو ما كان مدته يوماً وليلة:- لأن النبي صلي الله عليه وسلم علقه على عادة النساء (تحيّضي في علم الله ستاً أو سبعاً كما تحيض النساء..) ولم يوجد معتاد أقل من يوم وليلة, وعليه فما نزل من الدم أقل من يوم وليلة فلا تعتبره حيضاً.

وبناءً على القاعدة:- إذا انقطع الدم فأكثر بين أيام الحيض فهذا طهر, وإن كان أقل من يوم وليلة وعليه فالدم في حكم الحيض.

مثال (أ): لو كانت مدة حيضها سبعة أيام وفي اليوم الخامس انقطع الدم من الفجر إلى آخر الليل بحيث لو مسحت لم تجد شيئا ,ثم عاودها الدم في اليوم السادس والسابع فاليوم الخامس طهر (تصلي وتصوم) ؛لأن الطهر يكون بالجفاف وهو الغالب ويكون بالقصة البيضاء.

مثال(ب): لو كانت مدة حيضها سبعة أيام وفي اليوم الخامس انقطع من الفجر إلى العصر فهذا في حكم الحيض؛ لأنه أقل من يوم وليلة .

8.    قد يأتيها الدم بعد وقت عادتها واغتسالها بيومين مثلاً أو أكثر؛ فالأصل أن الدم الذي يأتيها يوم وليلة فأكثر - كما سبق- حيض ما لم يثبت خلاف ذلك كجرح أو نزيف .

مثال ذلك:- أن تكون مدة الحيض لديها معلومة أربعة أيام مثلا ثم تطهر ثم يعود الدم في اليوم السادس والسابع فما رأته في اليوم السادس والسابع فهو حيض.

س) كيف تعرف المرأة المسلمة أن هذا الدم سيقصر عن يوم وليلة فلا تعده حيضاً أو أنه سيطول فتعده حيضاً؟

ج) أولاً: إن كان هذا الدم في زمن حيضتها أو قريباً منها, فتعتد به على أنه حيض؛ لأنه الأصل, ما لم يرتفع ويحصل جفاف, وكذا إن كانت تعلم أنه يحصل لها ذلك عند كل حيضه.

ثانياً:- إن كان الدم بعد زمن الطهر, وليس فيه علامات على أنه حيض, من أوجاع الظهر مثلاً, أو لون في الدم ورائحته, وليس هو ثخين , ويأتيها في غالب أمرها إذا هي اهتمت أو اضطربت بنفسيتها, ثم يرتفع, فليس بحيض, وإن كان فيه أحد علامات الحيض فتعتد به على أنه حيض ما لم يكن أقل مدة الحيض.

9.    لو طالت مدة الحيض عن وقت عادتها فإنها تعتد بهذه الزيادة:-

مثال ذلك: لو كانت مدة حيضها خمسة أيام ,لكن في أحد الأشهر استمر الدم معها إلى أحد عشر يوما ثم طهرت (معنى أن مدة حيضها في هذا الشهر أحد عشر يوماً).

-       أما إذا استمر الدم معها فتنتظر إلى أكثر مدة الحيض وهو خمسة عشر يوما ,فإذا وصل إلى هذه المدة فإنها تغتسل وتكون طاهرة, وإن استمر الدم معها ,فتتوضأ لكل صلاة وتغسل الأثر من الملابس ويكون الدم استحاضة وهو مذهب الجمهور.

-       أما إذا استمر الدم معها حتى الشهر الثاني, فإنها تكون مستحاضة والمستحاضة -هنا- هي التي ترى الدم الشهر كله أو غالبه لا ينقطع إلا يوم أو اثنين, فترجع إلى أحكام الإستحاضة وهي :-

الحالة الأولى :-

أن تكون لها عادة معروفة لديها قبل إصابتها بالإستحاضة, بأن كانت قبل الاستحاضة تحيض خمسة أو ثمانية أيام مثلا في أول الشهر أو وسطه فتعرف عددها ووقتها , فهذه تجلس قدر عادتها وتدع الصلاة والصيام وتكون حائضاً, فإذا انتهت عادتها اغتسلت وصلت واعتبرت الدم الباقي استحاضة وتتوضأ لكل صلاة وإن شق عليها الوضوء لكل صلاة توضأت وصلت الظهر والعصر جمعاً ,وكذا تصنع في صلاة المغرب والعشاء.

الحالة الثانية :-

إذا لم يكن لها عادة معروفة لكن دمها في بعض الأيام متميز بأنه يحمل صفة دم الحيض بأن يكون أسوداًَ أو ثخيناً أو له رائحة, وباقي الأيام لا يحمل صفة دم الحيض بأن يكون أحمر ليس له رائحة ولا ثخيناً ففي هذه الحالة تعتبر الدم الذي يحمل صفة الحيض حيضاً فتدع الصلاة والصيام وتعتبر ما عداه استحاضة تغتسل عند نهاية الذي يحمل صفة الحيض وتصلي وتصوم تعتبر طاهرة وتتوضأ لكل صلاة إذا كان الدم مستمراً.

الحالة الثالثة :-

إذا لم يكن لها عادة تعرفها ولا صفة تميز بها الحيض من غيره فإنها تجلس غالب الحيض ستة أيام أو سبعة أيام من كل شهر؛ لأن هذا غالباً هي عادة النساء, وهذه ليس لتخيير بأن تجلس مرة خمسة أيام ومرة ستة أيام؛ بل تختار ما عليه قريباتها مثل أمها وأخواتها وعماتها وخالاتها , فأكثرهن مثلا تجلس خمسة أيام فهي تجلس مثلهن ,وهكذا تقيس حالها على أغلب عادة النساء من أقاربها اللاتي هن حولها وتثبت على هذه المدة حتى يعافيها الله ..

والحاصل :- أن المعتادة ترد إلى عادتها والمميزة إلى العمل بالتمييز والفاقدة لها تحيض ستاً أو سبعاً حسب عادة أغلب من حولها من قريباتها.

 

ثانياً:- قواعد ومسائل في أحكام الصفرة والكدرة والقصة البيضاء:

الصفرة:- شيء كالصديد يعلوه صفرة.

الكدرة :- كلون الماء الوسخ, وليس على لون من ألوان الدماء أو ماء ممزوج بحمرة فيخرج كاللون البني غالباً.

س/ بم تعرف المرأة طهارتها؟

1.    بالقصة البيضاء:- وهي ماء أبيض يدفع الرحم عند انقطاع الدم .

2.    أو بالجفاف:- بأن تدخل منديلا فيخرج جافا.. ومعنى الجفاف: هو أن لا يكون عليه شيء من الدم ولا من الصفرة ولا من الكدرة؛ لأن فرج المرأة لا يخلو من الرطوبة غالبا.

قواعد ومسائل في الصفرة والكدرة والقصة البيضاء:-

1.    الصفرة والكدرة في زمن الحيض حيض - مثال : أن يأتيها الحيض خمسة أيام في أحد الأشهر أو دوماً يأتيها الدم يومان ثم اليوم الثالث صفرة وكدرة ثم اليومان الأخيران دم (معنى ذلك أن الأيام الخمسة كلها حيض).

2.    الصفرة والكدرة إذا اتصلت بأيام الحيض قبل الطهر حيض -مثال: أن يأتيها الدم خمسة أيام وبعده يومين صفرة وكدرة ثم أتت القصة البيضاء (معنى ذلك أن السبعة أيام كلها حيض).

3.    الكدرة والصفرة لا تعد بعد الطهر شيء – مثال: انتهت أيام الحيض ورأت الطهر, وبعد ذلك رأت صفرة وكدرة ,فهذه ليست بحيض وإنما تعتبر الصفرة والكدرة استحاضة تتوضأ عند دخول الوقت وتغسل أثرها من الملابس.

والقاعدة: الصفرة والكدرة إذا كانت في أثناء زمن الحيض أو متصلة به قبل الطهر تكون حيضاً.

تقول أم عطية رضي الله عنها: ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر حيضاً). رواه البخاري وأبو داود واللفظ له بهذه الزيادة

4.    الصفرة والكدرة قبل نزول الدم أو في زمن الحيض مع آلام الحيض أو تأتيها قبل الدم بصفة مستمرة تعد حيضاً على التفصيل التالي:-

-       الصفرة والكدرة قبل الحيض إذا كانت متقطعة مع الآم الحيض تعد حيضاً. مثال: لو رأت صفرة أو كدرة لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة مع آلام الحيض ثم أتى الحيض فالأيام الثلاثة الأولى قبل الحيض تعد حيضاً.

-       الصفرة والكدرة قبل الحيض إذا كانت متقطعة من غير آلام الحيض تعد استحاضة

الصفرة والكدرة قبل الحيض إذا كانت مستمرة تعد حيضا مثال ذلك : لو رأت صفرة وكدرة لمدة ثلاث أيام بشكل مستمر ثم اليوم الرابع أتى الحيض, فالأيام الثلاثة الأولى حيض.

-       الصفرة والكدرة أول أيام الحيض مع ألآم الحيض تعد حيضا.

5.    نزول خيط رقيق أسود أو بني أول أيام الحيض مع الآم الحيض يعد حيضا بشرط أن تستمر هذه الخيوط معها من غير جفاف.

6.    لو رأت الطهر (القصة البيضاء) ثم صفرة وكدرة ثم قصة بيضاء ثم صفرة وكدرة؛ فالقصة البيضاء الأولى هي علامة الطهر.

7.    إذا تدرج لون الصفرة والكدرة المتصلة بدم الحيض من اللون البني إلى الأصفر, وكان مستمراً فتنتظر المرأة حتى ترى الطهر (القصة البيضاء أو الجفاف).

أما إن تدرج إلى اللون الأصفر وكان متقطعاً لا تراه إلا مرة واحدة في اليوم مثلاً, وتأخر نزول القصة البيضاء إلى ثلاثة أيام مثلاً؛ فالطهر يكون عند رؤية أول اللون الأصفر المتقطع.

 

تفقد الطهارة:

قال بعض السلف:- لا يلزم المرأة أن تتفقد طهرها بالليل ولا يعجبني ذلك, ولم يكن للناس مصابيح كما قالت عائشة رضي الله عنها وغيرها, وإنما يلزمها ذلك إذا أرادت النوم أو قامت لصلاة الصبح, وعليهن أن ينظرن في أوقات الصلوات وليس تفقد الطهر بالليل من عمل الناس.

 

صفة الغسل الكامل المستحب من الحيض والنفاس والجنابة, وكذا عند الإحرام بحج أو عمرة:-

1.    أن تنوي بقلبها.

2.    ثم تسمي وتغسل ثلاثاً وتغسل العورة .

3.    ثم تتوضأ وضوء كاملاً.

4.    ثم تصب الماء على رأسها (تروي أصول شعرها).

5.    ثم تغسل الشق الأيمن أمام وخلف ,وتدلك بيديها.

6.    ثم تغسل الشق الأيسر أمام وخلف,وتدلك بيديها.

أما الغسل المجزئ:- أن تغسل العورة ثم تتمضمض وتستنشق ثم تعم الماء على بدنها بنية الطهارة من الحيض أو النفاس أو الجنابة .

تنبيه (1):- هذه صفة الغسل الكامل المجزئ التي يمكن أن تصلي بعده من الحدث الأكبر (الحيض أو النفاس أو الجنابة فقط) ويغنيها عن الوضوء .

تنبيه (2) :- إذا أجنبت المرأة ثم حاضت فتغتسل من الجنابة لتخفيف ولتتمكن من قراءة القرآن الكريم .

 

فائدة (1) :- يستحب للمغتسلة من الحيض أن تمسح فرصة من مسك على موضع خروج الدم: لقول عائشة رضي الله عنها :- (سألت امرأة النبي صلي الله عليه وسلم كيف تغتسل من حيضتها؟ فذكرت أنه علمها كيف تغتسل ثم تأخذ فرصة من مسك فتطهر بها, قالت: كيف أتطهر بها؟ قال:- تطهري بها, سبحان الله. فقلت: تتبعي بها أثر الدم).رواه مسلم

 

معاني المفردات :

فرصة مسك :- قطعة قطن تستعملها المرأة في مسح دم الحيض, والمعنى:- تأخذ فرصة مطيبة من مسك (سائل أو جامد).

تتبعي بها أثر الدم:- قال جمهور العلماء (يعني بها الفرج) (تأخذ مسكاً تجعله في قطنه ونحوها وتجعله في فرجها, فإن لم تجد فطيبا).

والحكمة من ذلك :

1.    قيل: المقصود حتى تزول به رائحة الدم.

2.    وقيل: لأنه أسرع إلى علوق الولد.

3.    وقيل: يقطع الإفرازات المهبلية.

4.    يسهل للمرأة بعد ذلك معرفة طهارتها بالقصة البيضاء أو الجفاف .

تنبيه :- يحسن بالنساء العمل بهذه السنة, ولو كانت معتدة من وفاة زوج إلا من كانت محرمة بحج أو عمره .

فائدة (2) :- قال صلى الله عليه وسلم :- (والمسك أطيب الطيب) حديث صحيح, المسك:- طيب الجنة, ومن منافعه أنه يطيب العرق ويسنن الأعضاء ويمنع الأرياح الغليظة المتولدة في الأمعاء, ويقوي القلب, وفيه من التوحش تفريح ويصلح الأفكار ويذهب بحديث النفس من باب الصداع ويقوي الدماغ وينفع من جميع علله الباردة ويبطل عمل السموم ,وغير ذلك.

 

س: يشتكي بعض النساء من فتور وغفلة وقسوة قلب في فترة الحيض أو النفاس بحكم أنهن لا يصلين ولا يصمن في هذه الفترة فما العلاج ؟

ج: إن الله سبحانه منعهن من الصلاة والصيام رحمة بهن وهو أرحم الراحمين, ولكن طرق الخير والطاعات كثيرة –ولله الحمد– فعلى المسلمة أن تسلكها لتكون قريبة من ربها في جميع أحوالها كقراءة القرآن عن ظهر قلب أو بحائل طاهر كقفاز وغيره, الذكر والاستغفار, إجابة المؤذن الدعاء, بر الوالدين, وصلة الأرحام, تفريج الكروب, تفطير صائم, عيادة مريض, سماع الأشرطة النافعة, حضور مجالس العلم ,وإن همت بأمر فلها أن تقول دعاء الاستخارة من غير صلاة.

 

ثالثاً :- قواعد ومسائل في أحكام الاستحاضة:

الاستحاضة: دم طارئ أو عارض.

س ) ماذا يلزم المستحاضة؟

أن تتوضأ عند وقت الصلاة وتغسل الأثر من الملابس -كما سبق بيانه-.

قواعد ومسائل في الاستحاضة:

1.    المرضعة إذا نزل منها دم بسيط أقل من يوم وليلة فهذه استحاضة.

2.    لو أكلت حبوب منع الحمل ونسيت حبة يوماً ونزل دم أقل من يوم وليلة أو صفرة وكدرة ثم أكملت أكل الحبوب وارتفع الدم فهذه استحاضة, أما لو استمر الدم لمدة يوم وليلة أو أكثر فهو حيض.

3.    لو أكلت حبوب منع الحمل وبعد أسبوع أو عشرة أيام من أكلها تركتها فنزل دم فهذا حيض.

4.    لو أكلت حبوب منع الحمل أو حبوب رفع الدورة في حج أو عمرة أو صيام, وبسبب شدة الحر أو نحوه كالمشي أو الإجهاد فنزل منها صفرة أو كدرة فهذه استحاضة.

5.    لو أجهدت نفسها أو رفعت شيئا ثقيلاً أو ركبت في سيارة غير مريحة في طريق وعر أو أكلت أعشاباً وخرج دم في غير وقت الحيض ويختلف لونه ورائحته فهذه استحاضة.

 

تنبيه يكثر السؤال عنه:

1.    الإفرازات البيضاء أو الصفراء التي تخرج من الرحم في غير وقت الحيض طاهرة (لا تتوضأ منها المرأة ولا تغسل أثرها) , وهي مثل إفرازات العين والأذن والأنف,وهو ما يسميه الفقهاء رطوبة فرج المرأة ولا تسلم منها امرأة في الغالب.

2.    الهواء الذي يخرج من قُبل المرأة لا ينقض الوضوء.

 

رابعاً:- قواعد ومسائل في أحكام النفاس:

النفاس: الدم الخارج بعد فراغ الرحم.

قواعد في النفاس:

1.    نزول دم مع آلام الولادة (الطلق) قبل الولادة بيوم أو يومين فهذا دم نفاس (تدع الصلاة والصيام).

2.    نزول ماء أبيض سواء كان معه طلق أو لا فهذا ليس بدم, ولكنها تتوضأ؛ لأنه في حكم الصفرة والكدرة فإن عجزت عن الوضوء والتيمم فتصلي قدر استطاعتها لقولة صلى الله عليه وسلم (صل قائماً, فإن لم تستطع فقاعداً فأن لم تستطع فعلى جنب). رواه البخاري

3.    لو أسقطت جنينها:-

-       إن كان الجنين قد تخلق ( عمرة 81 يوماً فأكثر) ,فهو نفاس.

-       إن كان الجنين لم يتخلق ( أقل من 81 يوماً) ؛فهذا دم فساد تأخذ حكم المستحاضة .

-       لو أسقطت الأم جنينها ومدة حملها (81يوماً), ولكن الجنين قد مات في بطنها منذ أسبوعين مثلاً(لم يتخلق) يكون دم فساد تأخذ حكم المستحاضة.

فالعبرة بـ (تخلق الجنين) ومعنى تخلُّقه: أن تظهر يدٌ أو رأس أو يد في الدم المتجمد الذي خرج من رحمها.

تنبيه: بعض النساء تترك الصلاة والصيام بمجرد أنها سقط حملها وهي في الشهر الأول أو الثاني أو في بداية الشهر الثالث, وهذا لا يجوز والتفصيل السابق يوضح ذلك.

 

متى تطهر النفساء؟

1)    مدة الطهر من النفاس (40يوماً) وما زاد استحاضة.

2)    لو طهرت قبل الأربعين تغتسل وتصلي وتصوم.

3)    لو طهرت قبل الأربعين واغتسلت وصلت وصامت, ثم جاءها الدم مرة أخرى ولم تكمل الأربعين فالدم نفاس وصيامها السابق صحيح.

4)    لو طهرت قبل الأربعين واغتسلت وصلت ثم جاءتها الكدرة ولم تتم الأربعين فحكمها استحاضة.

5)    لو رأت الصفرة والكدرة متصلة بدم النفاس ولم تتم الأربعين فهي نفاس.

6)    أن صادف بعد الأربعين الدم الخارج منها وقت الحيض ولونه ورائحته صار لها حكم الحيض يسميه العوام (أخت النفاس).

 

ما لوقت الذي تطهر فيه المرأة من الأربعين؟

هو إكمال أربعين يوماً بلياليهن فمثلاً لو ولدت الساعة 12 ظهر فبعد أربعين يوم من الساعة 12 ظهراً تكون قد أكملت الأربعين يوماً وطهرت .

 

خامساً:- قواعد وأحكام في الدم الذي يخرج من المرأة بعد الخمسين سنة :

قواعد في الدم الذي يخرج من المرأة بعد الخمسين :

1)    إذا كانت المرأة بعد الخمسين تحيض على عادتها كل شهر,فهذا حيض.

2)    إذا كانت المرأة بعد الخمسين تحيض كل شهرين أو ثلاثة إلى خمس وخمسين سنة ,فهذا حيض وما بعد هذا السن ؛فالأصل أنه حيض ,ولكن لا بد أن تتأكد خوفاً من أن يكون في الرحم ورم.

3)    إذا انقطع الدم عن المرأة شهوراً أو سنة ثم عاد كما تحيض النساء, فهذا حيض.

4)    إذا اضطرب الدم فأصبح يأتيها فترات متباعدة كل أربعة أو ستة شهور مثلاً مع اختلاف لون الدم, فهذا استحاضة .

5)    إذا اضطرب الدم فأصبح يأتيها فترات متباعدة كل أربعة أو ستة أشهر مثلاً ولم يختلف لون الدم ورائحته, فهذا حيض.

6)    إذا انقطع الدم عن المرأة فوق الخمسين وأخذت دواء علاج هشاشة العظام فعادوها نزول الدم بشكل منتظم ,فهذا دم فساد .

 

وفي الختام :-

هذه القواعد والمسائل قد استوفت تقريباً ما يحصل للمرأة من حيض أو نفاس أو صفرة وكدرة أو استحاضة, ويسهل على المرأة المسلمة إذا تعلمتها معرفة طهارتها من عدمها فإن ابتليت-القارئة- بحالة لم تجد قاعدتها فلتسأل طبيبة النساء والولادة عن ماهية الدم هل هو حيض أم لا؟ فقولها هو الفيصل....

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply