بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
من يقرأ في كتب التراجم والطبقات وكتب التاريخ والتي يكتبها إمامٌ موسوعيّ يجد الكمّ الهائل من المعلومات والمعارف المُختلفة والمتنوّعة في شتّى أنواع العلوم، وغالباً ما يكون آخر عهد الرجل بتلك المعلومات (زمن قراءتها) أو تدوينها في مقدمة الكتاب كفائدة .
من الطُرق النافعة والمفيدة التي أسلكها لتذكر الفائدة: عزو الفائدة من الترجمة إلى الكتاب اللائق بها من العلمِ والذي أراجعه أو ربط الفائدة بأختها من كتاب آخر:
مثلاً :
١ - ذكر ابن رجب عن شيخ الإسلام الأنصاري في (ذيله ١/١٣٥) سبب قول البخاري في روايته عن الرجل الذي لقيه (قال) فأحملها وأدوّنها في أحد كتب المصطلح التي أراجع فيها كثيراً أو تعليقه على مسألة نفي المجاز بموضعها من كتب الأصول.
٢ - ذكر الإمام السيوطي في حسن المحاضرة أنّ أول من أطاف بالمحمل في مصر هو بيبرس (٧٦/٢) فتربطها بما ذكره الأديب القاضي علي الطنطاوي عن آخرِ مرّة قدِم المحملُ من مصر ومتى بدأت السعودية بنسجه بنفسها في الذكريات ٣/١٦٣ .
٣- ما ذكره ابن القيّم عن الرضا وأحكامه ٤٥٣/٢ بما ذكره ابن مفلح في الآداب الشرعية ١/٣٠ بما ذكره السفاريني في عذاء الألباب ٢٢٤/٦ بما ذكره ابن تيمية في الفرقان .
٤ - ذكر السبكي في طبقاته ٦/٢٨٩ الآثار التي رويت في إحياء (أبي حامد الغزّالي) بلا سند فتحمل هذه الفائدة وتُثبتها في الإحياء أو كتاب تخريج الإمام العراقي للكتاب .
٤ - نقل ابن رجب في ذيله مِمّا سمعه ابن الجوزي من عون الدين ابن هبيرة من غرر التفسير فتثبتها في مواضع من الكتاب الذي اعتمده في التفسير ١٤١-١٥٣/ ٢
٥ - كلام الحافظ ابن كثير عن حديث (عمر بن أبي سلمة) والخلاف المعروف فيه (٤/٢٧٨) بما ذكره ابن القيّم في جلاء الأفهام ٢٨٨ والنظر في الرأيين .
٦ - ما ذكره ابن كثير من شرح حديث (لا مهديّ إلا عيسى بن مريم) في النهاية ٢٣/١٧ بما ذكره ابن القيم في كتابه المنار المنيف وتربط بينهما .
٧ - ما ذكره ابن أبي يعلى في الطبقات من آراء الخرقي الفقهية التي خالف فيها جماعة ٣/١٤٩ فتقيّد ذلك في نسختك من مختصر الخرقي .
٨ - تحدث ابن كثير في مقدمة البداية عن مكان الجنّة التي خلق فيها آدم فتربط كلامه بما ذكره ابن القيّم في الحادي و مفتاح دار السعادة .
٩- أو بمن أفردَ فصلاً مثلاً لموضوع ما ، كما أفرد ابن حميد في السحب ١٢٠٣/٣ بذكر تراجم النساء العالمات فتُلحِق بذلك ما تجد من تراجم النساء .
١٠- أو تجمعَ أخباراً أُفرِد لها مصنفٌ وحده فتلحق ما تجد بذلك الكتاب، ككتاب (العلماء العزّاب) للعلامة أبو غدة مثلاً فتعمل مستدركاً عليه تجمع التراجم التي تشابه هذا الكتاب .
ولقد استفدتُ من هذه الوسيلة (الربط بين المتماثلين) كثيراً من ذلك حين ذكر السيوطي في حسن المحاضرة أن أول من بنى المدارس في الإسلام هو الوزير نظام الملك الحسن بن علي الطوسي رحمه الله (١/١٩٨) ثم ذكر أن الحافظ شمس الدين الذهبي استنكرَ ذلك وردّ على من قال هذا ، فحين قمت بربط كلامه في ترجمة الطوسي في الطبقات ظهر خطأ في نسبة السيوطي للذهبي إنكار ذلك وأن الذهبي يرى هذا والإنكار (بحروفه) للتاج السبكي ٣/٣١٤ !
فلا تهُدِرِ الفائدة التي تجدها ثمينة ولا تعتمد على الذاكرة فالحفظ خوّان!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد