بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الجهل:
من أهم الأسباب أو من أخطر الأسباب الجهل، فإن من جهل شيئا عاداه، وكثير من الناس لا يحسن التعامل مع الآخرين؛ لأنه يجهل ذلك، والعلم يجعل المرء المسلم يتبين ويتبصر ويفهم كيف يتعامل مع الآخرين، أما الجاهل فستجده قد ينفر الآخرين حتى من عمله قد ذكرنا: «قضية قصة بول الأعرابي»(15) وكيف أن الذين انتهروه لو بقوا على هذا الانتهار ولم يوجههم النبي –صلى الله عليه وسلم– ماذا تكون النتيجة؟
وفي جلسة للشيخ ابن باز –رحمه الله تعالى– تظهر مسألة طريقة تعامل العلماء مع الجهال، حيث جاء مستفتٍ من بلد ما إلى الشيخ ابن باز في المدينة، يوم أن كان رئيسا للجامعة فسار إلى الشيخ يسأله عن مسألة، فتكلم أحد الحاضرين وكان معروفا بتسرعه وجهله، فقال: يا شيخ هذا الذي يتكلم معك حليق ومتختم بالذهب وفي جيبه دخان، فقال الشيخ رحمه الله: اسكت اسكت فانتهر المتكلم وأسكته، وترك السائل حتى أكمل سؤاله، ثم أدناه إليه وكلمه بشأن هذه الأمور الثلاثة برفق شديد، فرمى السائل الخاتم وأخرج الباكت وسلمه لشخص، وقال ارمه بالخارج، وقال: والله يا سماحة الشيخ ما عرفت أن هذه الأشياء محرمة قبل اليوم، وما كنت أظن إعفاء اللحية إلا عادة من العادات، وما كنت أظن أن التختم بالذهب محرم، وما كنت أظن الدخان إلا عادة من العادات، وأنا أتوب إلى الله أمامك من هذه الأمور الثلاثة الآن. فلو لم ينتهر الشيخ الرجل الأول ويراع حال السائل ثم ينصحه برفق بعد ذلك لما استفاد السائل شيئا غير الإجابة على سؤاله، لكن حسن تصرف الشيخ كان له أكبر الأثر في تغير هذا السائل ومعرفته بأمور السنة.
التسرع في نقل الأخبار من غير تثبت:
من الأسباب التي تؤدي إلى سوء التعامل التسرع في نقل الأخبار وتصديقها، لذلك قال الله –تعالى– في الآية الكريمة: ﴿إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا﴾[سورة الحجرات: الآية 6] يقول علي –رضي الله عنه-: “إياك أن تكون مذياعا “، حَذَّرَ من أن يكون المرء مذياعا، والمذياع هو الذي يحدث بكل ما يسمع، فأحيانا يأتي شخص إلى خطيب الجمعة يقول: “يا شيخ جرى كيت وكيت وكيت” فيبدأ هذا الخطيب بنقل الكلام، ويتكلم عن قضية قد تكون غير واقعة، بل ربما أخبر بمكان جريمة ما يبحث عنها مريدوها وأصحابها؛ بسبب جهله وعدم حسن تعامله
عدم التفكير في العواقب، والتسرع في إجابة السائل دون استيعاب:
من الأسباب أيضا عدم الإدراك والتفكير في العواقب، فواجب على المرء قبل أن يتكلم في مسألة ما، أن يفكر في العواقب التي تنتج عن الكلام الذي يريد أن يقوله. ومن الأسباب أيضا التسرع في الإجابة على السؤال دون أن يستوعب.
الحكم على الشيء بالعاطفة:
فقوة العاطفة قد تحمل الإنسان أن يحكم على شخص في مسألة ما، وهو بريء منها أو ينسب إليه ما لم يقل بسبب ما نقل إليه.
العزلة وعدم المخالطة:
من الأسباب أيضا العزلة وعدم مخالطة الناس، فالذي يبتعد عن الناس ربما يصدق أي خبر يأتيه، وإذا جاء يُذَكِّرُ أو يعظ أو يبيِّن للناس فإنه يبين على غير بصيرة، ولذلك أخبر النبي –صلى الله عليه وسلم– «أن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم»(16)
نقل أخبار الصحف التي قد تبالغ في الأمور:
من الأسباب أيضا تلقف أخبار الصحف والمجلات، والشائعات والإذاعات التي تضخم الأمور، من الأسباب أيضا تضخيم الأمور وتكبيرها، فربما كان أمرا سهلا فيأتي شخص فيضخمها حتى تصبح فتنة تدخل كل بيت.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد