تلخيص فوائد وأفكار كتاب سلطة الثقافة الغالبة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

1- لابد أن يتخلص المسلم من الشعور ب -مركب النقص- والهزيمة النفسية، حتى لا يتأثر بسلطة الثقافة الغالبة، ولأبي أعلى المودودي كتابات في نقد الحضارة الغربية ونظام الحياة الغربي في مجلته ترجمان القرآن ، ولعبت مقالاته دور كبير في إعادة الثقة في الكثيرين .

2- من صور الإنحطاط الغربي : الجهل بالله ، الفواحش ، الجريمة ، المادية البائسة ، الحياة البهيمية

3- دعاة الباطل المخالفين لما جائت به الرسل يتدرجون من الأسهل فالأقرب إلى موافقة الناس، إلى أن ينتهوا إلى هدم الدين . ابن تيمية.

4- بعض الشباب المتطلع للثقافة اليوم يتوهم أنه يعيش انفتاحا وتجديدا بين مجموعة من المنغلقين ، ولا يعلم أنه ضحية لمؤامرة سياسية كبرى.

5- (التفسير التآمري) حقيقة قرآنية وواقع مشهود ، ويجب التعامل معها بموضوعية.

6- هناك استبداد سياسي واستبداد ثقافي ولكل نوع من نوعي الاستبداد ضحاياه .

7- من السلبيات عند البعض: المغالاة في مفهوم الطاعة فوق القدر الشرعي المأمور به، التنفير من الإحتساب الولائي، التفهم الشرعي لكل أمر سلطاني ، التحدث عن المستبد بعبارات الإنبهار .

8- كثير من النصوص تحتمل عدة دلالات نتيجة طبيعة بنيتها اللغوية ، وعلماء المسلمين يتعاملون مع هذه الإحتمالات الدلالية بمنهج علمي ، أما الخانع لأحد نوعي الإستبداد فالمُرجّح عنده في الإحتمالات الدلالية للنصوص ليس المنهج العلمي وإنما هوى المستبد السياسي أو الثقافي .

9- وما يفسده اللسان من الأديان أضعاف ما تفسده اليد . ابن تيمية.

10- ويجري مجرى القاعدة الكلية كثرة الجزئيات. الشاطبي.

11- من أساليب البعض إذا كان الحكم الشرعي يرتطم بالثقافة الغربية الغالبة:

١- إذا كان الحديث متكلما فيه تشبث بتضعيف من ضعفه ولبس عمامة المتشددين في التصحيح.

٢- إذا كان ثابتا لا مدخل فيه ولكن يوجد له معارض ضعيف قفز إلى المعارض وصار في غمضة عين آخذا بمنهج المتسامحين في علل الأحاديث.

٣- فإذا كان صحيحا ولا معارض له نبش التراث بحثا عن مخالف ويذكر أقوالا لمن لا يعير لهم أدنى مرجعية ولكنه يبحث عن (مخرج طوارئ).

٤- فإذا لم يجد مخالفا في التراث الاسلامي يظهر لك وإن كان على خجل أحيانا بعبارات تتحدث عن أن تجربة السلف تجربة عظيمة لكن لا تلزمنا.

٥- أو يتحدث عن المقاصد الشرعية طبعا ليس على طريقة الأصوليون وإنما يعني هؤلاء بالمقاصد تحويل النصوص الجزئية إلى معنى سيال لا ينضبط .

12- فقهاء وقضاة الصحابة والتابعين واتباع التابعين كانوا يعملون بعقوبة المرتد بلا أي إشكالات جذرية.. ثم نتفاجأ بمن يقول أن هذه العقوبة خطأ في فهم الاسلام.. وكأن الصحابة والتابعين واتباعهم كل الدماء التي حكموا فيها كلها كانت خاطئة والذي فهم الحكم هم مجموعة من المفكرين المعاصرين ، يالعجب !

13- طوال تاريخ الإسلام كان فقهاء الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ثم المذاهب الأربعة يتحفظون في العلاقة بين الرجل والمرأة ثم فجأة وفي هذا العصر صارت أحكام المرأة تمثل أزمة عند البعض فهل يعقل أن كل أولئك ما فهموا حكم الله ورسوله وفهمه مجموعة من المفكرين المعاصرين.

14- ذكر الله في كتابه ظاهرة (الكذب على الله) في مواضع كثيرة، ولا يكثر القرآن من ذكر أمر من الأمور إلا إنعكاسا لأهميته القصوى،

والكذب على الله له مرتبتان: الكذب على الله في (الألفاظ) والكذب على الله في (المعاني) وهذان النوعان يسميهما ابن تيمية تحريف التنزيل وتحريف التأويل ،

والكذب على الله في الألفاظ ينتشر كثيرا بين جهلة المتصوفة وأما الكذب على الله في المعاني فينتشر كثيرا بين النخب المثقفة ومتفقهة التغريب الواقعين تحت سلطة الثقافة الغالبة.

15- بعض المنحرفين في الطرح سبب إنحرافه ليس الجهل العلمي بل ( الهوى المسيطر ) فهذا لا يناقش وإنما يحتاج لصدمة تأهيل إيماني، أما الشريحة الصادقة والباحثة عن الحق فمثل هؤلاء بحاجة إلى الرفق العلمي .

16- اثنى الله على من اتبع تجربة بشرية سابقة (والذين اتبعوهم بإحسان..) وفي قول النبي (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين) دعوة صريحة لمراعاة تجربة بشرية سابقة في فهم الاسلام.

17- في القرآن، الوسطية المطلوبة حق بين باطلين أما المرفوضة فوسط بين الحق والباطل، هذا على كلام الشيخ.

18- هناك إشكال عند المناهج العصرية المخالفة لأهل السنة فهم يعانون من تقنية التبعيض ،فأنظر كيف أن العلمانيين اختزلوا الإسلام في حرية الإجتهاد المدني، والليبراليين اختزلوا الإسلام في الحريات العامة، والتنويريين اختزلوا الإسلام في قضايا الحضارة والعلوم المدنية، واليساريين اختزلوا الإسلام في الإحتجاج السياسي، أما أهل السنة فمنهجهم (استيعاب الوحي).

19- (ولهذا تجد من تعود معارضة الشرع بالرأي لا يستقر في قلبه إيمان) ابن تيمية.

20- من الأباطيل حصر الشريعة في قطعي الثبوت والدلالة فلا يحتج إلا به وهذا مخالف لنصوص الوحيين . مثال (فلولا نفر من كل فرقة طائفة..) و (بلغوا عني ولو آية) و (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه) وقد تواتر عند أهل التاريخ والسير أن النبي كان يرسل إلى الأمم رسولا واحد يخبرهم بالإسلام كله.

21- مضمون (تتبع الرخص) بكل وضوح وإيجاز هو أنه إذا اختلف العلماء في مسألة فيجوز الأخذ بالأهون على النفس ولا يجب الأخذ بالارجح دليلا، فصار المرجح في المسائل الخلافية ليس الدليل وإنما الأهون والأشهى والأخف على الذات بمعنى أن المكلف صار مخيرا في المسائل الخلافية بأخذ ما تهواه نفسه ولم يعد مكلفا بالبحث عن الأرجح، (ولا شك أن هذا باطل).

22- تخيل أننا سلكنا طريقة تتبع رخص المجتهدين وليس أن نجتهد في تحقيق مراد الله، فالنتيجة :

يجوز أن تكون الصلوات ثلاث صلوات بناء على بعض الشذوذات الفقهية، ويجوز شرب الخمور من غير عنب على رأي بعض فقهاء الكوفة، ويجوز أن يقع الانسان على ما شاء من النساء بنية التمتع -زواج مؤقت بدون ولي- على رأي بعض فقهاء مكة ، ويجوز أخذ ربا الفضل بناء على أحد قولي ابن عباس ، ويجوز بيع العينة بناء على قول الشافعي، ويجوز بيع الدين بناء على قول الشافعي، ويجوز أخد الربا في الفلوس المعاصرة لأنها ليست ذهب ولا فضة على رأي بعض حنفية الهند ، ويجوز التهام الإقتطاعات العقارية السلطانية بناء على أنه يحق له أن يهب ما شاء كما صدرت بذلك بعض الفتاوى ، ويجوز أن نأكل السباع ذوات الأنياب والطيور ذوات المخالب بناء على أحد قولي مالك ،ويجوز أن يرضع المرء زميلته في العمل بناء على قول احد اساتذة الحديث في الأزهر وهكذا!!

23- احتج بعض التابعين على ابن عباس بقول أبي بكر وعمر فقال لهم ابن عباس (والله ما أراكم منتهين حتى يعذبكم الله ، نحدثكم عن رسول الله وتحدثونا عن أبي بكر وعمر).

24- قال سليمان التيمي (لو أخذت برخصة كل عالم -أو زلة كل عالم- اجتمع فيك الشر كله).

25- (ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام..) هذا الحديث بذاته دال أكمل دلالة على بطلان تتبع الرخص وتأويلات العلماء وعدم تحكيم نصوص الوحي على نزاعات العلماء.. والله قال ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ) وغيره من النصوص تدل على بطلان نظرية تتبع الرخص -أي زلات العلماء-.

26- قال ابن عبدالبر (لايجوز للعامي تتبع الرخص إجماعا).

27- التجديد المحمود: إحياء ما اندثر من معاني الإسلام ، وهو الذي جاء النص بتفخيم شأنه في حديث المجدد، أما التجديد المذموم الذي يريده من تأثر بالذوق الغربي فهو تحوير وتعديل الأحكام الشرعية لتتفق مع ثقافة الغالب، ويجب أن يُعلم أن فكرة (تجديد الشريعة لتوافق الذوق المعاصر) فكرة متناقضة لا يمكن العمل بها أصلا...ويبقى السؤال الذي ينبغي أن يسألوا أنفسهم إياه هؤلاء (هل نطور الوحي ليتناسب مع الذوق المعاصر أم نطور الذوق المعاصر ليرتقي إلى الوحي).

28- الذين يقولون أننا اليوم بفضل العلوم الفلكية الغربية المعاصرة صرنا نعرف وقت الكسوف فلا معنى للصلاة -أي الكسوف- وقعوا في خطأين بشكل مركب :

أولهما: خطأ فقهي وهو أساس تشريع صلاة الكسوف. (فليس هو كون بني آدم يجهلون موعده أو يفاجؤهم وإنما هو عظمة الآية ذاتها، وأصلا معرفة زمن الحدث مسبقا لا يلغي هيبة الحدث ذاته)

والثاني: خطأ فلكي وهو تاريخ المعرفة العلمية بمواعيد الكسوف. (فالواقع أن معرفة مواعيد الكسوف علم فلكي قديم معروف قبل أن يشرع الله صلاة الكسوف أصلا).

29- الشافعي ليس مؤسس أصول الفقه ، فأصول الفقه مصادر التشريع وقواعد فهم النص تأسست في ذات اللحظة التي هبط فيها النص نفسه، لأنه وبكل إيجاز يستحيل أن يبقى النص الشرعي بلا قواعد لفهمه حتى عصر الشافعي، وبإستعراض سريع لقضايا أصول الفقه الجوهرية يكتشف الباحث أنها كانت مطروحة قبل الشافعي ، فكل عصور السلف قبل الشافعي كانوا يعرفون مصدرية الكتاب والسنة والإجماع ، وكان أهل الرأي بالكوفة يتوسعون في القياس والاستحسان ، بينما كان أهل المدينة يتوسعون في الإستصلاح وعمل أهل المدينة وسد الذرائع ، وكان أهل الحديث يتوسعون في قول الصحابي ، وكل عصور السلف قبل الشافعي كانوا يعرفون القضايا الجوهرية التي أثارها في كتابه الرسالة كالناسخ والمنسوخ والمرسل وخبر الواحد الخ .. وحتى قضايا الدلالة كالعموميات والخصوص والإطلاق والتقييد ونحوها كانت تستعمل قبل الشافعي ، وكل الذي صنعه الشافعي إنما هو إفراد هذه القضايا العلمية في مصنف مستقل وتجريد بعض التطبيقات إلى أصول كلية والترجيح الحاذق عبر الإستدلال الحصيف في هذه القضايا بما ساعد على استقرار كثير من النزاعات العلمية فيها .

30- أجاب المؤلف على بعض النقاط التي يثيرها البعض عن أبي هُريرة : كالإستفهام حول عدد مروياته ، وإنفراده بالأحاديث الكثيرة ، وإستشكال نهي عمر لأبي هُريرة عن الرواية، ودعوى تعارض أحاديث أبي هُريرة مع القرآن ، واستشكال معارضة بعض الصحابة لأبي هُريرة، واستشكال رواية أبي هُريرة عن كعب الأحبار ، أجاب عن كل هذا.. ثم تطرق لجدلية عدالة الصحابة وفكرة عرض الأحاديث على القران والعقل وأجاب عنها .

31- الجصاص كان معتزليا لذلك وقع عنده بعض الخلط، ورشيد رضا مر بثلاث مراحل التصوف ثم التأثر بدعوة محمد عبده والأفغاني ثم لما مات محمد عبده بدأ بالإستقلال ومرحلة التصحيح.

32- الإستحداث في العلوم المدنية: مؤشر إبداع مطلوب، (أنتم أعلم بأمر دنياكم).

والاستحداث في العلوم الشرعية : مؤشر تراجع وانحطاط (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

33- في الموقف من المخالف :

لابد من التمييز بين المسائل الظاهرة والإجتهادية،

والتمييز بين الأصل والهفوة،

والتمييز بين الرأي المطوي والرأي المنشور،

والتمييز بين مقام الدعوة ومقام الإنكار،

والتمييز في أغراض العبارات بحسب الأشخاص .

34- تكلم الشيخ على أنه ولو كثر المخالف فإن الباطل يُنكر وهذا عمل المحققون من أهل السنة، وأن الإنكار سائغ في دون القطعي إذا ظهر فيه الدليل ، وتأمل في مصنف ابن ابي شيبة كيف أن الصحابة ينكر بعضهم على بعض فيما دون القطعي، وبيّن أن الإنكار حصيلة موازنة مصالح شرعية كثيرة، وأنه ينكر على المتأول والجاهل وإن كان قد لا يأثم (فباب الإنكار أوسع من باب التأثيم).

35- ليس الإسلام دينا هشا لنخشى عليه من الشبهات، بل قلوب بني آدم هي الهشة وهي التي نخشى عليها ، فنحن لا نخشى على الوحي بل نخشى على الأرواح التي تحمل الوحي أن تخسره بشبه عارضة.

36- الإقصاء نوعان: إقصاء (واجب) وهو إقصاء كل فكرة أو مفهوم مخالف للقرآن والسنة.

وأما (الممنوع) فهو إقصاء المخالف في المسائل الاجتهادية.

37- الوصاية نوعان : وصاية (واجبة) وهي فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ووصاية (ممنوعة) وهي الوصاية على الناس في اختياراتهم الإجتهادية والمباحة . والناصح أصلا ليس وصيا فالوصاية نوع من السلطة كالولاية.

38- الإسقاط ليس بمذموم مطلقا ، بل فيه تفريق بين الإسقاط بحق أي لمن غلب خطؤه على صوابه ، وإسقاط بظلم لمن كانت أخطاؤه مغمورة.

39- القول بأنه يجب انتقاد الأفكار دون الأشخاص كلام محدث ليس على إطلاقه.

40- اختلاف أئمة السلف في تقييم بعض الأشخاص وجد أن غالبه ليس بسبب الخلاف في أصل الموقف من المخالف ،وإنما بسبب الإختلاف في تقدير واقع الشخص نفسه.

41- الطائفية لفظ محدث مجمل ولأهل السنة قاعدة علمية دقيقة ، وهي الإستفصال في الألفاظ المجملة ، فيقبل مافيها من الحق ويرد مافيها من الباطل ، ولا يتعامل معها بالاطلاق نفيا او إثباتا.

فإن كان المقصود منع ظلم الطائفة المنحرفة وتحريم العدوان والبغي عليها فهذا حق وواجب شرعا. أما إن كان المقصود منع نقد الطائفة المنحرفة وبيان ضلالها فهذا خطأ، فإدانة أي طائفة ضلت عن شيء من الشريعة مبدأ قرآني.

42- الذي تغير عند البعض في الولاء البراء هو أرضية الولاء والبراء أو المبررات التي تستحق الولاء والبراء.

43- كل كافر فهو عدو لله بمجرد كفره، والله أخبر أنه لا يحب الكافرين ، وأخبر أنه يمقت الكافرين ..فكل مؤمن لابد أن يقوم في نفسه (العداوة القلبية الدينية) لكل عدو لخالقه ومولاه، فإن لم يجد هذه العداوة القلبية الدينية لأعداء ربه سبحانه فليبك على إيمانه ولو كمل حب الله في قلبه فيستحيل أن يحب خالقه وعدو خالقه في آن واحد..

44- لما بعث نبي الله عبدالله بن رواحة إلى اليهود لخرص الثمار، خافوا أن يظلمهم فقال لهم كما عند أحمد بسند صحيح (يا معشر اليهود! أنتم أبغض الخلق إلي..، وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم) هؤلاء كفار مسالمون وليسوا محاربين ، ومع ذلك يستعلن رضي الله عنه ببغضه لهم.

45- الواقع أن قاعدة البغض العقدي للكافر قد أطبقت عليها المذاهب الأربعة لأهل السنة والجماعة وليست مسألة ابتكرتها الدرر السنية.

46- بيّن الشيخ وأجاب على إشكالات البعض في باب الولاء والبراء وَمِمَّا قاله أثناء كلامه على إحدى الشبه ( فقائل هذا الكلام ليست إشكاليته إشكالية مفردة بعينها ، بل لديه إشكالية منهجية ، وهي ترك الأصول الظاهرة وتحويل الإستثناء والمحتمل إلى قاعدة).

47- تجد البعض يتحدث كثيرا عن أنه يجب تصحيح الموقف من المخالف وأن سائر المخالفين للإسلاميين يجب إحترامهم واللطف بهم ثم بعد ذلك هذا الشخص إذا كُتب في شخصه ما يسيء له لربما رد بالكلمات القاذعة فتأمل كيف حاله مع من انتقد شخصه وكيف حاله مع يقدح في الشريعة!

48- من الخطأ جعل الخطأ التبعي الإجتهادي أغلظ من خطأ أصلي ظاهر ، مثاله المحتسب اذا أخطئ مجتهدا في احتسابه على صاحب منكر ظاهر.

49- لو قلت للكثيرين من التابعين لثقافة الغرب الغالب أن الخدمات الصحية ستكون مجانية للمواطن وسنحرم غيره ولو كان مسلما متمسكا ، قد لا يرى في ذلك إشكالا بل قد يراه تنظيما مطلوبا ، لكن لو قلت لهم إن الخدمات الصحية ستكون على أساس الدين لا على أساس الأرض فإنهم سيهجمون عليك .

50- (أبدلكم الله خيرا منهما) (هل كان فيها عيد من أعيادهم) (لكل قوم عيدا) (عيدنا أهل الإسلام) استنادا لمثل هذه الوقائع قال ابن تيمية : الأعياد من جملة الشرائع والمناهج والمناسك.

51- لا يجوز مشاركة الأُمم الكافرة الغالبة في أعيادهم ولا تهنئتهم .. قال عمر الخطاب رضي الله عنه: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم، بل اشترط في الشروط العمرية الشهيرة على أهل الذمة ان لا يظهروا أعيادهم في دار المسلمين.. وابن عباس وغيره استنبطوا من قوله تعالى (والذين لا يشهدون الزور) أنه يدخل في أعياد الكفار .

52- في الطرح النظري للثقافة الغربية الغالبة لا يعتبر القتال مشروعا إلا للدفاع عن النفس فقط، وإن كانت الإمبرياليات الغربية عمليا تنتهك هذا المنهج ..

ونحن هاهنا نطرح عليهم سؤالا هبوا أننا فعلا أوّلنا كل نص في القرآن يأمر بالجهاد على أنه جهاد الدفع ، فماذا سنفعل بنصوص الغزو والغزاة والغازي ..

وماذا سنفعل ب (يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غُزّى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا) فهؤلاء خارجون للغزو، ولم يكونوا باقين في بلدهم للدفع فقط ..

وكيف سنفعل بالحديث الذي فيه ( أن النبي كان إذا غزا قوما لم يكن يغزو بنا حتى يصبح وينظر فإن سمع أذانا كف عنهم وإن لم يسمع أذانا أغار عليهم).

وتأمل (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم..).

وكذا (وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا) فلو كان الدفع هو المقاتلة فلم ميز بينهما إذن..

53- يقول ابن القيم : فجهاد الدفع يقصده كل أحد ولا يرغب عنه إلا الجبان المذموم شرعا وعقلا، وجهاد الطلب الخالص لله يقصده سادات المؤمنين.

54- من أهم المهمات في هذا الوقت (المحافظة على المفاهيم الشرعية ضد التزوير).

55- (أركان التابعين) كما يقول ابن تيمية: سعيد بن المسيب، والحسن، والنخعي، وعطاء بن أبي رباح.

و(أركان تابعي التابعين) كما يقوله ابن تيمية أيضا : مالك بن أنس إمام أهل الحجاز، والأوزاعي إمام أهل الشام، والليث بن سعد إمام أهل مصر، والثوري امام اهل العراق .

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply

التعليقات ( 1 )

حياكم الله

-

منصور

23:31:30 2017-01-17

الكتاب مفيد جداً.. جزاكم الله خيراً