بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ليس لي أن أقيم أثار الدكتور عبدالله القرني فالشيخ مدرسة علمية سامقة شامخة ولكنها انطباعات وارتسامات في قراءة نتاج الشيخ العلمي. وهي دعوة إلى الإستفادة من تلك المخرجات العلمية المؤثرة والمفيدة والتي أرى أنهاستضيف كثيراً للقراء والمطلعين حتى لمن لم يكن متخصصاً لأن غالب تلك الرسائل هي في صميم المعتقد والمنهج والفكر وسمة الوضوح والمنهجية وعدم التكثر فيها ظاهرة فمن تلك الإرتسامات في الدراسات العقدية لكتب الدكتور عبدالله القرني:
- تأخذ كتبه قضية موضوعية قد تبدو فرعية للبعض ولكنها في الحقيقة كلية منهجية وتفجر قضايا كثيرة من حولها وتمسك المعصم بكل قوة وتضرب بيدٍ من حديد معرفي
- وطريقة الشيخ أنه بعد أن يؤصل المفهوم الكلي الذي يريد بيانه يقوم بتغذية هذا المفهوم ثم يرد وينقض المفهوم المخالف أوالمفاهيم المغايرة للمفهوم الكلي الذي أصله
- ومن قرأ له عرف كم يتعب في كد الذهن والفكر وإرجاع الفكرة والأفكار إلى وحدة موضوعية كلية ومفصلية
- ومن مسلكه كذلك أنك لا تجد حشواً أو كلاماً زائداً بل تجد التحرير = والتحرير العميق
- تلمس في نتاج الدكتور السؤال المعرفي فهو لا يكتب إلا وتلمس مشكلة معرفية عقدية حقيقية في بحوثه وتلحظ فيها بشكل بارز الأجوبة المُسَبَبة والمعللة في سؤال لماذا؟
- ونضرب لذلك أمثلة من عناوين كتبه = فعن طريق النظر في عناوين كتبه المعرفية تكشف شيئاً من تلك الإشارات إلى الدقة العلمية.. في نتاجه وإصداراته فمثلاً كتاب :
- اصول المخالفين لأهل السنه في الايمان
- دلالة المعجزة على صدق النبوة عند الأشاعرة دراسة نقدية
- دعوى عدم التفاوت في الايمان وموقف اهل السنه منها
- مناط الكفر بموالاة الكفار
- وكتاب في القدر من أفضل الكتب بعنوان:
الخلاف العقدي في القدر ، دراسة نقدية لأساس شبهة القدرية والجبرية في أفعال العباد وهو من الكتب المهمة جداً والمحورية المعمقة
- وله كتاب ضوابط التكفير رسالة علمية
- وكتاب المعرفة في الاسلام رسالة علمية أيضاً.
والرسالتان الأخيرتان لهما تأثير فكري إيجابي في أوساط عدد من الباحثين والمؤلفين. و يتضح من تلك العناوين = محددات الفكرة في طريقة تناول الموضوعات فهي مركزة وتسلط المجهر بكل وضوح وقوة ثم بعد ذلك التحديد يفرع بقدر يسير تاركاً لك ضرب كثير من الأمثلة التي لا تخرج عن هذه الوحدة الكلية الموضوعية.
لغته وأسلوبه:
لغة الدكتور عبدالله القرني في رسائله لغة علمية صارمة لا تقبل أنصاف الحلول أبداً لأن هذه هي طبيعة العقلية التحليلية والتركيبية وهي أيضاً لغة هادئة وواضحة ورصينة وليست متشنجة أو متنقلة بين الجزئيات أو مشغبة أوتائهة عن المفهوم الكلي واستدلاله وتجد منهجه في الطرح منهجاً أصيلاً حتى في ضرب الأمثلة يحرص على المؤثر منها عند المخالفين والمغاير في منهج الإستدلال وليس كذلك فحسب بل والذي قد يخفى على الكثير ضارباً صفحاً عن الإشكالات الصغيرة والمسائل الهامشية
- مما يلاحظه القارئ في كتب الدكتور عبدالله القرني عدم التكثر سواء في النقول أوالمراجع أو في الأمثلة والشواهد كما أنه يختار مراجع المخالفين بعناية فائقة من حيث صلتها المباشرة في المشكلة ومركزيتها عند المخالفين ومن ثم يسلط مشرح النقد عليها بكل عناية ومنهجية وأمانة ودقة.
- ميزة أخر في رسائل الدكتور عبدالله القرني أنها تبني الوعي بوضوح وصراحة وتشكل الرؤية العقدية ببيان مستقيم مسدد
وترتكز في تعاطيها على فهم السلف الصالح الكلي كما أنك لا تجد استعراضاً لأعلام الفكر السلفي في العقيدة ولكن كتبه في النهاية تخدم المشروع العقدي السلفي السني وتتفق معه تماماً وتلحظ أنه لا يكثر من ذكر ابن تيمية ولكنه يذكره على سبيل الإيجاز ويعتمد في طرحه على منطق الحجج والبرهان والوعي وليس على منطق قال فلان وفلان.
حفظ الله الشيخ عبدالله القرني ونفعنا بعلمه وجزاه الله خيراً
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد