بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
ربما تكاد تكون فكرة الثالوث هي الفكرة الأكثر انتشارًا بين الديانات المعددة للإلهة، من آلهة المصريين إلى آلهة اليونانيين.
لم ترِد فكرة التثليث واضحة ولا حاسمة في الأناجيل التي تم الاعتراف بها لاحقًا من بين عشرات الأناجيل المختلفة التي كانت متداولة بين المسيحين خلال قرون عديدة.
ولعل من أهم النصوص التي يستدل بها المسيحيون عادةً كشاهدٍ على فكرة التثليث "المقدس"، ينحصر في موضعين، هما:
١-نص الأول ورد في إنجيل متى، يقول: "اذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ".
وهذا النص -باعتراف كبار اللاهوتيين- من النصوص الإلحاقيَّة المقحمة التي لم تكن موجودة في المخطوطات القديمة.
٢-النص الثاني ورد في مطلع إنجيل يوحنا، ذلك الإنجيل الفلسفي الذي يُعرف في الأوساط الكنسية بصعوبته والذي لا يُنصح عادة المسيحي البسيط بقراءته إبتداءً إلا مع توفر خبرة لاهوتية فلسفية.
هذا النص اليوحناوي يقول: "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله".
وهذه الجملة بالذات، بالإضافة إلى فكرة تقديس الرقم ثلاثة وفكرة الثالوث الأقدس، راسخة في البيئة الوثنية اليونانية، كما هي في الحضارة الفرعونية.
فقد كان أرسطو طاليس يرى أنَّ فكرة الثلاثة مما يعظم به الله. وكان أستاذه أفلاطون يردد بما يكاد يتطابق مع الجملة التي وردت في مطلع إنجيل يوحنا. وهذا مما يعترف به كبار اللاهوتيين المسيحيين، "كالقديسين" أوغسطينوس وتوماس الأكويني، بل ويفتخرون به ويستدلون به على صحة ثالوثهم!
انظر هذا النص المهم الذي كتبه "القديس" توماس الأكويني مؤيدًا ومستشهدًا بكلام "بالقديس" أوغسطينوس مُوردًا ومستسهدًا بنصوص أرسطو وأفلاطون على أسبقيتها في تأييد فكرة الثالوث "المقدس"!
يقول توماس الأكويني، أحد كبار اللاهوتيين المسيحيين، والملقب بالمعلم الملائكي:
فقال أرسطو في كتاب السماء والعالم (بهذا العدد –يعني الثلاثي- نعظم الإله الواحد المتعالي عن صفات المخلوقات) وقال أوغسطينوس أيضًا في كتاب الاعترافات (قرأت هناك (يعني كتب أفلاطون) أنه في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله لا بهذه الألفاظ بل بما يثبته بعينه من الحجج الكثيرة).
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد