بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هـناك قصة لست متأكداً من صحتها ولكنها على أي حال تستحق التأمل والتنبه لها في حياتنا اليومية.. تتحدث عن أحد معارضي الملك الفرنسي لويس الرابع الذي سجن وحيداً في قلعة مطلة على البحر..
وذات ليلة فوجئ السجين بباب الزنزانة يفتح ويدخل عليه الملك بنفسه ليقول له: موعد إعدامك غداً ولكنني سأمنحك فرصة أخيرة للنجاة.. ففي زنزانتك مخرج سري إن تمكنت من العثور عليه يمكنك الخروج وإنقاذ حياتك، وإن فشلت سيأتي الحراس غداً لقطع رأسك...
ومن خلال معرفته بالملك لويس (وحبه لمثل هذه الحـيل) أدرك أنه صادق وأن عليه الاجتهاد والعثور على المخرج قبل الصباح.. الملك لويس من جهته أمر حراسه بفك السلاسل التي تقيده بالجدار وانتظر خروجهم ليغلق باب الزنزانة بنفسه..
السجين لم يضيع وقته وبدأ يفتش زنزانته حتى اكتشف في زاويتها فتحة تم اخفاؤها بمهارة.. نزع البلاطة التي تغطيها فوجد سرداباً سار فيه لمسافة طويلة حتى اكتشف أنه مسدود بصخرة ضخمة.. حاول إيجاد مخرج حولها ولكنه فشل فقرر العودة لزنزانته.. وقبل أن يدخل الزنزانة شعر بنسيم بادر فتتبعه حتى اكتشف بئراً يتجه للأعلى.. صعد البئر حتى وجد نفسه فوق برج القلعة الشاهق وتحته صخور بالكاد تبدو في ضوء القمر.. بقي حائراً لفترة طويلة حتى تملكه اليأس وعاد إلى زنزانته منهكاً وحزيناً.. وبينما هو ملقى على الأرض بدأ يضرب الحائط بقدمه غاضباً فأحس بالحجر الذي يضربه يتحرك.. قفز فرحاً ونزع الحجر فوجد سرداباً ضيقاً بدأ يزحف فيه حتى وصل لنافذة تطل على البحر ولكنها مغلقة بشبك حديدي صلب.. يئس من فتحها فعاد لزنزانته ليبحث في كل زاوية وتحت كل حجر لعله يجد مخرجاً قبل الصباح، ولكن دون فائدة.. وحين أشرقت الشمس حضر الملك مع الجنود فبادره السجين قائلاً: عهدتك صادقاً يا جلاله الملك؟.. ابتسم لويس وقال: أنت أفضل من يعرف أنني لا أكذب.. فقال حائراً: ولكنني جربت كل شيء فأين المخرج؟ قال الملك: حين خرجت البارحة أمرت الحراس بفك قيودك وتركت باب الزنزانة مفتوحاً خلفـي...
انتهت القصة، ولكنها استوقفتني للتفكير في أوجه الشبة بين حال السجين وظروف مماثلة في حياتنا.. في بحثنا الدائم عن (حلول صعبة) لمشاكل سهلة يعاني منها الفرد والمجتمع.. حـلول بديهية وغير معقدة ولكنها إما تغيب عن بالنا أو نتجاهلها باحثين عن الحلول الصعبة.. هذه القصة تعلمنا أن الحلول قد تكون أمام أعـيننا (كالسماح للمرأة بقيادة السيارة) ولكننا نبقى سجناء للفكرة الصعبة.. تعلمنا أن كل سجن نوضع فيه (سواء شخصياً أو فكرياً أو مادياً) يتضمن بصيص أمل قد لا يخطر ببالنا بسبب خلفيتنا المتعنتة أو ثقافتنا المتشددة !!
.. أجزم أنك فهمت الفكرة، ومع هذا أرجـو أن تبحث أيضاً في غوغل عن مقال: (التفسير الأبسط هو الأقرب للصحة).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد