بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعمت الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عز وجل، وتذكره بالآخرة, وبالجنة والنار وبالكسب الحلال, وبالنية الحسنة عند كل عمل، وبالإخلاص لله ومراقبته في كل حال.. إن هذه المعاني الجليلة حينما تعيشها الأسرة المسلمة واقعا حيا في كل سلوكياتها أجدر بأن تجلب على البيت وعلى كل أفراد الأسرة السكينة والطمأنينة والحبور والبركة, بل إنها السبيل الأقوم للتوازن النفسي حين يشعر كل فرد في الأسرة أنه يعيش بمنهج ولغاية نبيلة ممتدة, الدنيا فيه جزء من رسالته وليست ذاتها هي أكبر همه ولا مبلغ علمه.
من هنا نبدأ
· أيقظي زوجك دائما قبل أذان الفجر بربع الساعة، لا بعد أن يؤذن المؤذن، وأعطيه مشروب دافئ أو بارد -حسب الفصل المناخي- قبل نزوله، وخاصة إن كان سيصوم هذا اليوم.
· احرصي أن تجتمعا سويا على صلاة قيام الليل بين الحين والآخر فإنها تضفي عليكما نورا وسعادة ومودة وسكينة، قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}[الرعد:28] وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رحم الله رجلاً قام من الليل، فصلى وأيقظ أهله، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)[رواه أبو داود]
· اصبري على تقويم أخطاء زوجك، فعملية التقويم لأي اعوجاج لا تؤتي ثمرتها إلا على المدى الطويل، وتحتاج إلى رعاية وعناية وجهد وصبر. وقد قال المولى -جل شأنه- لرسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم- وللأمة من بعده: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[طه:132] فالأمر بالصلاة أمر شاق وصعب، ويحتاج ليس فقط إلى صبر، بل إلى اصطبار، والكلمة تدل على معنى أوسع وأشمل من الصبر؛ فهو صبرٌ ليس هيناً، وليس عاديّاً؛ بل على كل طرف أن يصطبر على تقويم أي عادة أو طبع غير حسن في زوجه، ويبذل قصارى جهده في ذلك بالرفق واللين والهدوء لتدوم العشرة الطيبة بينهما.
· حاولي أن ترتبي مع زوجك وأولادك أوقات أسبوعية أو شهرية، يغلق فيها التلفاز والإنترنت، وتجتمعوا على مأدبة القرآن وقراءة بعض الأحاديث النبوية الشريفة أو التطرق لموضوعات دينية متنوعة.
· احرصي أثناء التسوق على انتقاء بعض الوسائط الصوتية ذات الموضوعات الشيقة والتلاوات القرآنية العذبة واجعليها في سيارة زوجك ليستمع إليها أثناء الطريق.
· حاولي أن تضيفي لمسة إسلامية على ديكورات المنزل، وتجنبي كل المخالفات الشرعية المتعلقة بالبيت مثل التماثيل المجسمة والصور التي تفضي إلى التعظيم.
· حذاري من أن تدفعي زوجك للمال الحرام، فلا ترهقيه بكثرة طلباتك التي لا تناسب دخله، وإذا أردت حثه على تحسين أوضاعكم المادية فلا تستفزيه بمقارنة أحوالكم المعيشية مع أحوال أقربائك وجيرانك .. فقط ناقشيه بهدوء وركزي على الأفكار الإيجابية العملية لتحسين دخله.
· تعلمي التدبير في كل شيء، واستخدام القدر الأمثل من كل شيء؛ حتى لا تهدري شيئاً نافعاً ولو كان القليل من الملح، وهكذا تكتسبين صفة التدبير؛ تعبداً لله وتوفير للمال.. فبقليل من التدبير وحسن التفكير يمكنك توفير مبالغ كبيرة يتم توجيهها لتغطية مطالب واحتياجات الأسرة الكثيرة، فالتدبير نصف المعيشة كما يقال، فكم يلقى في سلة المهملات من طعام تنعم به الشياطين بعد أن تعبنا في شرائه وجمعه وصنعه. واعلمي أن عدم الإسراف والتبذير من صفات المؤمنين وخلق الصالحين، قال تعالى: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا }[الإسراء:27]
· يا حبذا لو تذكرت الفقراء والمساكين واليتامى من أهل البيت أو الحي أو القرية أو من أي بلاد المسلمين الذين نزلت بهم كارثة، ومساعدتهم بأن نجعل لهم نصيبا من طعامنا حتى يبارك الله لنا فيه فنكسب خيري الدنيا والآخرة. فيمكنك توفير وجبة كل أسبوع أو صيام يوم تطوعاً، مع نية توفير ثمن تلك الوجبة وتقديم قيمتها تبرعا لهؤلاء المحتاجين من المسلمين.. إن في هذا مشاركة ودعوة للخير وتشجيعا للأولاد والأهل على ذلك، وإعلامهم وتوجيه اهتمامهم لهذه الأمور المهمة للمسلمين. ناهيك عن فضل الصدقة في سعة الرزق واستجلاب الرحمات والخيرات.
· كوني سكنا له.. فمعلوم أن ظهور الزوجة أمام زوجها بمظهر حسن يجعله يرغب فيها، وبذلك يحفظ نفسه عن غيرها مما حرم الله تعالى، ولقد قيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أي النساء خير؟ قال: (التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره)[رواه أحمد]. ولن يسر الزوج إذا نظر لزوجته إلا إذا كانت متجملة له.. إن تزين المرأة لزوجها حق من حقوقه الثابتة له عليها، مهما تنكرت الزوجة لهذا الحق سواء نظريا أو عمليا. وأداء المرأة لهذا الحق كما يحب الزوج من شأنه أن يجلب للمرأة رضا الله ثم رضا زوجها وراحته وراحتها. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجابا على المعاملة اليومية الطيبة من الزوج لزوجته، فالواقع يقول بأن المرأة بقدر ما تخدم زوجها ليلا بإشباع رغبته فيها، بقدر ما يكون هو مستعدا لخدمتها النهار كله. فمن المستفيد أكثر لو تفقه المرأة هذا الكلام؟!
· صلة الرحم من أعظم القربات، فتجنبي اختلاق الأعذار الواهية لإبقاء زوجك بجانبك وعدم زيارته لعائلته أو أصدقائه فذلك ليس من خلق المسلمة الملتزمة.
· أعيني زوجك على بر والديه.. فكثيراً ما تغضب الزوجة لكلام أم زوجها، لشدة حساسيتها تجاهها، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما، ويقع الزوج في موقف لا يحسد عليه بين أمه وزوجته، وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث، فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها، ولتعلم أن كل ذلك مدخرا أمام الله عز وجل، وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه، وحسن معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج، كيف لا وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله عز وجل، وهذه الزوجة الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها أعظم والقرب منها أكثر.
· أكرمي ضيف زوجك فهو إكراما له، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) فإكرام الضيف والسرور بلقائه والترحيب به كل ذلك من الإيمان، وأن يقدم المرء للضيف أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف، قال تعالى: {ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ}[هود:69].. أين نسوة المسلمين يأتين فيشهدن الصحابية أم سليم –رضي الله عنها-، وهي تطفئ السراج، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا، ثم تعطي الضيف طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف، بينما ربما تقيم الزوجة الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل البيت جحيماً.. أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد