التحقيق وتجديد المعارف


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: 

 

التجديدُ سنةٌ في هذه الحياة، تشع أنواره في كل نواحيها، والظافرُ من اقتبس منها، ولا يُقصَر التجديد أبدًا إِذِ الحاجة إليه لازمة، هذا الماء إن ركد مكانه أسَنَ وخبُث ريحُه، وإن سار ودام نبعه ظل صافيًا لامعًا.

وهانحن نرى هذا في أبواب العلوم وأربابها، قلما تجد طالبًا أو كاتبًا أو باحثًا أخذ بالتجديد إلا وهو يحمد عاقبة ذلك.

ومن ذلكم: تحقيق التراث، إذا اتخذ التجديد مطيةً له بلغ من المقاصد ما يفوق كل مطية، ونجا من مفاوزَ تُقطعُ فيها سبيله.

وعلى سبيل الإيجاز نقول: آيةُ التجديد في هذا الباب وعلامتُه: تركُ القرار على حالٍ وَاحِدَةٍ في أدواتِ ومعارف خادمِ التراث ومحقِّقِه.

وإذا استصحب المحقق التجديدَ، وصار شعارًا له، فليسلك في ذلك مسالكه، ومنها:

-       إدامة النظر فيما انصرم: فينظر المحقق في أعماله وفِي معارفه وأحواله حتى يعرف ضعفه وقوته.

-       النهل من معين المحققين الراحلين: فهم أساتذة هذا الباب ولهم أحاديث تمتلئ تجربة وخبرة تكشف المكاسب والعثرات.

-       سؤال الأساتذة والمحققين الأحياء .

-       قراءة المجلات التراثية: ففيها نماذج المدارس العلمية وخبراتها والنقد للأعمال المطبوعة.

-       قراءة مقدمات المحققين .

فهذه المسالك توصل إلى تجديد خدمة التراث وتحقيقه، أما مظاهر ذلك فلا حصر لها، فإن من سلك الدرب وصل، وإن عييتَ بعد ذلك كله، فاصحب مجددا وخذ منه قبسًا!

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply